Advertisement

لبنان

ما وراء زيارة هيل.. لهذه الأسباب اختار "حزب الله" الصمت!

Lebanon 24
16-01-2019 | 23:46
A-
A+
Doc-P-547148-636833044725615985.jpg
Doc-P-547148-636833044725615985.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان "لماذا اختار حزب الله الصمت في مواجهة التحريض الاميركي" كتب ابراهيم ناصر الدين في صحيفة "الديار": "حجم التناقضات الاميركية التي ظهرت خلال زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى المنطقة، وكذلك في لقاءات "المبعوث" الاميركي الخاص الى لبنان ديفيد هيل، "اجهضت" محاولات واشنطن لاحداث "صدمة وترويع" في المعسكر المناهض للاميركيين، خصوصا على الساحة اللبنانية، حيث لم يجد حزب الله نفسه معنيا بالقيام باي رد فعل على المواقف التصعيدية التي اطلقها وكيل وزارة الخارجية الاميركية في بيروت، واختار ديبلوماسية "الصمت" لان "الاشتباك السياسي" لا طائل منه في هذه المرحلة التي تكثر فيه "الجعجعة" الاميركية دون "طحين"، فالاميركيون لم يقدموا اي شيء يمكن التوقف عنده، وحتى رهانهم على حدوث تغيير داخلي في ايران تعمل على تدبيره واشنطن، من خلال الضغوط الاقتصادية "وامور" أخرى بقيت "طي الكتمان"... تبقى مجرد "اوهام" وعد بها هيل "ومشى" دون تقديم اي دليل على صحة "توقعاته"...
Advertisement

ووفقا لاوساط نيابية مطلعة على "كواليس" بعض لقاءات هيل، حاول الدبلوماسي الاميركي مد "الحلفاء" "بالاوكسيجين" من خلال تاكيد الحضور الاميركي على الساحة اللبنانية، وطمانة الجميع ان الانسحاب من سوريا لا يعني التخلي عنهم... لكن التحريض انتهى دون اي نتائج عملية، ولذلك كان كافيا "الاحتواء" الايراني لهذه الجولة من خلال توقيت زيارة السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا الى "بيت الوسط"، وبيان السفارة الايرانية الذي حمل ردودا على الاتهامات الاميركية لطهران، وكأن طهران ارادت القول "ان من له "الكلمة الاخيرة" ليس من يبدأ الجولة وانما من ينهيها"..

لكن هذا لم يمنع وجود بعض السياسيين ممن "اطربتهم" "الوعود" الاميركية الجديدة باسقاط النظام الايراني من الداخل بعد الاقرار بالاخفاق في جمع "ناتو" عربي اقليمي لمواجهته، وهذا الكلام "المح" اليه هيل على نحو واضح خلال محادثاته مع بعض "الحلفاء" وخصوصا في كليمونصو، لكنه في المقابل لم يقدم اي مقاربة جدية لكيفية الحد من نفوذ حزب الله على الساحة اللبنانية او في سوريا، بل شدد على اهمية انتظار حصول تغيير "مفاجىء" في الداخل الايراني نتيجة ما اسماه ضغوط بلاده الاقتصادية على طهران ما سيخلق برأيه مناخا مؤاتيا لتحركات شعبية، لن يستطيع النظام الايراني تجاوزها هذه المرة، موحيا بان بلاده باتت اكثر قدرة من اي يوم مضى على التأثير في الداخل الايراني، دون ان يفصح عن تلك المعطيات التي تراهن عليها واشنطن لاحداث هذا التحول الدراماتيكي...

وفي هذا السياق، تظهر واشنطن من خلال هذه المقاربة رغبة واضحة في ربط الاستحقاقات اللبنانية بملفات الاقليم المتفجرة، ومن استمع الى هيل "استنتج" ان الادارة الاميركية ترغب في ابقاء الاستحقاق الحكومي في "ثلاجة" الانتظار ريثما تنقشع "الاجواء" وتتضح معالم "الكباش" المتصاعد مع طهران، لكن وفي تعبير صارخ عن حجم التناقض "والتخبط" التي عسكتها الزيارة ، وعلى عكس ما حاول البعض الايحاء به، لم ينقل هيل اي "رسالة" "عتب" الى حلفاء واشنطن في بيروت حيال عدم مواجهتهم لحزب الله، بل اعرب عن تفهم ادارته للوضع "الصعب" الذي يحكم التوازنات الداخلية، وهو في هذا الاطار لم يبد اي رغبة في تشكيل حكومة من دون تمثيل الحزب، واشار بوضوح الى ان بلاده تعرف جيدا ان الظروف لا تسمح راهنا بخطوة مماثلة، وكان واضحا انه لم يضغط لاشراك الدولة اللبنانية للمشاركة في المواجهة المفتوحة مع طهران، على الرغم من محاولته "جس نبض" بعض من التقاهم حول امكانية مشاركة لبنان بصفة "مراقب" في قمة وارسو...

وهذا "التواضع" في الاندفاعة الاميركية له اسبابه العملية، برأي اوساط ديبلوماسية، فالتقويم الاولي في واشنطن لجولة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو يوم الإثنين الماضي، تفيد بعدم حصول اي تقدم على الجبهة المناهضة لايران، وبات المسؤولون في الادارة الاميركية على قناعة بصعوبة دفع الدول العربية للعمل معا ضد الجمهورية الاسلامية التي ودعمت قوة حلفائها وفي طليعتهم حزب الله في لبنان، فهو قوة مؤثرة ليس في الداخل اللبناني وحسب، وانما على المستوى الاقليمي حيث يشكل "رأس حربة" القوى المقاتلة الاكثر فعالية في سوريا، كما نجح في فرض "قواعد اللعبة" التي تناسبه في وجه اسرائيل في جنوب لبنان، وفيما عزز الايرانيون حضورهم في سوريا من خلال "قوات رديفة" محلية، باتوا يتمتعون بنفوذ كبير في العراق من خلال "الحشد الشعبي" والعلاقات المتينة مع اكثر من جهة سياسية عراقية شعية، وسنية، وكردية، وخاصة في الجنوب العراقي الغني بالنفط...

وفي الخلاصة، ترى الاوساط النيابية اللبنانية، ان الفترة التي ستلي انتهاء اعمال القمة الاقتصادية العربية في بيروت ستكون الاختبار الحقيقي لزيارة هيل، حيث ستتم متابعة مقاربة حلفاء واشنطن لعملية تشكيل الحكومة، فاذا ما انجر البعض الى هذه "معادلة" الرهان على سقوط ايران من الداخل، فهذا يعني ان "الولادة" الحكومية لن تحصل قريبا، وعندما ستحصل ستكون وفق مقاربات ومعايير جديدة، حيث لن يكون محور المقاومة متواضع هذه المرة، ولن يقبل "بقسمة" لا تتناسب مع التوازنات الاقليمية والداخلية"...
المصدر: الديار
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك