Advertisement

لبنان

"القوات".. لا تنازلات مجانية بعد اليوم

Lebanon 24
25-09-2018 | 01:55
A-
A+
Doc-P-513480-636734626332726817.jpg
Doc-P-513480-636734626332726817.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يبدو أن الهدنة بين "التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الإشتراكي في الجبل ثابتة ومتينة، ولن يخرقها تصريح من هنا وآخر من هناك، بعدما كانت الامور متجهة إلى تشنجات لا تخلو من التوتر، أقله على المستوى السياسي وانعكاس ذلك على صب الزيت على نار التشكيلة الحكومية.
Advertisement

وقرار التهدئة فرضته دقة الأوضاع في منطقة الجبل، في ظل المعلومات الأمنية، التي تبلغها كل من الوزير جبران باسيل وزعيم المختارة وليد جنبلاط، ومفادها أن ثمة جهة إقليمية تحاول الإستفادة من أجواء التشنج التي كانت سائدة بين "التيار الوطني" والحزب الإشتراكي للدخول على الخط ومحاولة إشعال فتنة مذهبية، وذلك عن طريق إفتعال مشاكل متفرقة في أكثر من منطقة في الجبل، بحيث لا يعود أحد من العقلاء من الطرفين قادرًا على ضبط الوضع، خصوصًا أن المصطادين في المياه العكرة كانوا يهدفون من وراء إثارة الغرائز إفتعال مشاكل لا تخلو من الدم، بحيث لا تعود تنفع معها تدخلات أهل الخير.

إلاّ أن الفريقين استوعبوا ما كان يُخطّط لمنطقة الجبل، وكان قرار حاسم وجازم بضرورة التهدئة وعدم الدخول في متاهات مأسوية كان من شأن إشعال الفتنة جرّ البلاد إلى ما تُحمد عقباه. ولكن ذلك لا يعني، وفق المراقبين، أن الطريق إلى تشكيل الحكومة قد اصبحت سالكة، وأن حلحلة ما يُعرف بـ"العقدة الدرزية" قد شارفت على الحلحلة، لأن الحزب الإشتراكي لا يزال يصرّ على أن يكون الوزراء الدروز الثلاثة من حصّته، وإن كان العمل قائمًا على تدوير الزوايا بالنسبة إلى الوزير الدرزي الثالث، وهذا يعني أيضًا في السياسة أن الحزب الإشتراكي لن ينجرّ إلى "لعبة" تطويق "القوات اللبنانية" حكوميًا، خصوصًا أن ما يُنقل عن مصادر قواتية لا يوحي بأن معراب ستقدّم أي تنازلات جديدة، وهي رسمت خطّها البياني، الذي لن تقبل أن تكون أي تسوية يُعمل عليها على حسابها، وهي التي قدّمت أكثر من تنازل عندما قبلت بالحصة نفسها التي سبق أن حصلت عليها في حكومة "إستعادة الثقة"، أي أربعة وزراء من دون وزير دولة.

وقد صوّبت المصادر القواتية سهامها في إتجاه الوزير جبران باسيل، الذي أتهمته بأنه هو الذي يعرقل تشكيل الحكومة بهدف الهيمنة عليها، بعد إعتقاده بأنه بإحراج "القوات" يمكنه أن يدفعها للخروج من الحكومة فيصفو له الجو، وتصبح الحكومة "خاتمًا في إصبعه"، وذلك إعتقادًا منه بأنها ستؤمن له جواز سفر إلى رئاسة الجمهورية.

فإذا كانت دقة الظروف التي حتّمت على "التيار الوطني" مهادنة الحزب الإشتراكي في الجبل، فإن المصالحة المسيحية، التي تكرّست في تفاهم معراب، مهدّدة بالسقوط في حال إستمرت المناوشات الكلامية على وتيرتها الراهنة بين "التيار" و"القوات"، مما يعني أن حال التشنج السائدة على مستوى القيادة سينعكس سلبًا على قواعدهما، وبالأخص على المستوى الطالبي، إذ لا أحد يمكنه أن يضمن عدم عودة أجواء التشنج إلى صوفهم، وبالأخصّ في الجامعات، على أبواب التنافس على المقاعد التمثيلية في أكثر من جامعة، حيث كان هذا التنافس يُترجم، قبل المصالحة، صراعًا وإشتباكات دورية.

وما دامت المراوحة هي سيدة الموقف فإن لا شيء يوحي بإمكانية تشكيل الحكومة في القريب المنظور، والتي دخلت أزمتها التشكيلية شهرها الخامس.

 
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك