Advertisement

لبنان

مجلس الشيوخ الفرنسي يتجه لحل أزمة نفايات طرابلس

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
11-09-2018 | 10:42
A-
A+
Doc-P-509912-636722846643280910.jpg
Doc-P-509912-636722846643280910.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تتفاقم أزمة النفايات في طرابلس يوماً بعد يوم، والروائح الكريهة التي تسمّم المدينة أصبحت تشكّل خطراً محدقاً يهدّد سلامة البيئة ويغتال حياة المواطنين. لكنّ تقاذف المسؤوليات هو فنّ بات يتقنه المسؤولون في لبنان، وكلٌّ يغنّي على ليلاه، والمواطن على حتفه يغنّي!
Advertisement

ما لا شك فيه، أنّ الوعود التي تكاثرت قبيل الإنتخابات النيابية السابقة بإيجاد حلول عملية وجذرية لهذه الكارئة البيئية والصحية، تحوّلت إلى فقاعات صابون، وإذ أُدخل ملفّ النفايات في دائرة المزايدات السياسية، لم يلمحِ الطرابلسيون، الذين سئموا من تعليق آمالهم على حبال الأوهام، بصيص نورٍ من شأنه أن يوحي باقتراب الفرج، ولا سيما أن الشعارات سقطت مع بداية اعلان فوز المرشحين في الإستحقاق الأخير، والمعالجة الفعلية تعثّرت، فهل من مغيث؟


ورغم تعالي صرخة الطرابلسيين، ومناشداتهم الملحّة للحكومة اللبنانية لإيجاد حلّ لهذه الكارثة التي حلّت بالمدينة، حيث انتشرت الأمراض وتزايدت حالات الوفاة بشكل لافتٍ وغريب، لم يلقَ رجاؤهم جواباً شافياً، بل كانت الحكومة تكتفي مع المعنيين والقائمين على عاصمة الشمال بالاسترسال في عرض المشكلة من دون تقديم حلول للحدّ من الأذى المباشر التي تتسبب به!

وإذ كانت زيارة الموسيقار الطرابلسي عمر حرفوش من فرنسا إلى لبنان بدعوة من جامعة "العزم" - طرابلس في كانون الأوّل من العام الفائت فرصة للقاء أبناء مدينته والتعارف عن قرب بعد غياب طويل، استغلها الأصدقاء "للفضفضة" حول معاناتهم، حاملين ملف النفايات بيد، وسائر الملفات المتراكمة بيد اخرى، الأمر الذي دفع "حرفوش" للتفكير بمخطط يساهم بحلّ المشكلة، وهكذا بدأت رحلة الإنقاذ.


تصدّرت الصحف والمواقع الالكترونية عناوين عريضة عن زيارة وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي إلى لبنان لبحث الأزمة البيئية الخطيرة، وإذ جال الوفد في أرجاء مدينة طرابلس والذي ضمّ السيناتور نتالي غوليه والسيناتور جويل غيريو والسيناتور كورين فيري ورافقهم الموسيقار عمر حرفوش ومعاون السيناتور غيريو السيد ايلي ابي سعد وحطّ أوّلاً في دارة الرئيس نجيب ميقاتي عارضاً معه رغبته بالوقوف الى جانب لبنان في مكافحة التلوث البيئي مشدداً على اهمية مدينة طرابلس وباحثاً سبل التعاون في ما بينهم لإنهاء الأزمة، ثمّ توالت الزيارات المحددة سابقاً الى عدد من نواب المدينة واخيرا الى قصر بعبدا وبيت الوسط، حيث بدا اللقاء مع رئيسي الجمهورية والحكومة إيجابيا، وقد شدّدت كلّ الأطراف على ضرورة تضافر الجهود للوصول الى حلّ ينقذ لبنان من واحدة من اكبر الكوارث التي ألمّت بطبيعته الخضراء وبيئته النظيفة!

ومن هنا كانت نقطة البداية التي ترجمت الوعود ولأول مرة بقرارات جدية، وفي ما اجتمع مجلس الشيوخ في فرنسا في موعده المحدد الذي كان مقررا في العاشر من شهر ايلول لمناقشة ملف النفايات وإيجاد حلول مجدية تحدّ من ازمة التلوث وانتشار الامراض في طرابلس والذي ترأسه نائب امين عام الامم المتحدة ووزير الخارجية الفرنسية السابق فيليب دوست بلازي بحضور السيناتور ناتالي غوليه ونائب رئيس بلدية "مارسيليا" في فرنسا، إضافةً إلى الموسيقار عمر حرفوش من لبنان، والممثل عن تيار العزم الاستاذ احمد الحسيني، والنائب ديما الجمالي، ومجموعة من منظمات البيئة العالمية ووفد من ممثلي السفارات في العالم.


وقد أكّد مجلس الشيوخ الفرنسي المجتمع بدعوة من الموسيقار عمر حرفوش أنّ برنامج مكافحة التلوث بجميع أشكاله المستبدة بمدينة بطرابلس مستمر بدعم فرنسي ودولي، مذكرا بأن طرابلس تنتج 450 طن من النفايات في اليوم الواحد وأنه لم يتم التوصل بعد إلى حل دائم وطالباً الدعم اولاً وأخيراً من قبل المواطنين وذلك من خلال إشراك الشباب والجمعيات لوضع حد للحالات المؤقتة والوصول الى حل جذري واتفق المجتمعون في مجلس الشيوخ بإجماع وتوقيع جميع المشاركين على خارطة الطريق وتقرر ما يلي:

1- معالجة مشكلة النفايات في طرابلس ضمن المعايير الأوروبية للتخلص منها، وذلك عن طريق التدخل في جمي مراحل سلسلة إنتاج النفايات الأولية وفي وقت معالجتها.

زيادة وسائل الوقاية من إنتاج النفايا
- دعم التثقيف البيئي في المدارس وطريقة فرز النفايات.
- دعم نشاطات طلابية ضمن موضوع تبادل منتظم مع طلاب كلية "لويي ميشيل" من الفئة التي شاركت في الندوة في فرنسا.
- التشريعات الملزمة: التعاون من أجل إنشاء شرطة بيئية وقانون يعاقب المتسببين بالتلوث على أساس مبدأ تغريم الملوث.
- تحديد العمليات والتقنيات المبتكرة لإزالة النفايات، التي تساعد في فرز وإعادة تدوير أكثر من 85٪ منها للحد بشكل كبير من انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون السام.
- تنظيم برنامج عرض لزيارة الشركات الفرنسية أو الأوروبية المسؤولة عن التخلص من النفايات والمسؤولة عن الاقتصاد الأخضر.
-وضع خطة طوارئ للمواقع التي ثبتت خطورتها، والعمل على متابعتها ومراقبتها مثل التلوث الناشئ عن مسلخ طرابلس.
- دعم سلسلة من الحفلات الموسيقية التي تم عرضها في بيروت وفي جميع أنحاء لبنان والمساهمة بعائداتها المالية لصالح دعم البيئة.

وأخيرا المطالبة بتنظيم ومتابعة الأموال التي تم رصدها للبنان في مؤتمري CEDAR 2 وCEDAR 2، وذلك لتحسين نوعية المياه والهواء ومكافحة التلوث.

وقد اعتبر مجلس الشيوخ في ختام اجتماعه ان مكافحة التلوث هو أمر يعيد دعم وإحياء العاصمة الثانية للبنان، لاستعادة نشاطها الاقتصادي والتجاري والسياحي الكامل، وطالب الحكومة الفرنسية بالسعي لشطب اسم مدينة طرابلس من ضمن المناطق المصنفة في دائرة "منطقة الخطر الحمراء" من قبل وزارة الشؤون الخارجية!

هذه الزيارات والإجتماعات الطارئة تركت صداها في طرابلس، ولاقت دعماً من السياسيين، لا سيّما الرئيس نجيب ميقاتي الذي عرض كلّ إمكانياته للتوصل إلى حلول للحفاظ على سلامة المواطنين، مذكّراً بأنّه ابن طرابلس أيضاً، ويتحمّل مع الطرابلسيين أوجاعهم ومعاناتهم، إضافةً إلى دعم الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري. وبانتظار أن تطبق القرارات عملياً ولا تبقى في جوارير التأجيل والإهمال كما هو الحال دائماً في لبنان، يسير الطرابلسيون الذين فقدوا الثقة بالدولة ومؤسساتها، خلف الأمل "عباب الدار".
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك