Advertisement

لبنان

واشنطن تهزّ العصا لـ"أمل".. فهل تضرب؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
10-04-2019 | 05:40
A-
A+
Doc-P-575594-636904971431042013.jpg
Doc-P-575594-636904971431042013.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يأخذ أحد في لبنان التسريبات التي تحدثت عن توجه أميركي لفرض عقوبات على حلفاء "حزب الله"، وتحديداً حركة "أمل"، على محمل الجدّ، فبإستثناء بعض المنصات الإعلامية، لم تأخذ أي جهة رسمية أو حزبية هذا الموضوع إلى مستوى الخطورة التي تتناسب معه لو كان صحيحاً.
Advertisement

يدرك المعنيون أن واشنطن ليست قريبة من القطع النهائي مع لبنان، بل على العكس من ذلك، هي تسعى إلى إعادة ملء الفراغ الذي أحدثته سياساتها وسياسات حلفائها السابقة، من هنا تؤكد مصادر عليمة أن الإدارة الأميركية تسير في عقوباتها على "حزب الله" بين النقاط وتراعي توازنات لبنانية دقيقية لا ترغب في تخطيها.

وتعتبر المصادر أن واشنطن لن تتجه إلى ضرب الإستقرار النقدي في لبنان ولن تسمح بتضرر البنية المصرفية فيه، خصوصاً أن مصالح عميقة تربطها بالقطاع المصرفي اللبناني.

وتشير المصادر إلى أن حليف "حزب الله" الأساسي هو جزء من القاعدة الرئيسية التي يرتكز عليها القطاع المصرفي في لبنان، وتالياً فإن العقوبات عليهم ستؤدي بشكل فعلي وسريع إلى ضرب إستقرار هذا القطاع، وتالياً دقّ مسمار في نعش النظام الإقتصادي الحالي والذي في حال سقوطه سيكون الحزب أقل المتضررين.

تدرك واشنطن، وفق المصادر ذاتها، أن أي عقوبات جدية على حركة "أمل" ستؤدي إلى موجة إستقطاب جديدة سيستغلها الحزب حتى النهاية، كما هذه العقوبات ستسلب الحركة أي قدرة على التمايز مع الحزب لأنه سيكون مصدر المال الوحيد في الساحة الشيعية.

وتضيف المصادر أن العقوبات ستؤدي إلى "ردكلة" حركة "أمل" التي راعت بعد العام 2000 مصالحها الإقتصادية والسياسية وعلاقاتها الغربية وخصوصاً مع واشنطن، وتخلت إلى حد شبه نهائي عن خياراتها المسلحة، لكن من يضمن بقاء الأمر على ما هو عليه في حال وجدت الحركة أن علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية وصلت إلى حائط مسدود.

وتلفت المصادر إلى أن مسألة عودة "أمل" إلى العمل المسلح، لا تكمن أهميتها بالقدرة على التأثير بالقدر الذي يعنيه الأمر من جعل الساحة الشيعية محصنّة سياسياً وإعلامياً أمام أي نقاش داخلي يتناول مسألة السلاح، إذ إن أي حديث في هذا الأمر لن يكون يستهدف "حزب الله" وحده بل طائفة بأكملها.

وتسأل المصادر كيف يمكن لواشنطن أن تساعد "حزب الله" على تحقيق أهدافه، عبر جعل إستهدافه يعادل إستهداف طائفته؟ وكيف يمكن لواشنطن أن تساهم في ضرب بنية النظام الإقتصادي الحالي وهي التي يعمل الحزب على ضربها تحت عنوان "الإصلاحات الجذرية"؟ وهل تضمن واشنطن ألا يعيد الحزب بناء منظومة إقتصادية تناسبه في حال حصول الإنهيار ليكون الرابح الأكبر؟

تختصر المصادر كل الأحاديث التي قيلت عن عقوبات ضدّ حركة "أمل" ومسؤوليها، بنتائج زيارة الوفد النيابي اللبناني إلى واشنطن والتي وصلت إلى نتائج تفيد بأن الإدارة الأميركية مستمرة بدعم الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية، الأمر الذي ينهي النقاش حول إمكانية ذهاب واشنطن إلى مواجهة شاملة مع لبنان وقواه السياسية.

وترى المصادر أن كل ما يحصل لن يتعدى إطار التهويل، أو الحرب الإعلامية التي تستهدف بيئة الحزب، والتي ستستمر في أطر وعناوين عدّة خلال السنوات المقبلة، وهي حرب ستسير بالتوازي مع الحرب الإقتصادية وبديلاً مؤقتاً عن الحرب العسكرية.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك