Advertisement

لبنان

عودة الأم الحنون!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
05-04-2019 | 05:00
A-
A+
Doc-P-573666-636900617758836441.jpg
Doc-P-573666-636900617758836441.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يُحكى أن العلاقة الشخصية التي ربطت العماد ميشال عون رئيس الحكومة الإنتقالية آنذاك بالسفير الفرنسي في لبنان رينيه آلا عام 1989، هي التي ساهمت بتأمين المنفى لعون في ظل تحالفات إقليمية ودولية متشابكة ضد وجوده في بعبدا.
Advertisement

يومها ساهم السفير في لعب فرنسا دورها التقليدي في لبنان، وهو يتركزّ، كما يقول المؤمنون به، على رعاية التوازن والإستقرار، والحماية من الإنزلاق إلى طريق اللاعودة الإقتصادية أو الأمنية.

منذ إنتهاء الحرب اللبنانية، تراجع الدور الفرنسي في لبنان لتحلّ محله مجموعة من الرعايات العربية والإقليمية التي ساهمت بحماية الإستقرار وإنعاش إتفاق الطائف بين فترة وأخرى، لينحصر الدور الفرنسي بالعلاقة الشخصية – كما في حالة العماد عون - بين رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وبين الرئيس الفرنسي جاك شيراك..

وبالرغم من كل هذه الأدوار المتفرقة التي لعبتها باريس خلال السنوات الثلاثين الماضية، غير أنها فقدت واقعياً صفة "الأم الحنون" حيث غابت فرنسا كدولة عن الشأن اللبناني وتفاصيله وتعقيداته، ليكون "الطائف" و"الدوحة" متفوقان عليها بالتأثير في مراحل مختلفة.

لكن فرنسا بدأت خلال السنوات القليلة الماضية تخطو خطوات عملية لإستعادة دورها في لبنان، فلعبت باريس دوراً كبيراً وواضحاً وعلنياً في أزمة الرئيس سعد الحريري في الرياض، حيث إنتقل الحريري وعائلته بعد الوساطة الفرنسية إلى فرنسا قبل عودته إلى لبنان.

كذلك كان للفرنسيين دور كبير في الضغط على الأفرقاء اللبنانيين لتعجيل عملية تشكيل الحكومة، إذ دخلت باريس على خطّ أزمة وزارة الصحّة، وعقدت إجتماعات مباشرة مع المعنيين في "حزب الله" للطلب منهم التخلي عن هذه الحقيبة مقابل حصولهم على أي حقيبة أخرى يريدونها، ويشار في الكواليس أن أحد أسباب تراجع الحزب عن توزير حزبي في وزارة الصحة يعود إلى مراعاته للفرنسيين.

في السياق نفسه، جاء التصريح الرسمي الفرنسي غير الموافق على وضع بريطانيا لـ"حزب الله" على لائحة الإرهاب ليحدث توازناً بالموقف الاوروبي، إذ إعتبر الرئيس الفرنسي أن باريس لن تصنّف أي حزب لبناني ممثل في الحكومة كمنظمة إرهابية.

وعلى الصعيد الإقتصادي، تلعب فرنسا دورها الأكبر، إذ رعت مؤتمر "سيدر" وتكفلت بمتابعته مع اللبنانيين، وفي هذا الإطار أرسلت مؤخراً السفير بيار دوكان لمواكبة التحضيرات اللبنانية، كما تنقل باريس التحذيرات حول حساسية الوضع المالي والإقتصادي إلى المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى توصيات إقتصادية تفصيلية.

ويعمل الفرنسيون أيضاً بالأطر الديبلوماسية على تخفيف التوتر بين لبنان وإسرائيل، عبر السعي لتدوير الإشتباك النفطي ومنعه من الإنفجار إلى حرب بالتواصل الدائم مع تل أبيب.

يرجع أنصار عهد الرئيس ميشال عون العودة الفرنسية إلى رعاية لبنان، "لإسترجاع الدور المسيحي في السلطة السياسية والذي قام به عون وفريقه السياسي، فكما أن لبعض الدول العربية والإقليمية حلفاء في لبنان، كذلك لفرنسا حلفاء يستطيعون الإستفادة منها لتحصين الوضع الإقتصادي اللبناني".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك