Advertisement

لبنان

رسالة الى مراهق السماء!!

نايلة عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
12-12-2018 | 06:14
A-
A+
Doc-P-536679-636802175582376659.jpg
Doc-P-536679-636802175582376659.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحية طيبة وبعد،

استاذي جبران، لم يكن يوم الثاني عشر من كانون الأول من العام 2005 يوماً عادياً على الساحة اللبنانية، استذكر يومها اننا كنا في كلية الاعلام في الفنار، حين سمعنا صوت الانفجار، من دون أن ندري أنه يستهدفك، وأنك تحولت الى اشلاء في سماء المنصورية. يومها ادركت فعلاً معنى الرسالة التي يجب أن أحملها عندما وقع اختياري على هذا الاختصاص، ومعنى ثمن الحريّة وضرورة الدفاع عنها مهما كان الثمن.
Advertisement

مرت السنون كغفلة عين، 13 عاماً مروا على هذه الحادثة، والبلد لم يعد كما هو ونحن لم نعد نحن، الصحافة لم تعد كما هي والسياسة من سيء الى أسوأ. ماذا نقول لك، وكيف نصف لك حالنا، لا شك أنك ترانا من عليائك وتتحسر على بلد دفعت أغلى ما لديك من أجل كرامته وحريته، وهو اليوم رازح، في غيبوبة، ينتظر "فرج الله ورحمتو" ليطلق أنفاسه الأخيرة، فما من شيء بات ينفع.

في غيابك، خضنا الحروب مع العدو، ومع الأخوة وفي شوارع بيروت، وعشنا الأزمات تلو الأزمات، والفراغ عقب الفراغ، والتمديد يليه التمديد، حتى بتنا شعباً مخدراً غير قادر على المقاومة، لأن لا صوت يحفز ويوقظ الضمير مع كل "صيحة ديك". ولن أقول أكثر عن السياسة "الهابطة" في بلادي لأنك خير عليم بها وبزواريبها وأنت من عاصرت الرؤساء وخضت أشرس المعارك معهم.
ولكن سأقول لك عن المهنة الأحب الى قلبك، التي كانت مهنة المتاعب وأصبحت متعبة أكثر، سأحدثك عن أقلام باتت فاجرة تمتهن الشتم وتناول الأعراض بدل المقاربات السياسية والمفيدة للناس، سأحدثك عن حرية باتت مهددة، ووسائل اعلام تنهار واحدة تلو الأخرى على أنغام أغنية "10 عبيد زغار". 

في أيامك رفضت الرضوخ الى "سلطة الوصاية" وفي أيامنا تتكاثر "الوصايات" حتى بتنا نفتقد أيام الخبر الموحد والصيغ الجاهزة المعلبة التي ترضي الجميع.

وبعد،
أما قسمك، فقد دفن معك، ولم يبق منه سوى صوتك الذي يصدح وحيداً في ساحة الحرية، بحثاً عن مليونية جديدة تعيد الأمل بلبنان، وتعيد الحلم الى شبابه الذين يغادرونه one way ticket.

ماذا أقول وماذا أشرح. سأكتفي بهذا فأنت هربت من هنا الى هناك، حيث لا وجع ولا ألم، حيث الراحة الأبدية، تنظر لنا ولما يحدث الينا بتحسر وألم، وتنتظر معنا مجيء جبران ثانٍ في عصر آخر، يكون الصوت الصارخ في هذه البرية الى نعيش فيها. 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك