Advertisement

لبنان

توقعات للعام 2019: حكومة بـ260 وزيراً وتجربة صاروخية نحو المريخ

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
26-12-2018 | 05:58
A-
A+
Doc-P-540857-636814262411423922.jpg
Doc-P-540857-636814262411423922.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

في الطريق إلى أن تطوي 2018 آخر صفحاتها، معلنة تسليم الراية لـ 2019، لا شيء يَشي، هنا في لبنان، بأن السنة المقبلة ستكون أفضل حالاً. والكلام هنا ليس يأساً أو تعميماً ليأس، بل توصيفٌ دقيقٌ لواقع الحال، ونتيجة حتمية لاستقراء المقدمات.

Advertisement

مؤسفٌ، لكنه ضروريّ، القول بأن تكرار خيبات الأمل، وفشل الإصلاح، وتعثر التغيير، وتعاظم الفساد.. كلّ ذلك جعل من الأمنيات، مجرد الأماني والأحلام، في هذا البلد، أمراً صعباً ومحفوفاً بطبقة سميكة جداً من سارقي الفرح وناهبي الآمال. مؤسف، لكنه ضروري، القول بأن الواقع تجاوز القعر بكثير.

الآتي، توقعات لا ترتكز إلى أسس أو حسابات فلكية، هي محض مراقبة لمسارات الأمور وتحولات المشهد في لبنان ومحيطه من سنوات، وما تتجه إليه من احتمالات، قد تصدق أو تخيب أو تكون مجرد استيهام لا أكثر، فيما الأمل والغاية والرجاء، أن تكون السنة المقبلة، بالرغم من كل المآسي والصعاب، سنة خير وأمل وأمن وسلام للبنان والمنطقة العربية والبشرية جمعاء.

على الصعيد العالمي:

-سيواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عروضه المبهرة، من منافسة الصين إلى "تمنين" أوروبا بالحماية إلى الخوف من روسيا، وفي زحمة الفضائح الداخلية التي تلاحقه، قد يقرر التحول إلى نجم تلفزيوني لسلسلة كوميدية.

-ستوسع روسيا حضورها في العالم، وخصوصاً في سوريا، حيث سيشمل اهتمامها القضايا الكبرى والصغرى، وكنتُ قلتُ سابقاً أن هذا الاهتمام قد يصل إلى مسلسلات البيئة الشامية، وقد ينقل الرئيس فلاديمير بوتين مصيفه المفضل من سوتشي إلى صيدنايا.

-ستتعاظم بشكل كبير التحديات العالمية كانتهاكات حقوق الإنسان وتدمير البيئة وغيرها، وستزداد أعداد الاجئين حول العالم هرباً من ظلم أنظمتهم وانسداد الآفق.. بدورها ستزيد الأمم المتحدة بشكل ملحوظ ويومي من الإعراب عن قلقها من قضايا وأزمات وتوترات لم ولن تجد لها حلاً أو تكون طرفاً وسيطاً ونزيهاً في حلها.

على الصعيد الإقليمي:

-سوريا، ستبقى جرحاً نازفاً في جسد العالم العربي، وحلماً مخطوفاً بيد القياصرة والملالي، وملفاً تائهاً بين جنيف وآستانة وسوتشي.

-في السودان، حناجر تصدح "الرصاصة ما تقتل.. يقتل سكوت الزول"، يصفهم عمر البشير بأنهم "خونة وعملاء"، فيما يواصل كيلَ الوعود وكأنه يترشح للمرة الأولى، وليس ممسكاً بتلابيب السلطة وأطرافها منذ ثلاثة عقود!

 

-في العراق حشدٌ شعبي يقوده وزير الداخلية ولا تجرؤ الأجهزة الأمنية الرسمية على سؤال المليشيات الطائفية عن جرائمها.. وفيه أيضاً – خيراً اللهم اجعله خيرا – شيء اسمه "داعش – 2".. وفي البصرة التي تعوم على بحر من النفط، فقراء يشتهون قطرة الماء!

-في اليمن وليبيا، كما في بلاد الرافدين، دماء كثيرة، وحروب بالوكالة، وزحمة أخبار عاجلة تحمل صور الكوارث والمآسي، وموفدين دوليين يضعون المليشيات في مقابل السلطات الشرعية بحجة التفاوض.

-إيران، ستجري تجربة صاروخية ناجحة باتجاه المريخ، بعدما وضعت القطبين الجنوبي والشمالي تحت مرمى صواريخها الباليستية!

-ستنامُ السعودية "ملء جفونها"، ويسهر كثيرون، شرقاً وغرباً، "جرّاها ويختصمُ"، فيما تصدّر الإمارات "السعادة" كمنتج محلي.

على الصعيد المحلي:

-ستولد الحكومة.. قيصرياً ربماً، خلال أسبوع أو شهر، أو ثلاثة أشهر أو ستة.. وقد يكون عدد أعضائها 260 وزيراً، بينهم 250 وزراء دولة، وسيكون للوزير القوي، الثلث المعطل فيها.

-ستمعن قوى سياسية، وبشكل فاضح، بتجاوز الدستور والاستهانة بالميثاق، وتهشيم صورة الأجهزة الأمنية والقضائية.. ثم من يسعى لاستبدال "الكتاب" بـ "معجم" مصطلحات لبنانية كـ: تدوير الزوايا، الحصص، الأرانب، التضحية والتنازل، التواضع بقبول المشاركة بالسلطة!!

-سينشغل سياسيون كثر، وبكلام كثير جداً جداً، بحروب دونكيشوتية، بقضايا مؤشرات اقتصاد الصين، والاحتباس الحراري، ومستقبل الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست"، ومساعي السلام بين الكوريتين.. لكن من دون أن يجدوا حلاً لأزمة النفايات التي تدخل عامها الخامس.

-ستستمر أزمة السير وتتفاقم، وستنتشر ظاهرة "دليفري" الطعام والأراكيل إلى السيارات المحبوسة على الأوسترادات صباحاً ومساء. وستبقى العين الحولاء ترى في النازحين السوريين بازاراً ضخماً للابتزاز والشعبوية وتحصيل المكاسب، وجلد الذات بشوفينية وعنصرية.

-سيعرف اللبنانيون أن أزماتهم ومشاكلهم في الكهرباء والماء والطرق والنفايات وانتشار الفساد وغياب الشفافية وتراجع الفرص.. لا تشبههم، ولا تشبه تاريخهم وإبداعهم، وأنهم ضحايا مجموعة لا تريد لهم أن يدركوا هذه الحقيقة مخافة أن يسعوا لتغييرها... وهنا بداية الحقيقة لا الخيال.

 

باختصار، في 2019 ستكتمل كل مبررات الثورة، ومسوغات خروج الشعب على سارقي مستقبله.. ستكتمل بشكل فاقع ومقنع، لكن، للأسف، أغلبُ الظن أن الشعب لن يثور..

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك