Advertisement

لبنان

خيم واعتصام ونقاشات حادة على رصيف الثورة في طرابلس

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
27-02-2019 | 04:17
A-
A+
Doc-P-560731-636868632169784835.jpg
Doc-P-560731-636868632169784835.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أصبح للاحتجاج في طرابلس رصيفاً بعدما تداعى اليه المنتفضون على الامر الواقع المرير التي تتخبط فيه المدينة، فعلى تخوم المبنى المتهالك عند ساحة عبد الحميد كرامي توسعت المبادرة الفردية بنصب خيمة لتضم جهات متعددة نصبت خيامها بشكل متلاصق معلنةً انشاء "رصيف الثورة" الذي وصفه المنظمون "أردناه رصيفاً للثورة على الظلم والقهر والتهميش الاجتماعي وحراكاً احتجاجياً لرفع الصوت على الوضع المتدهور في طرابلس على كافة المستويات".
Advertisement

شرارة الخيم انطلقت عندما قامت حركة "ردة فعل" بالتضامن مع المواطن فادي رعد الذي أعلن إضراباً عن الطعام وخاط فمه احتجاجا على الوضع المعيشي فنصب الناشطون خيمة للاهتمام به من جهة وللمطالبة بمعالجة الفقر والبطالة والحالات الانسانية التي تعتبر طرابلس صاحبة النسبة المرتفعة على الاطلاق، لكن سرعان ما انضمت اطراف أخرى كحزب سبعة وحزب الطليعة مرورا بجمعيات ولجان مطلبية على غرار جمعية لجنة متابعة حقوق طرابلس ولجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين القدامى وصولا الى حملات مطلبية مثل "حلنا بقى" وحملة "تحرك" و"صفر ستة" وغيرها .

هذا الخليط ذي الأبعاد السياسية والاجتماعية والمطلبية قام على مرتكزات شكلت الحالات الانسانية المؤلمة جراء الوضع المعيشي الصعب وفشل بلدية طرابلس بأبسط واجباتها قواسم مشتركة دفعت نحو النزول الى الشارع والاعتصام، الملفت هو تطور عمل التحرك عبر لجنة مشتركة لتنسيق اشكال الحراك في المرحلة المقبلة واتخاذه اشكالا جديدة.

هذا الامر على أهميته لتوحيد الجهود ووضع سلم اولويات محددة لا ينبغي ان يفقد التحرك عفويته وفق النقاشات الدائرة حاليا بين المعتصمين، وقد بوشر منذ الاحد الماضي تحويل خيم الاعتصام الى جلسات حوار مفتوح حول مختلف الاوضاع في طرابلس وسبل التصدي للازمات الكثيرة، المشاركة الكثيفة في النقاشات تؤشر الى تعاظم التحرك في ظل استقطاب الشباب نحو رصيف الثورة .

تحوي نقاشات الرصيف كمّاً هائلا من المرارة والاحباط من وضع طرابلس بجوانب الحياة العامة تعكسها المداخلات الغاضبة والتعابير الحادة التي خرجت عن المألوف ما يستدعي التدخل أحيانا، فعلى غرار اشكال المسرح الاغريقي يجلس المشاركون في خيمة الاعتصام، من لم يجد كرسيا لا بأس أن يفترش الارض ليبدأ النقاش وليقدم من يرغب من الحضور تقديم مداخلة تعد أقرب لشهادة يختلط فيها الطابع الخاص بالشأن العام.

في احدى الجلسات المسائية،  اقتحمت المهندسة زينة علمي من حزب سبعة دون سابق انذار مستنكرة عقد "جلسة العزاء" مطالبة الشروع بالنقاش، فاستهل غورينغ حموي اللقاء بالإضاءة على معاناة المستأجرين التي هي الشريحة الشعبية الاوسع، ليتبعه رضوان ياسين بعرض شامل لمختلف جوانب ازمات طرابلس مطالباً ببلورة خطة عمل متكاملة للتحرك ثم لينتقل النقاش الى محمد بيروتي عن جمعية متابعة حقوق طرابلس والذي شرح جوانب ازمة بلدية طرابلس في ظل الفشل الذريع والتقصير على كافة الاصعدة كما حالة التسيب الشاملة، وفي نفس السياق صبت مداخلة سعد الله مطر من حملة "حلنا بقى" لناحية وقف الهدر المالي في البلدية .   

الطريف كان عودة زينة علمي عبر مداخلتها والتي اثارت بعض الاعتراضات وسرعان ما جرى معالجتها لتستقيم الجلسة مع وقفة شهادة وجدانية قدمتها نور الهدى غريب والتي استعرضت حالة أحد المواطنين الذي كان يبيت جانب "رصيف الثورة" وسط ظروف غير انسانية وغير أخلاقية بتاتا، الصمت المطبق الذي قوبل بشهادة نور كان ابلغ من الكلام لناحية الاجماع على حجم الفقر والبؤس الذي دفع هؤلاء للتجمع تحت سقف خيمة واحدة على رصيف الثورة . 






المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك