Advertisement

لبنان

هل من طبخة حكومية جديدة على النار؟

Lebanon 24
19-09-2018 | 21:50
A-
A+
Doc-P-512128-636730194336800805.jpg
Doc-P-512128-636730194336800805.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يحمل الخبر الذي أوردته صحيفة "الأخبار" عن أن تقليص رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري رحلته التي كانت مقررة إلى باريس للمشاركة في حفل عيد ميلاد ابنه حسام، والتي كانت ستستمر لمدة ثلاثة أيام، العديد من المؤشرات الايجابية، على ان شيئاً ما يحضر في المطبخ الحكومي، لا سيّما وان الصحيفة أشارت الى ان مصادر قريبة من الحريري أكدت إن التعديل الذي طرأ على الزيارة سببه تحرك سيقوم به الحريري في الملف الحكومي، بعد أن "استشعر الجميع فداحة الوضع المالي والاقتصادي"، لافتة الى انه سيسعى إلى إحداث اختراق ما، قبل سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك، نهاية الشهر الجاري، حيث سيرأس وفد لبنان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
Advertisement

لا تطورات ايجابية 
الاّ ان مصادر "النهار" لم تكن على الخط نفسه، لأنها أشارت الى ان أي تطور ايجابي لم يطرأ على الملف الحكومي، وبالتالي فان جميع الأمور سترحل الى ما بعد عودة الرئيس عون من نيويورك. في وقت، ولا تكتم مصادر سياسية معنية بازمة تأليف الحكومة عبر "النهار" تخوفها من معالم الاهتزازات غير البسيطة انطلاقاً في العلاقات بين العهد وكل من الرئيس المكلف سعد الحريري وحزب "القوات اللبنانية " والحزب التقدمي الاشتراكي ولو تفاوت حجم كل اهتزاز بين الحالات الثلاث. ذلك ان عملية تدوير الزوايا وتخفيف الشروط والمطالب المضخمة بما يكفل انطلاق عملية النزول عن رؤوس الشجر لتسهيل ولادة الحكومة الجديدة اضحت في رأي هذه المصادر أشد صعوبة من ذي قبل بعدما صارت التنازلات الاكثر اثارة للضرر المعنوي والسياسي في ملعب العهد بفعل تكبير حجم المطالب المشتركة للعهد و"التيار الوطني الحر" والتي اخذت بطريقها التوازن العادل المطلوب في توزيع الحكومة.

وفي هذا الاطار، استبعدت مصادر سياسية مطلعة عبر "اللواء" حصول اي تطور ايجابي على صعيد تأليف الحكومة، لافتة الى ان عودة الوزير جبران باسيل الى لبنان من شأنها ان تساهم في قيام حراك، مؤكدة ان هناك جهدا يبذل على صعيد التأليف، لكن ذلك لا يتجاوز تبادل الافكار فحسب، خصوصاً وان ما من تصور واضح يجري العمل عليه ولذلك لا يمكن القول ان الامور نضجت. وتحدثت عن تواصل متقطع يتم بين بعبدا وبيت الوسط .
عون لن يتراجع
في هذا الوقت، شددت اوساط نيابية في "تكتل لبنان القوي" عبر "الديار" على ان رئيس الجمهورية ميشال عون ليس في صدد التراجع عن موقفه حيال المعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة العتيدة ، اما "الرهان" على الوقت ليس من صالح المراهنين لانه كلما تأخر الوقت، ستكون الشروط على المعرقلين اصعب بكثير من الان، والنصيحة التي سمعها هؤلاء قبل ايام من مرجعية كبيرة ملخصها "اقبلوا الان بما هو معروض عليكم" لان ما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحا غداً.
وفي هذا الاطار، نجح الرئيس عون، تقول اوساط "تكتل لبنان القوي"، في تجاوز "مطب" ادخاله في صراع طائفي حول الصلاحيات مع الرئاسة الثالثة، وكان حريصا على قطع "دابر" السجالات الاعلامية وابلغ الرئيس المكلف سعد الحريري شخصياً بانه غير معني بالاعتداء على صلاحيات احد، وليس واردا في قاموسه الان مناقشة تعديل اتفاق الطائف، لكنه اصر على عدم السماح لاحد بتجاوز صلاحياته الدستورية.

بيت الوسط مرتاح
في هذا الاطار، نقلت صحيفة "اللواء" عن بيت الوسط ارتياحها لما أعلنه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل من رفض لتشكيل حكومة أكثرية، معتبراً ذلك من نوع المغامرة، مبدية ليونة في الوقت عينه حول عقد جلسة تشريعية في ظل غياب الحكومة.  وفي تقدير مصادر نيابية، ان عقد جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف أعمال، يعني ان الرؤساء الثلاثة، سلموا بأن موضوع تأليف حكومة جديدة، سيأخذ وقتاً طويلاً، ومن غير المطلوب في هذه المرحلة، حيث تنتصب مجموعة تحديات ومخاطر اقتصادية ومالية واجتماعية، التسليم بالأمر الواقع، وبالتالي لا بدّ من جلسة تشريع توافق عليها الرؤساء ويجري خلالها إقرار مجموعة مشاريع قوانين ضرورية، لتأمين الغطاء القانوني لتأمين الإيرادات المالية اللازمة لها.

في المقابل تخوفت مصادر سياسية ودستورية من ان يُشكّل هذا المنحى، انقلابا على الطائف، وشكلا من اشكال التعايش مع المأزق السياسي، أو مأزق تأليف الحكومة، في ظل تسابق غير مألوف على الحصص والحقائب، استناداً إلى حسابات، يزعم أغلب المتنافسين انها تستند إلى نتائج الانتخابات النيابية.

فرنسا تعمل جاهدة على حل الخلاف
خارجياً، وبعد الحديث عن مسعى فرنسي لحل العقد التي تحول دون تأليف الحكومة، أفادت المصادر الرئاسية الفرنسية لـ"النهار" انه لا موعد حتى الساعة للقاء رسمي مرتقب بين الرئيسين الفرنسي واللبناني. لكنها اشارت الى انه يمكن حصول لقاء جانبي على هامش احدى الجلسات التي ستشهدها الامم المتحدة الاسبوع المقبل. الا انه سيكون لقاء لوزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان ونظيره اللبناني جبران باسيل على هامش الاجتماع المخصص لتمويل وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا".
 
وقالت المصادر إن الحوار مستمر بين السلطات اللبنانية والفرنسية، وان فرنسا تعمل جاهدة لاستقرار لبنان وامنه وقد حيا المجتمع الدولي مقررات اجتماع "سيدر"، لكن تنفيذ هذه المقررات يحتاج الى تشكيل حكومة وباريس في انتظار توافق اللبنانيين على تشكيلها. وشددت على ان فرنسا تولي انتظام الحياة السياسية وعمل المؤسسات في لبنان اهتماماً خاصاً وهذه هي الرسالة التي ينقلها السفير الفرنسي برونو فوشيه خلال زياراته للمسؤولين اللبنانيين. وخلصت الى أن باريس في انتظار عناصر التوافق الوطني الذي سيؤدي الى التوافق على حكومة جديدة.
وقالت مصادر رئاسية فرنسية لـ"الشرق الأوسط"،  إن فرنسا "مع تمسكها باستقلال وسيادة لبنان ما فتئت تعبر على جميع المستويات وبفضل حوار قائم ودائم عن قلقها ومشاغلها"، إزاء الوضع السياسي وعرقلة تشكيل الحكومة العتيدة معيدة إلى الأذهان "الجهود الكبيرة" التي بذلتها من أجل الأمن والاستقرار في لبنان، أكان في مؤتمر "سيدر" أو في مؤتمر "روما2" لدعم الجيش اللبناني. وتضيف المصادر الرئاسية: "نحن بحاجة بعد مرور فترة أربعة شهور على الانتخابات، لحكومة تحقق تقدما في مجال الإصلاحات وفي خطة الاستثمار التي تم تبينها في مؤتمر سيدر". 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك