Advertisement

لبنان

...ويبقى حلم الـ 10452 كلم مربعًا

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
13-09-2018 | 06:21
A-
A+
أصبح رئيسًا لكل لبنان
Doc-P-510365-636724422058741056.jpg
Doc-P-510365-636724422058741056.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد 36 سنة على إستشهاده لا يزال الحلم الذي نسجه الرئيس الشيخ بشير الجميل من خيوط النهج التغييري، الذي عبّر عنه بشعار الـ10452 كلم مربع، مشروعًا لم يرَ النور، على صعيد بناء دولة لجميع أبنائها، دولة العدالة والقانون والهيبة التي لا تزال مفقودة.
Advertisement
أصبح رئيسًا لكل لبنان، على رغم معارضة البعض لهذه الرئاسة، فحكم من دون أن يحكم فترة لا تتجاوز الشهر، وهي كانت كافية لوضع أسس بناء الدولة الحديثة بمعاييرها النموذجية، فكان حركة لا تهدأ، وكان المحور ونقطة الإرتكاز والجذب، حتى أنه رفض إلاّ أن يكون رئيسًا لكل لبنان، للأبعدين قبل الأقربين، حتى على حساب من كانوا يعتبرون أنفسهم مقرّبًين منه، يوم كان قائدًا لـ"القوات اللبنانية".
فمنذ إنتخابه رئيسًا للجمهورية اللبنانية في 23 آب من العام 1982 حتى يوم إستشهاده في 14 أيلول، وقبل إستلامه سدة الرئاسة من سلفه الرئيس الياس سركيس، حكم الشيخ بشير الجميل لبنان معنويًا، فكان لوقع كلماته صدىً مغايرًا، وهو الخارج من صفوف حزب كان بتوجهاته على نقيض من توجهات آخرين فرّقت الحرب بينهم وتركت بصمات كان من الصعب جدًّا محوها من ذاكرة البعض. وعلى رغم ذلك، ونتيجة إقتناعه بحتمية إلتقاء اللبنانيين على مشروع بناء دولة المؤسسات على أسس سليمة وواضحة، وتحقيق مصالحة تاريخية تقوم على المصارحة، مدّ يده إلى شريكه في الوطن، رافضًا أن يكون للخارج، أيًّا يكون هذا الخارج، سببًا للتفرقة بين اللبنانيين، وكان يحلم بوطن يعيش فيه الجميع بكرامة وحرية وسلام ووئام، والتأسيس لمرحلة جديدة تنتفي معها أسباب الإنشقاق الموسمي.
كان يحلم بوطن لجميع أبنائه، وهو الذي صهرته تجارب الحرب، ولم تغرّه كثيرًا مشاريع التقسيم والكانتونات، ولم يستسلم لإغراءات "الوطن المسيحي" من كفرشيما حتى المدفون، على رغم قساوة الحرب وما تخللها من ممارسات جعلت من بعض المسيحيين يفكرّون بمشاريع تقسيمية، إلاّ أنه رفض كل هذه الإغراءات، وقد يكون هذا الرفض من بين الأسباب التي أدّت إلى إغتياله، بفعل تلاقي بعض المصالح الخارجية، التي لم تهضم في حينها فكرة أن يعود لبنان موحدّا وقويًّا، وألاّ يكون فيه شرعية واحدة، وأن يلعب دوره الأساسي في المنطقة، وأن يقوم برسالته التي تحدّث عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني بعد سنوات طويلة.
حَلمَ بشير الجميل بوطن لا يشبه الأوطان الأخرى، بتركيبته الطائفية، التي كان يعتبرها مصدر غنىً وليس سببًا للفرقة والتناحر، ووسيلة لتكامل الأدوار بين ما يؤمن به المسيحيون والمسلمون، وهم الذين ينتمون إلى بيئة واحدة تتعدّد فيها الثقافات وتتنوع فيها وسائل العيش، من دون أن يشكّل ذلك سببًا للتنافر، خصوصًا إذا ما أديرت شؤون دولتهم الواحدة بحكمة وعقلانية بعيدًا عن العصبية ومنطق رفض الآخر لمجرد أنه يختلف عن الآخر الثاني، وذلك وفق تقاطع المصالح المشتركة والتوافق على كيفية إدارة الدولة بمؤسساتها في شكل حضاري وتوافقي.
بعد 36 سنة لا يزال هذا الحلم مجرد حلم، ولا يزال اللبنانيون المتلهون بتفاصيل صغيرة بعيدين جدًّا عن فكرة الدولة القوية.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك