Advertisement

لبنان

إلى الوزير الصديق ملحم الرياشي

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
30-10-2018 | 02:41
A-
A+
Doc-P-523687-636764895989213064.jpg
Doc-P-523687-636764895989213064.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يوم أقنعني الأستاذ رفيق شلالا، وهو الآتي من تجربة الإعلام الخاص ("النهار") إلى الإعلام العام كمدير لـ"الوكالة الوطنية للإعلام"، بترك عملي في "الوكالة اللبنانية" والإنضمام إلى فريق عمل الوكالة الرسمية كرئيس قسم، من ضمن فريق عمل جديد، أراد من خلاله نقل نجاحات الإعلام الخاص إلى الإعلام العام، فكانت نقلة نوعية في عمل الوكالة، يديرها مدير شاب وديناميكي ومتحرّر من عقد الروتين الإداري والبيروقراطية القاتلة.
Advertisement

فمنذ العام 1983، يوم دخولي إلى معترك الإعلام العام، من دون تخلي عن عملي في القطاع الإعلامي الخاص ("العمل"، "النهار" و"الديار")، توالى على وزارة الإعلام ما يقارب العشرين وزيرًا، كانت لي مع بعضهم علاقة يومية بحكم موقعي كمدير للوكالة، ومن بينهم دولة الرئيس ايلي الفرزلي، والوزراء: غازي العريضي وشارل رزق وطارق متري ووليد الداعوق ورمزي جريج ووأخيرًا وليس آخرًا ملحم الرياشي، الذي كانت تجمعني به صداقة قديمة، وهو الآتي من عالم الإعلام.

وعلى رغم علاقتي الطيبة مع جميع الوزراء، الذين ذكرتهم، وقد نشأت بيني وبينهم صداقة تتخطى رتابة الرئيس والمرؤوس، وهي لا تزال قائمة حتى تاريخه، إلاّ أن ما كان بيني وبين الوزير الرياشي، كوني من بين أحد مستشاريه، لم يكن أمرًا عادّيًا، إذ كانت تجمعنا أفكار مشتركة لتطوير عمل الوزارة، وإن كان يفاجئني أحيانًا كثيرة بأفكار تحتاج إلى جيش من المستشارين حتى تتحقق، وهو كان مستعجلًا أكثر منّا لترك بصمات دامغة في وزارة يتهرّب الجميع من تحمّل مسؤولياتها، ولكنه لم يُترك طليق اليدين لتحقيق بعض مما كان يحلم به، فوضعت في طريقه المطبات، خصوصًا أن من لا يريد أن ينجز أو يحقّق شيئًا ما لا يترك غيره يعمل، ويحاول تفشيله بشتى الطرق والوسائل.

ولكن لمن لا يعرف ملحم الرياشي على حقيقته، وهو الذي أخذ على عاتقه مغامرة المصالحة المسيحية، على رغم ترنحّها، يكتشف أن هذا الرجل عندما يصمّم ويخطّط يقدم وينجح، ولا يترك للأقدار أن تلعب دورها، وهو القادر على تحويل الصعب ممكنًا، وعلى جعل الأحلام تبدو حقيقة وتصبح تلامس الواقع أكثر من الواقع بذاته.
معالي الوزير، وهو لقب لم يكن يحبّذه أو يجعله يسكر، كما يفعل كثيرون، أنت وزير دائم لأنك ملكت قلوبنا وعقولنا، وتركت في عمق أعماقنا بصمات من محبة لا يعرف قيمتها إلاّ من يعيشها بكب تفاصيلها وأبعادها الروحية.

معالي الوزير الصديق. كنت صديقًا وستبقى صديقًا دائمًا أينما توجهّت وفي أي حقل عملت، وأنت الزاهد والقائل "باطل الاباطيل وكل شيء تحت الشمس باطل."
ملحم الرياشي، الذي أمضى نحو سنتين في وزارة الإعلام، وقد أدّى قسطه للعلى يعود إلى صومعته وإلى كتبه، وإلى المكان الذي يحب، من دون أن يتخلى عن دوره السياسي، الذي ترك فيه بصمة دامغة.
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك