شكّل ثلاثة سوريين فيما بينهم شبكة محترفة توزّع أفرادها الأدوار فيما بينهم لتأمين الفتيات الى الزبائن لممارسة الدعارة. كان أحدهم يتولى الاتفاق مع الرجال الراغبين بممارسة الجنس وغيره يتولى إيصال الفتاة الى المكان والثالث يبقى حارساً على الباقيات منهنّ في المنزل.
في تفاصيل القضية، إستغلّ "أحمد. و" و"طارق. ب" و"فؤاد. ق" الأوضاع الأمنية وحالة الحرب في سوريا وما رافقها من نزوح للمواطنين ومن بينهم الفتيات السوريات. ومنذ سنوات عمد هؤلاء الى تشجيع المواطنات السوريات للجوء الى لبنان بحجة أنّه أكثر أمناً وإستقراراً، ويمكنهن إيجاد عمل فيه بمبلغ لا يقل عن 800 دولار للفتاة واحدة.
قبلت العديد من الفتيات بعرض مواطنيهم ومن بينهن "ميادة. إ" و"أحلام. د" و"عائشة. ص" و"أمل. ع"، وبعد تأمين سكن لهنّ ضمن نطاق محافظة جبل لبنان، قام مديرو الشبكة بإرغامهنّ على ممارسة الدعارة السريّة مع الزبائن في الفنادق والشقق السكنية.
توزّع "أحمد" و"طارق" و"فؤاد" الأدوار لإكمال المهمّة على أكمل وجه، فكانوا يبقون الفتيات في مسكن إستأجروه لهذه الغاية تحت إشرافهم كما تولّوا تأمين الزبائن ونقل البنات الى مكان تواجد الزبون. كانت أعين القوّادين ساهرة بشكل منتظم لمراقبة العمل وقبض الأموال فور الإنتهاء من ممارسة الجنس.
كيف اكتشف أمر أفراد الشبكة والمتورطين في عملها المخلّ بالآداب العامة؟
بثّت إحدى المحطّات التلفزيونيّة تقريراً إستضافت فيه إحدى الفتيات، التي كانت توافرت معلومات لمكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص - أنّها تعمل باسم مستعار هو "سمر" - في مجال الدعارة، بتسهيل من شخص سوري لقبه "أبو وديع" وفتاة أخرى ملقبة "رهف"، فضلاً عن المدعو "طارق. ب" زوج "سمر".
تكثّفت التحريات وتمّ بنتيجتها توقيف كل من المدعى عليهم "أحمد. و" ( أبو ربيع)، "طارق. ب"، ميادة. أ" (رهف) و"أحلام. د". اعترفت الفتيات بممارسة الجنس مقابل المال بإشراف من المدعى عليهم الذين كانوا يتقاسمون معهنّ الأموال التي يحصلون عليها.
أما الموقوفون الرجال من أفراد الشبكة، فنفوا تسهيل الدعارة للفتيات أو إرغامهنّ على ممارستها، واعترف بعضهم بإيصال البنات الى الزبائن وأنّ مهمتهم كانت تنتهي عند هذا الحدّ.
قاضي التحقيق في جبل لبنان أحال المدعى عليهم جميعاً للمحاكمة أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان، الشبّان منهم بتهمة الإتجار بالأشخاص واستغلال الفتيات لممارسة الدعارة والنساء منهم بجرم ممارستها.