Advertisement

لبنان

"زلّة" بو صعب و"مسلخ" التواصل الإجتماعي!

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
25-04-2019 | 08:09
A-
A+
Doc-P-580996-636918017592575187.jpg
Doc-P-580996-636918017592575187.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

  

نحن شعب لا يتفق على تاريخ ولا قضية. ويبدو أن البعض منا لا شغل له إلا تصيّد المواقف و"زلات لسان" السياسيين لجعلها مدار حديث الجميع واهتمامه.

وبينما يخرج بعضنا ما في جعبته من مواقف يعتقد أن الزمن قد عفّى عنها، فإن البعض الآخر يغرق في التفاهة والاسفاف.

هذا ما نشهده منذ أمس الأربعاء على مواقع التواصل، حيث حلّ هاشتاغ (الجيش ولا الحزب) في المرتبة الاولى من بين الهاشتاغات الاخرى في لبنان. مناسبة الهاشتاغ الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الياس بو صعب الى الجنوب وزيارته مقر "اليونفيل"، حيث اطلق تصريحاً لم يرق للبعض وذلك رداً على سؤال صحافي.

السؤال الذي طُرح على بو صعب فحواه لماذا لا يقدّم "حزب الله" قدراته العسكرية للجيش اللبناني، ويضعها في تصرفه كونه الطرف الوحيد الذي يفترض أنه منوط بحماية الاراض اللبنانية؟

جواب بو صعب كان واضحاً أنّ "هدفنا وطموح جميع اللبنانيين، بمن فيهم الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أن يكون الجيش اللبناني المدافع الأوّل عن حدود الوطن، فلا أحد يطمح للقيام بهذه المُهمّة نيابةً عن الجيش".

لكن خلال تصريحه أتى بو صعب بكلمة واحدة هي "يحس"، في جملة "وعندما يحس السيد نصر الله أن الجيش" ... الخ، جعلته في مرمى التخوين والتقصير بحق الوطن.

وعلى سبيل المثال هذا ما قاله أحدهم في تغريدة له على تويتر "بس يحس السيد نصر الله انو الجيش اللبناني صار قوي وقادر يدافع عن الحدود ما حدن منا طامح انو يقوم بهيدي المهمة... كلا لوزير الدفاع اللبناني يعني معاليك قوة الجيش حسب احساس السيد هو بقرر إذا الجيش قوي أو مش قوي".

غالباً ما نغرق نحن اللبنانيون في ما يشبه الزجل، أي المبارزة الكلامية التي في مضمونها المبالغة في إظهار المعرفة بالآخر أو الخصم، وفي الحالة اللبنانية تخص الخصم السياسي.

ومن الامثلة على السجال اللبناني القريب من الزجل تحول البعض الى محللين، ومنها قول أحدهم على تويتر "أول مرة بشوف وزير دفاع يبرر وجود سلاح غير سلاح جيشه ! أما بالنسبة للخطر الاسرائيلي بالعلامة 2006 لم يردع سلاح الحزب اسرائيل وتم تدمير لبنان مما يعني وجود السلاح أو عدم وجوده النتيجة نفسها ولا يوجد دولة في العالم قرار السلم والحرب فيها بيد حزب وليس الجيش !!؟؟"، في حين خرج آخر بتغريدة قال فيها "اجاه (بو صعب) امر عمليات رداً على زيارة الموفد السعودي، وللاسف، استنباط زيارة الى الجنوب مشكوك في توقيتها واستغلال منبر وزارة الدفاع والجيش لإطلاق مواقف لا تصب في مصلحة لبنان والجيش وعلاقاته الدولية".

من هم هؤلاء؟ ما هي وظيفتهم؟ من اقنعهم بأنهم على سعة من الاطلاع والمعرفة لنضطر أن نقرأ ما غردوا به ؟

رغم أن هذا المقال لا يحاول الدفاع عن أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية، لكن في الوقت عينه لا يمكن اعتبار اي سلاح خارج هذا الاطار بشكل رسمي بأنه "غير شرعي".

فلبنان الدولة المنقسمة على ذاتها لمدة 15 عاماً على الاقل منذ العام 1975، كان كل طرف فيها يقاتل من يراه عدوه الاول. تحديد العدو يسهل مهمة حصر السلاح. فمن هو عدوك أيها اللبناني؟ لن تجدوا حتى الساعة جواباً واحداً. فأعداؤنا كثر بكثرة طوائفنا. وتباين الطوائف واختلافها حول اعدائها، يجعل كل طرف يتمسك بما لديه من اسباب القوة ومنها السلاح ... وفهمكم كفاية!

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك