Advertisement

لبنان

الضحايا كثر والقاتل معروف.. من يعطّل عدّاد الموت العبثي؟

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
28-04-2019 | 05:22
A-
A+
Doc-P-581753-636920509795633185.jpg
Doc-P-581753-636920509795633185.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

أسماء جديدة تنضم تباعاً إلى سلسلة الموت العبثي، صدماً وقتلاً وفي سبيل لقمة العيش، لتعيد من جديد طرح مسألة الانسان وقيمته وإجراءات الزجر والعقاب في هذا البلد.

شابٌ في مقتبل العمر، صاحب ابتسامة ملائكية، يموت دهساً في الشمال بفعل تهوّر سائق لم يكتف بجريمته ففرّ تاركاً الضحية ولوعة الأهل. في البقاع يتحول إشكال على موقف سيارة إلى جريمة بشعة أودت بحياة طبيب بعد تعرضه لطعنات على يد شاب طائش. قبلها بيوم كان القضاء يقول كلمته في جريمة قتل الشاب "مارسيلينو ظماطا" الذي قتل غيلة على يد مجرمين في شتاء 2016، وقد أثار الحكم المخفف على الجانيين استغراب المتابعين كما غضب الأب الذي لا يزال يعيش وجع الصدمة، وهو أطلّ ليل أمس على شاشة تلفزيونية يبثّ حزنه وشكواه من حكم يرى أنه بمثابة قتل جديد لولده، علّ من يسمع.

قصص من سلسلة طويلة، موت مجاني بسبب الاستهتار أو التهوّر أو العبثية؛ واليوم أو غداً من يدري مَن سيكون عليه الدور إن لم تتخذ إجراءات وأحكام رادعة وموجعة بحق المرتكبين من جهة، وبوجه السلاح المتفلت العشوائي من جهة أخرى، وبغير ذلك سيبقى المستهترون بأرواح الناس والأبرياء يسرحون ويمرحون زارعين الموت والحزن والرعب دون حسيب أو رقيب. ماذا يعني القتلُ بسبب موقف سيارة أو برصاص عشوائي أو على أفضلية مرور أو غيرها من الأسباب التافهة ومن دون خوف الروادع حتى بات تفشي الجريمة ظاهرة سلبية تحتاج علاجاً سريعاً.

هكذا بلحظة طيش وعبث وجنون تسقط الضحية. ومع هذه اللحظة تضيع الآمال وتنفطر القلوب ويزداد الوجع والألم.. يتعب الأهالي طويلاً ليروا أبناءهم وقد أضحوا شباباً يضجون بالحياة والأمل، يعلقون عليهم الآمال لينسوا عذاب السنين.. ثم يأتي من يحوّل الفرح والأمل إلى حزن ووجع وألم كبير. روح بريئة تذهب على يدّ من لا تعني له الحياة شيئًا.

للمرة الواحدة بعد الألف، لم يعد مقبولًا أن يقتل الأبرياء على الطرقات أو في أي مكان ولأي سبب. ولم يعد مسموحًا أن تتحوّل فلذات القلوب أهدافاً عشوائية لعشاق القتل وهواة إزهاق الأرواح، الحسم بات مطلوبًا من القوى الأمنية والأجهزة القضائية ليكون كل مستهتر بحياة الناس عبرة لمن اعتبر، ليلقى كل قاتل أو متسبب بالموت جزاءه العادل قبل أن تفلت الأمور من عقالها ويصبح السلاح في يد كل مواطن وسيلة الثأر الوحيدة لردع صيادي البشر.

لا يخلو مجتمع من جرائم ومآسي وتجاوزات، لكن مجتمعنا عاش لسنين عديدة، مستقر متفائل ومتماسك، رغم التعثرات الاقتصادية والأزمات الحياتية وضيق الأحوال، حتى في فترات الحرب، حافظ على تماسكه وتقاليده وقيمه الروحية، لكن تكاثر ظواهر استسهال الخروج على الانتظام، وتفشي السلاح، والتسرع بالقتل، واحتقار قيمة الانسان، تعكس جميعها تشوهات طرأت على النسق الاجتماعي وعلاقات الناس ببعضها، ويجب ترميمها بسرعة، فحق الحياة وصيانة الأنفس والعقول قيمٌ كبرى لا يجوز بأي حال انتهاكها أو التقليل من شأنها في أي مجتمع يريد الاستمرار والبقاء.

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك