Advertisement

لبنان

تجاذب قد يؤدي الى صراع في ظل التباينات المتراكمة بين بعبدا وبكركي!

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
29-12-2018 | 04:30
A-
A+
Doc-P-541614-636816681417421500.jpg
Doc-P-541614-636816681417421500.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن الوجوم الذي طبع وجوه نواب تكتل "لبنان القوي" اثناء القاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظة عيد الميلاد سوى رأس جبل الجليد بين رأس السلطة السياسية و رأس الكنيسة المارونية ما يعني أن العلاقة بين الطرفين ليست بالوضع الطبيعي. فالبطريرك تقصّد تضمين عظته انتقادات لاذعة للواقع الحاصل سواء لجهة اعتبارعدم تشكيل الحكومة بالجريمة الكبرى أو وصفه تحرك  الشارع بالخطوات الشجاعة. ويجزم الضالعون بطبيعة العلاقة ما بين بعبدا وبكركي بأنها أقرب الى التجاذب وعلى طريق الصراع في ظل التباينات المتراكمة .
Advertisement

فـ"التيار الوطني الحر" خلال المرحلة الماضية زاد من وتيرة حدة خطابه قوامها وضع كل الاعتراضات القائمة على الواقع المتردي ضمن خانة "استهداف العهد" ما جعله في مواجهة متعددة الاطراف التي لا تفرق بين خصم أو حليف .

كما ان تضامن البطريرك الراعي مع المظاهرات المرشحة الى مزيد من التصعيد في الشارع احرج موقف "التيار الوطني الحر"، الذي وضع التحركات الشعبية في دائرة الشبهة، خصوصا لناحية تركيز "النيران الصديقة" للغمز من قناة "حزب الله" لجهة تحريك الشارع رداً على الاشتباك الحاصل على خلفية  توزير حلفاء الحزب السنّة .

 لكن، ووفق العارفين، فإن قواعد الاشتباك السياسي شيء والمواجهة المباشرة مع بكركي امر مختلف تماما.  فالتجاذب الحاصل حاليا حول مجمل الوضع العام له تداعيات مصيرية على عهد عون وطبيعة المهلة المتبقية منه قبل البحث في الانتخابات الرئاسية المقبلة والفراغ الرئاسي المطروح منذ الان .

لذلك على "التيار الوطني الحر"، كما يقول هؤلاء، التنبه لحساسية الوضع. كما أن الرئيس عون يدرك شخصياً، نتيجة تجارب الماضي البعيد، فداحة أي صراع معلن مع الكنيسة المارونية نظرا إلى كلفته الباهظة على الخلف المفترض، فكيف الحال في ظل رفع شعار "الرئيس المسيحي القوي"؟  

الملفت أن تكتل "لبنان القوي" لا يعير اهتماماً للشكوى العارمة عند البطريرك الراعي و لم يسعَ الى سماع هواجس سيد بكركي والعمل على التهدئة، وهذا ما يؤدي الى زيادة الشرخ القائم بين الطرفين، ولهذا الوضع دلالته على العهد وعلى خيارات  الكنيسة المارونية ضمن اطار  المعادلة الداخلية .

فالعهد القوي يحتاج حكما لـ"بركة بكركي" في اطار التوازنات الدقيقة القائمة. صحيح أن التوافق التام ليس شرطاً ضرورياً لرئاسة الجمهورية، وقد شهدت العهود الماضية مراحل صراع مريرة وعنيفة بين الطرفين، لكن ينبغي على "حزب رئيس الجمهورية" التمعن قليلاً في تجربة البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير لناحية رعاية الاجواء المعارضة وانشاء "لقاء قرنة شهوان" فور انتهاء الانتخابات النيابية و استخلاص الدروس للمستقبل.

فعلى رغم الترحيب الظاهري برعاية البطريرك الماروني المصالحة التاريخية بين القطبين سليمان فرنجية وسمير جعجع، غير أن "التيارالوطني الحر" لم يستطع اخفاء اجواء الامتعاض  لكونه جمع القطبين المسيحيين في صالون بكركي، الأمر الذي يضعف حظوظ  التمديد للعهد الحالي من بوابة انتخاب جبران باسيل.

وهنا  النقطة الجوهرية حيث تتمحور كل الحركة السياسية ضمن اطار الانتخابات الرئاسية حصراً. فأزمة تشكيل الحكومة بات يصيب عهد عون  بالصميم و تحولت عبئا ثقيلا بعد انقضاء نصف المهلة من دون انجاز يذكر سوى السعي لتحصيل ما هو ممكن من مكاسب السلطة سياسياً ونيابياً.


المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك