Advertisement

لبنان

مستحق وعن جدارة.. اللبناني "تمسح"!

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
01-11-2018 | 03:22
A-
A+
Doc-P-524301-636766652967843100.jpg
Doc-P-524301-636766652967843100.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يمكن القول إن المواطن اللبناني "تمسح". هذه الكلمة قد تختصر الكثير ولمن لا يعرف ما قد تعنيه، فإن "تمسح" هي أقصى أشكال اللامبالاة.  

كيف نعرف أن اللبناني "تمسح" ؟ تعالوا نعطي بعض الأمثلة على ذلك. سعر صفيحة البنزين في ارتفاع شبه اسبوعي. هذا الامر لو حصل في اماكن اخرى لاتخذ الناس ردود فعل فورية لكن منظمة وأجبروا سلطات بلدهم على التراجع، وليس عبر إحراق الدواليب حيث يغرق اللبناني نفسه واهله في تلوث يزيد على البيئة الملوثة اصلاً.
Advertisement

ارتفع سعر الصفيحة ولم يحدث شيئاً. الناس لم تزل على حالها، في وضعها" الطبيعي" كأن شيئاً لم يكن. كأن الأموال التي تسحب من جيوبهم كل أسبوع يزهدون بها أو في أحسن الاحوال لا حاجة لهم بها. 

هل يفكر اللبناني بأن آلاف الليرات الإضافية التي يتكلفها ليشحن سيارته بالطاقة كي توصله الى عمله او تقضي له اموره، يجب أن تظل في جيبه لحاجته لها في متطلبات الحياة التي لا تنتهي؟ كأقساط المدارس، أو الطبابة، أو اشتراك الكهرباء والفواتير الكثيرة؟ 

اللبناني يفكر بهذا حتماً، لكنه لا يفعل سوى أن يقوم بالزفير يأساً من "حال البلد التعيس"، وينهال أحياناً بالسباب والتقريع على "المسؤولين" الذين يجعلهم كلهم في خانة واحدة. "فاسدون كلهم"، يقول في نفسه أو أمام أحد أصدقائه. هذا الاخير يهز رأسه موافقاً، ثم ماذا؟ ... يمضي كل منهما في طريقه. 

اذا كان اليأس من السلطات عميقاً، فهذا دليل على افلاسها. من المجحف ان نقوم بوضع الجميع في خانة واحدة. المسؤولية عن التقصير والفساد تتفاوت بطبيعة الحال. لكن الى متى على اللبناني أن يرمي مصائبه على "المسؤولين" كأنهم كائنات فضائية؟ هؤلاء معروفون بالاسماء ولهم مكانتهم وصفتهم القانونية وحتى "فضائحهم" التي تكشف عنها وسائل الاعلام من حين الى آخر. 

حسناً، المسؤولون في الدولة اللبنانية بشر. وجوههم واضحة. لا يعيشون في المخابىء. ماذا يبقى على المواطن "المتمسح" ان يفعل؟ هذا السؤال برسم كل لبناني  لا يجيد سوى "النق" كما نقول بالعامية. 

اللبناني المقتنع ان له حقوقاً و"يؤدي" واجباته (ليس الجميع طبعاً فهناك دائماً استثناءات!)، عليه ان يتحرك. "التمسحة"  أيضا تعني اليأس القاتل الذي ينهش في العقول والأنفس. الصحو بات حالة فردية وليست جماعية كما يفترض فيها ان تكون لتصبح ضاغطة. هذه "الصحوة" غالباً ما تؤدي بصاحبها الى الانتحار. اليأس من القدرة على التغيير ليس يأساً من السلطة، بل من الناس وقد جعلتهم "التمسحة" مثل آلات تُردد المقولات ذاتها من دون أن تفكر للحظة بأنها قادرة على احداث تغيير. 

"التمسحة" موت بطيء. فهل يخلع اللبنانيون جلودهم القديمة طمعاً بجلود جديدة؟


المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك