نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية تقريراً قالت فيه إنّ سوريا تبيع الكهرباء للبنان، على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق ببنيتها التحتية، وذلك في وقت يعاني فيه السوريون من التقنين الكبير.
وأوضحت الصحيفة أنّ دمشق باعت الكهرباء للبنان بشكل متقطع خلال العامين 2017 و2018، ناقلةً عن وسائل الإعلام اللبنانية قولها إنّ النفقات المتعلقة بشراء الكهرباء من سوريا بدأت ترد على تقارير وزارة المالية في أيلول العام 2017؛ علماً أنّه لا يتضح ما إذا كانت هذه المبيعات قد توقفت أصلاً، بحسب الصحيفة. وفي هذا السياق، ذكّرت الصحيفة بأنّ لبنان وسوريا ناقشا مسألة زيادة كمية الكهرباء التي يتم استجرارها من دمشق في صيف العام 2017، مستدركةً بأنّ هذه الخطة ظلّت حبراً على ورق.
من جهته، أوضح متحدّث باسم "كهرباء لبنان" أنّ قيمة مبيعات الكهرباء السورية الإجمالية للبنان بلغت 121 مليار ليرة (80 مليون دولار) في العام 2017، أي ما يعادل نسبة 6% تقريباً من نفقات الكهرباء، مبيناً أنّ كلفة الكهرباء المستجرة من سوريا انخفضت في العام 2018 إلى 3 مليار ليرة (2 مليون دولار).
وفي تعليقه، شرح المتحدّث بأنّ شراء الكهرباء من سوريا مرتبط بـ"الحالة الفنية" الخاصة بالشبكتيْن اللبنانية والسورية، مؤكداً أنّ عملية الشراء شهدت انقطاعات لا سيما في بداية الأزمة السورية.
وفي هذا الصدد، تطرّقت الصحيفة إلى اتفاقية استجرار الطاقة الكهربائية من سوريا إلى لبنان التي يتم تجديدها بشكل سنوي (موقعة في العام 1995)، مشيرةً إلى أنّ قدرة لبنان القصوى على إنتاج الكهرباء تبلغ حالياً 2080 ميغاوات، في حين أن حاجة لبنان إلى الطاقة تُقدّر بـ3500 ميغاوات.
إلى ذلك، تناولت الصحيفة حاجة لبنان "العملية" إلى الحصول على موافقة سوريا لاستيراد الطاقة من بلد آخر، وذلك نظراً إلى تداخل الشبكات بين البلدان العربية، ناقلةً عن المستشارة في شؤون الطاقة، جيسيكا عبيد تلميحها إلى أنّ سوريا رفضت مراراً قيام الأردن بتزويد لبنان بالكهرباء، وذلك عقب ما تردّد عن إمكانية مد بيروت عمان بالمياه مقابل الكهرباء.
استجرار الكهرباء من سوريا
عملياً، يتم استجرار الطاقة الكهربائية من سوريا إلى لبنان عبر شبكتي ربط رئيسيتين. الشبكة الأولى تربط محطة دير نبوح في الشمال بمحطة طرطوس السورية عبر خطين هوائيين يعملان على 220 كيلوفولت من الضغط الكهربائي وبسعة تصل إلى 120 ميغاواط من القدرة الكهربائية، في حين تبلغ سعة الشبكة الثانية 80 ميغاواط من القدرة الكهربائية عبر خط هوائي واحد يعمل على 66 كيلوفولت ضغط كهربائي يربط محطة عنجر بمحطة الديماس السورية.