Advertisement

لبنان

عندما يصبح كل لبناني إسمه "توما"!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
24-01-2019 | 03:00
A-
A+
Doc-P-549493-636839146400042469.jpg
Doc-P-549493-636839146400042469.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ليست المرّة الأولى، منذ أن كُلّف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة منذ ما يناهز الثمانية اشهر، نسمع ما سمعناه منذ يومين عن قرب ولادة الحكومة. وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة، خصوصًا أن من صدرت من عنده الأجواء التفاؤلية هو صاحب شعار "ما تقول فول حتى يصير بالمكيول"، حتى أصبح كل لبناني، من أقصى الجنوب إلى عمق الشمال، ومن السهل إلى الساحل، يُكنّى بـ"توما"، الذي لم يعد يؤمن بكل ما يقال حتى يضع إصبعه في جروحات الحكومة غير القابلة حتى الساعة على الإندمال.
Advertisement

فما الذي تغيّر في المشهد السياسي حتى يميل الأسود إلى اللون الابيض، وما هي المعطيات المستجدة التي ظهرت فجأة ليحلّ التفاؤل مكان التشاؤم أو التشاؤل، وهو تفاؤل لا يزال مشوبًا بالحذر، بإعتبار أن "توما" المكتوي من الحليب بات ينفّخ على اللبن، وهو الذي لم يعد مستعدًا لكي يلدغ من الجحر مرتين، خصوصًا أن "عيدية" الأعياد ذهبت أدراج الرياح وطويت من دون أن يعرف أحد السبب المباشر الذي حال دون إكتمال الفرحة، بعدما كادت القمة تصل إلى الأفواه المتعطشة إلى ما يبّلل شفاهها بقطرة من ماء؟

فالأجواء المرافقة لهذه النفحة الجديدة من التفاؤل لا توحي بأن ولادة الحكومة باتت قريبة، إلاّ إذا كان ما وراء الأكمة ما وراءها من أمور مخفية لم تُكشف خفاياها، مع العلم أن مواقف الأفرقاء السياسيين لا تزال على حالها، وأن العقد التي كانت حتى الأمس القريب متحكّمة برقاب اللبنانيين لا تزال هي هي، من دون أن نلمس حقيقة إستعدادًا من قبل هذا الفريق أو ذاك للتنازل عمّا يراه مناسبًا لوضعيته السياسية أو لتموضعه داخل الحكومة.

ومن باب الحرص على أجواء التفاؤل، التي أوحى بها الرئيس نبيه بري، وهو الذي يخفي دائمًا داخل أكمامه أرانب الحلول ليخرجها في الوقت المناسب، لا بدّ من طرح أكثر من سؤال، وذلك من أجل إزالة الشك من أذهان اللبنانيين "التوامين"، ومن بين هذه التساؤلات:

أولًا: هل أقتنع رئيس تكتل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل بالسير بصيغة حكومة الثلاثين وزيرًا، ومن دون أن يكون له فيها ثلث معطّل؟

ثانيًا: هل يقبل رئيس الجمهورية بأن يكون ممثل "اللقاء التشاوري" من ضمن حصته، من دون أن يكون بمثابة "الوزير الملك؟

ثالثًا: هل يقبل الرئيس بري بالتنازل عن حقيبة البيئة لصالح "التيار الوطني الحر"، مقابل حصوله على حقيبة الصناعة، التي هي من حصة "اللقاء الديمقراطي"؟

رابعًا: هل يقبل وليد جنبلاط بالتخلي عن حقيبة الصناعة؟

خامسًا: هل يسير "حزب الله" بهذه الصيغة في حال وافق باسيل على عدم حصوله على "الثلث المعطل"، وفي حال ضمان حصة "اللقاء التشاوري"؟

فإذا كان لكل هذه التساؤلات اجوبة واضحة وصريحة لدى المعنيين فإن الحكومة ستولد اليوم قبل الغد ولا تعود ثمة حاجة للإنتظار أسبوعًا آخر. أما إذا كان البعض لا يزال يراهن على عامل الوقت من اجل تحقيق المزيد من المكاسب فإن فعل الماضي لن يصبح غير ممنوع من الصرف، والحكومة تصبح ليس من الماضي، بل تحرم أيضًا من المستقبل.

وفي إنتظار عودة الوزير باسيل من الخارج والمتوقعة غدًا، وفي إنتظار ما سيقوله السيد حسن نصرالله يوم السبت، بعد صمت طويل، وفي إنتظار أن يحسم الحريري خياراته، فإن "توما" ينتظر بدوره ولن يقول فول حتى يصير في المكيول. ومن انتظر ثمانية اشهر يستطيع أن يصبر أسبوعًا آخر قبل أن "يفلت الملق"، وتصبح كل الخيارات مشروعة، ومن بينها إعتذار الرئيس المكلف خصوصًا إذا صحت التسريبات عن زيارة قريبة سيقوم بها الوزير باسيل لدمشق!
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك