Advertisement

لبنان

وصل إلى المطار.. و"ما طار"!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
10-09-2018 | 01:26
A-
A+
Doc-P-509446-636721655629561958.jpg
Doc-P-509446-636721655629561958.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يعود مطار "القليعات" إلى الواجهة من جديد، وهذه المرّة من بوابة مطار "رفيق الحريري الدولي"، فالفضيحة المدويّة التي تكشّفت قبل أيام وشغلت لبنان بأكمله لم تكن الأولى ضمن سلسلة "الفساد عالمكشوف"، وربما ليست الأخيرة! 
Advertisement
منذ سنوات وهزائم الوزارات تتوالى في مطار "رفيق الحريري الدولي"، والفساد الإداري يطوف على سطح المشهد العام، أما المشاكل التي تواجه المسافرين باتت تختصر بشكل أو بآخر حجم الخلل المستعصي! فمن تعطّل المكيفات، الى طيور النورس مروراً بالخروقات الأمنية ثم ملفّ السوق الحرة وصولاً الى العطل الذي طرأ على نظام إصدار تذاكر السفر وتسليم الحقائب.. والقائمة تطول، أزماتٌ لم يمرّ بها شعار "مكافحة الفساد" في ظلّ "العهد" الجديد! 
هجماتٌ الكترونية شنّها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على سجلّ إداري حافل بالإخفاقات، ووسط غضبٍ شعبي عارم، استغلّ بعض مناصري الأحزاب الحادثة الأخيرة للتصويب على وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فينيانوس واتهامه بالفساد وإبرام الصفقات المشبوهة! 
من جهته، اعتبر فنيانوس أن "الحملات القاسية التي طالته هدفها واضحٌ"، وبأن "هناك تيار سياسي يستغل وجع الناس للمطالبة بوزارة الأشغال، وأنا أقول مرة جديدة لهذا التيار ما هكذا تورد الإبل"، مشيراً الى أنه "وفي حال تأكيد مسؤولية أي من موظفي الطيران المدني فسيقوم بمحاسبة المقصّر"، مشددا على ضرورة نشر التحقيقات امام الرأي العام اللبناني فور انتهائها لتبيان الحقائق! 
من جهة اخرى، غرّد الرئيس نجيب ميقاتي عبر حسابه الشخصي على "تويتر" معلّقاً حول ما حصل في مطار "رفيق الحريري الدولي"، معتبراً أن المعالجة تكون من شقين اولا عبر توسعة المطار وتطويره، وثانياً عبر البحث الجدي في استخدام مطار القليعات في الشمال وذلك ضمن مناقصتين شفافتين تعتمدان المعايير الدولية، وختم بأن "استخدام مطار القليعات بات حاجة اكثر من ملحّة"، تغريدة لاقت دعما شعبيا واسعا وذلك عبر هاشتاغ #مطار_القليعات حيث أكدّ اللبنانيون لا سيما أبناء الشمال على اهمية هذا المطار والتي تستوجب أن تكون اعادة تشغيله ضمن اولويات الحكومة المقبلة، إذ من شأنه أن يحقق انماء متوازناً ويوفّر نموّاً على جميع الأصعدة ويخفف من تراكم الأزمات في مطار بيروت الدولي، إضافة الى أنه يؤمن فرص عمل ويحدّ من البطالة التي تنهش بقاع الشمال! 
وفي سياق متصل، اعتبر مصدر مطّلع في حديث لـ "لبنان 24" أنّ الازدحام في المطار هو نتيجة طبيعية لتدفّق السياح والزوار بين مسافر ومغادر لا سيّما في المواسم، الا أن هذا العام بدا المشهد نافراً جدا، ما أدّى الى تعالي صرخات المسافرين الذين ضاقوا ذرعا من "البهدلة" ذهاباً وإيابا.

وحول ما تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن احتمال ان يكون تكرار الاعطال في المطار امرا مفتعلا للوصول الى توسعته حيث اعتبر البعض ان رائحة صفقة "تلزيم" تفوح في الأفق، نفى المصدر أن يكون الكلام منطقيا، مشيرا الى أن التحليلات والتلميحات الشعبية من شأنها أن تزيد الأمور تعقيدا، لافتاً الى أن الفشل في مطار "رفيق الحريري الدولي" يعود الى عدة عوامل لا داعي لتعدادها، فهي اصبحت معلومة لدى الجميع، الا ان الادارات المهترئة قد تكون سببا من الأسباب المباشرة لكنّ الواقع صراحة أكثر تأزّماً، فصراع الإدارات المتعددة في المطار الواحد بات يفوق القدرة على السيطرة، ولعبة تراشق المسؤوليات ومعركة إثبات الكفاءات والمزايدات باتت تشكّل أزمة حقيقية في ظلّ الاستقرار الإداري شبه المعدوم، والحلّ في أن يكون هنالك جهة واحدة تعتبر مرجعية ثابتة وتحدّ من تبادل الاتهامات! 
أمّا عن تكلفة توسيع المطار، والتي بحسب دراسات دار الهندسة تبلغ قيمتها بين 800 مليون دولار ومليار اعتبر المصدر بأن "لا داعي أصلا لهذا الهدر، إذا كانت هنالك حلول اخرى" مشيرا الى أن "‏مساحة مطار بيروت 5.5 كلم2 وإستقبل 8 مليون مسافر في العام 2017، أما مساحة مطار "نيس" والذي يعرفه ساسة لبنان جيدا، تبلغ 3،7 كلم2 واستقبل 13 مليون مسافر في 2017 فلشو الفزلكة"؟ وحول تأكيد الوزير "فنيانوس" بأنّ الرئيس المكلف سعد الحريري قد أعطى توجيهاته بتلزيم أعمال التوسعة دون العودة الى مجلس الوزراء، أجاب المصدر ممازحاً: "بدّك تشوف العهد شو بدّو"! 
إذاً فإن كانت توسعة المطار هي احدى الطروحات المقدّمة للحدّ من الازدحام الذي بات يستفزّ صبر المسافرين، فإن مطار "القليعات" موجود ومجهّز ليكون رديفاً لمطار رفيق الحريري الدولي إذ من شأنه أن يخفف عن كاهله أعباء الازدحام في المواسم، ويساهم في تحريك العجلة الاقتصادية في مناطق الشمال. فهل لم يحن الوقت بعد لرفع الحرمان عن هذا الجزء المهمّش من لبنان؟ وهل أن استمرار تعطيل "القليعات" يدخل أيضا ضمن الكيدية السياسية وإعدام المرافق الحيوية في الشمال بمشنقة الطائفية؟ الى متى يصل المسافر الى المطار وفجأة يصبح "ما طار"؟!

 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك