Advertisement

لبنان

الرابطة المارونية... إسم على غير مسّمى؟!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
16-03-2019 | 04:00
A-
A+
Doc-P-566601-636883244636467164.jpg
Doc-P-566601-636883244636467164.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا نجادل في حق كل ماروني منتسب إلى الرابطة المارونية بأن يترشح ويخوض معركته، كل وفق ما يراه مناسبًا لوضعيته وحيثيته، وهي معركة يُفترض أن تكون من حيث المبدأ ديمقراطية بإمتياز.

ولكن ما يثير الدهشة والإستغراب أن إنتخابات الرابطة هذه المرّة أتخذت طابعًا غير صحي، حيث لجأ البعض إلى إستخدام وسائل وأساليب لا تبشّر بالخير، بل تدعو إلى القلق، في الوقت الذي تشهد الساحة المارونية تنافسًا سياسيًا، وإن وقفت الأحزاب المسيحية، والتي يترأسها موارنة ("التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وتيار "المردة") إلى جانب لائحة النائب السابق نعمة الله أبي نصر، وهم في الأساس يتنافسون، منذ الآن على رئاسة الجمهورية، بعد إنتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون.
Advertisement

في المقابل يقف غير المحازبين، أي المجتمع المدني، إلى جانب اللائحة التي يترأسها غسان الخوري، في معركة يتوقع جميع المعنيين بها أن تكون حامية.

وفي إنتظار نتائج الفرز، وأيًّا يكن الفائز، فإن التسمية التي تطلق على الرابطة قد أصبحت بفعل الممارسات المتراكمة منتهية الصلاحية، بعدما أصبحت إسمًا لغير مسّمىً، إذ يفترض من حيث المنطق أن يوحي الإسم بالتضامن، وهذا كان الهدف من إنشائها. فعندما أنتقى المؤسسون، ومن بينهم شاكر أبو سليمان، إسم "رابطة"، كانوا يعتقدون أنها ستكون الإطار التنظيمي، الذي يجمع ويوحد، على عكس ما هو حاصل اليوم، حيث نرى الإنقسام والتشرذم هما سيدا المواقف، إلى حد أن البعض سمح لنفسه بتجاوز الخطوط الحمر وخلط بين ما هو مسموح وما هو غير مسموح، وإن كان مباحًا إستخدام كل "الأسلحة" غير المحظورة في عملية الإستقطاب، وهذا ما سيكون له تأثير غير إيجابي على أداء المجلس التنفيذي الجديد للرابطة، الذي سيجد نفسه حكمًا محاصرًا من قبل من لم يكن يؤيده قبل الإنتخابات، وسيتحول دوره من الإستراتيجيات والتخطيط للمستقبل وتعزيز الحضور الماروني في مؤسسات الدولة وإقامة جسر تواصل وحوار مع الشريك الآخر في الوطن، وبين المقيمين والمنتشرين، إلى تفاصيل الخلافات الداخلية وما فيها من حساسيات أفرزتها الأجواء غير الصحية، التي سبقت ساعة الفصل، وساعة تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

وفي المناسبة، ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فقد سبق لي أن علّقت عضويتي في الرابطة، وذلك لإقتناعي بأنها حادت عن أهدافها الرئيسية، وإن كان من المؤمل أن تعود إليها حيويتها وديناميتها، أيًّا يكن الفائز، لأن الأسماء، على رغم أهميتها ورمزيتها، تبقى من التفاصيل مقابل العناوين.

الأمل أن تبقى الرابطة إسمًا على مسّمى، وأن تعود إلى لعب أدوارها الوطنية، كما كانت في السابق، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك