نقل بعض المارين صباح اليوم من أمام وزارة الداخلية أن هناك ورشة قائمة لإزالة العوائق الإسمنتية من أمام الوزارة، والتي كانت تسبب زحمة سير طوال اليوم على طريق الصنائع بإتجاه وسط بيروت.
الخطوة التي نُسبت تلقائياً للوزيرة ريا الحسن، وعلى رغم رمزيتها، توحي بأن بعض الوزراء يعرفون وجع الناس، أو على الأقل يسمعونهم.
أمس، بدل وزير البيئة فادي جرصاتي النبتة التي أثارت بلبلة في وزارة البيئة بنبتة جديدة، في خطوة طريفة وبسيطة، لكنها توحي بحيوية لدى الوزير الجديد.
الخطوات الرمزية التي بدأ بعض الوزراء بها تأتي إستكمالاً لإتفاق سياسي ثلاثي الأبعاد، يقوم على قاعدة أساسية هي الإنجاز الحكومي والوصول إلى برّ الأمان في الإقتصاد والخدمات.
ووفق المصادر فإن إتفاقاً عقد بين كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" يتعلق بالعمل الحكومي في المرحلة المقبلة، ويقوم على ضرورة الإنجاز والقيام بالخطوات الإصلاحية اللازمة لتخفيف الهدر عن الخزينة.
وتشير المصادر إلى أن هذا الإتفاق حصل بشكل مباشر بين كل من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ورئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل، وهو ما سيبدأ تطبيقه.
وتؤكد المصادر أن إتفاقاً موازياً، فيه تفاصيل أكثر عملية عقد بين باسيل ورئيس الحكومة سعد الحريري، يتعلق بتخفيف الهدر وإنهاء كل أشكال الفساد "المقونن" في الحكومة الحالية.
وترى المصادر أن إختيار بعض الوزراء، إن كان من "التيار الوطني الحرّ" أو من تيار "المستقبل" يوحي بالجدية العميقة، وكذلك فإن إختيار "حزب الله" لوزير الصحة ووضع خطة شاملة لعمل الوزارة يوحي بالأمر نفسه.
وتلفت المصادر إلى أن تيار "المستقبل" بحاجة بشكل وثيق إلى تقديم تجربة حكم وإدارة جديدة، وذلك للملمة الخسائر الشعبية التي مني بها في المرحلة الماضية لأسباب سياسية، لذلك فهو يحاول تعويض السياسة بالإنماء.
وبدوره، يعمل "التيار الوطني الحرّ"، وفق المصادر ذاتها، على إنجاح العهد وإظهار أن كل إنجاز سيتم هو نتيجة وصول رئيس مُمثل إلى رئاسة الجمهورية، أما "حزب الله" فهو سيحاول تخفيف ضغط بيئته عليه من خلال تحقيقه إنجازات إنمائية معيشية على أكثر من صعيد.