Advertisement

لبنان

الفتاة اللبنانية "عانس".. هكذا يصفها بعض السطحيين ​

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
03-03-2019 | 07:07
A-
A+
Doc-P-562141-636872156589341978.jpg
Doc-P-562141-636872156589341978.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

مواقع التواصل الاجتماعي تصنع "البعض". منهم من فهموا كيف تعمل هذه الوسائل وأتقنوا استخدامها فنجحوا. طوبى لهؤلاء لأنهم يعرفون كيف يستخدمون عقولهم ليرتقوا ويبنوا مستقبلهم، بغض النظر عن طبيعة الطموح الذي حققوه. لكن مواقع التواصل ايضاً، باتت منبرا" لبعض "التافهين"، لديهم من المتابعين ما يفوق صفحات أدباء عالميين أو فلاسفة. 

Advertisement

إنه الحضيض! أيها القارىء العزيز. نعم، ليس هناك كلمة لائقة أكثر من "حضيض" لنصف فيها ما نعيشه وما نراه على مواقع التواصل. لقد بات بعضها منبراً لأشخاص، قال عنهم الايطالي امبرتو ايكو بما معناه ان مواقع التواصل جعلت التافهين والسكارى، يجدون نافذة يلقون فيها قيئهم وغبائهم بدلاً من ان يفعلوا ذلك امام من يشاركونهم اللحظة في حانة او في الشارع او بينهم وبين أنفسهم. 

هكذا، نجد  أناساً يستعرضون ما يحلو لهم من "آراء" وقحة حول أكثر مشكلاتنا تعقيداً، والتي تحتاج إلى دراسة وجهد فردي وجماعي وصولاً إلى مؤسسات الدولة. مشاكلنا وأزماتنا الاجتماعية صارت في متناول من لا يعرف كيف يميز بين السبّابة والابهام ليدلي بدلوه، والذي لكثرة ما تدور الثرثرة حول "آراءه"، فإننا نضطر لسماع ما يتحفوننا به. يا للأسف!

قبل يومين فقط، ضجت مواقع التواصل بما قاله أحدهم في مقطع فيديو حول نسب العزوبية لدى الاناث في لبنان. أتعمد هنا ألا أسميه،  حتى لا أمنحه إعلانا" مجانيا" ولو من خلال الاعتراض على كلامه.

لن نتكلم عن مظهره وطريقته في الكلام، فهذا في المحصلة خياره الشخصي. لكن "اللغة" فيها ما يكفي لأن ترفع عليه الفتيات اللبنانيات دعاوى قضائية واستجوابه ثم يخرج اقله باعتذار علني لهنّ عما ألحقن باللبنانيات من اساءة وتشويه سمعة. 

هذا الشخص، خرج علينا بفيديو يخبرنا فيه أنه قرأ (رغم شكوكنا بأنه يقرأ  أساساً)، خبراً مفاده أن اللبنانيات أصبحن في المرتبة الاولى لناحية نسب العزوبية (هو قال عنوسة). 

صحيح أننا لم ندر مصدر الخبر ولا صحته ولا تاريخه، لكننا اكتشفنا حجم التفاهة ووقوع هذا الشاب على اسباب هذه "العنوسة"! فالفتاة اللبنانية  (تكلم بالجمع) "تحب المظاهر وذوقها في اختيار شريك الحياة صعب، و"مناخيرها لفوق" كما قال، فكانت نصيحته بعد كل ما تفوّه به من إهانات أن "تتشعبط" البنت بأي رجل يأتي لخطبتها مهما كانت سيئاته. أما الأسوأ فكانت دعوته كل أنثى لبنانية الى الزواج بمجرد ان يصبح رحمها قابلاً لحمل جنين، ولو كانت في عمر أقل من 18 سنة. 

خرج علينا بالفيديو الشهير من دول عربية، قدم الفتاة اللبنانية اليوم بأنها في حالة عوز وحاجة ماسة الى زوج مقابل ان تتنازل عن كل ما تطمح اليه فقط لترفع عن كاهلها لقب "المعنسة". وان زواج القاصرات واجب وحلال ومشروع ومنطقي، كأن مآسي الاسر والزوجات من هذه التجارب لا قيمة لها! 

لقد قدّم الفتاة اللبنانية على انها لا تعطي اي قيمة للمشاعر، وانها على عكس ما يحصل اليوم، لا تشارك الرجل طموحه وتعبه لتكوين اسرة وبيت صالح في ظل وضع اقتصادي خانق. وانها لا تريد ان ترمي بنفسها الى زواج تدرك مصيره جيداً، فتفضل أن "تجلي عند بيها" على ان تشهد على تدمير حياتها بطيئاً كل يوم. 

 يا حضرة العظيم، الفتاة اللبنانية، محبة، ومضحية، وعاملة، وطموحة، ويؤتمن عليها لتكوين بيت وأسرة، وصبورة على الناس امثالك وتكمل حياتها تحلم بيوم جديد في درب عذابها الاجتماعي الطويل.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك