Advertisement

لبنان

نعي بري في رحيل البطريرك صفير... سمفونية وطنية

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
14-05-2019 | 02:49
A-
A+
Doc-P-587167-636934247590090719.jpg
Doc-P-587167-636934247590090719.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من بين الكثيرين الذين نعوا مثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ومن بين الكلمات الكثيرة المؤثرّة والمعبّرة، لفتني ما تضمنه نعي رئيس مجلس النواب نبيه بري، مضمونًا وأسلوبًا، وهو الحريص على كتابة مطالع كلماته بنفسه، التي تتسم بنفحة أدبية وشعرية نثرية مميزة تخرج عن المألوف والكلمات العادية والرتيبة.
Advertisement

في المضمون جاء هذا النعي بمثابة وثيقة وطنية لا تقلّ أهمية عن الوثيقة التاريخية التي أطلقها كل من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبو ظبي منذ ما يقارب الشهرين، وقد ضمّنها عصارة تجربته السياسية ونضاله من أجل أن يبقى وجه لبنان متمايزًا بعيش أبنائه، على رغم ما بينهم من إختلاف في وجهات النظر حول أمور كثيرة، ولكنهم يلتقون جميعًا على قاسم مشترك، وهو مصلحة لبنان أولًا وأخيرًا.

وعلى رغم أن الرئيس بري لم يكن يلتقي مع الراحل في أمور سياسية كثيرة، فإن ذلك لم يمنعه من أن يشهد له بما قام به "من أجل الوطن الفكرة والرسالة: الإنسان"، وأنه "جسد مشروع التعايش الوطني بين الطوائف والمذاهب والفئات والجهات والشركة الوطنية، وهو الذي حرص دائما على سلام لبنان واستقراره فغطى اتفاق الطائف ومصالحة الجبل".

وقد نسب إلى الراحل وصية مفترضة، وهي في الواقع تعبير عمّا يؤمن به الرئيس بري نفسه، وهو الذي ترجمه سلوكيات وطنية مستوحاة من تعاليم الإمام المغيّب موسى الصدر، ونهجًا لخط مستقيم لا يكون لبنان من دونه لبنان الذي نعرفه "لبنان الانموذج للحرية، للكلمة المعبرة عن أننا في هذا الشرق صوت الحق والنور".

أما خاتمة النعي فجاءت كنتيجة حتمية لتلاقي ما يؤمن به المسلمون والمسيحيون معًا ليوم الحساب أمام العدالة السماوية، فمزج ما بين الإيمانين "من آمن بي وإن مات فسيحيا"، و"إنا لله وإنا اليه راجعون"، فجاء نعيه سمفونية وطنية وإيمانية ترسم بوجدانيتها خارطة طريق للأجيال الطالعة.

أما في الأسلوب فقد أعاد الرئيس بري ذكرى رثاء الأخطل الصغير(بشاره الخوري) للزعيم سعد زغلول، وقال فيه يومها:

قالوا دهت مصر دهياء فقلتُ لهم

هل غيض النيل أم هل زلزل الهرم

قالوا اشد وادهى، قلت: ويحكم

اذن لقد مات سعد وانطوى العلم

وأكثر ما شدّني في نعي الرئيس بري ما أستخدمه من تعابير معبّرة وجديدة وغير عادية كقوله مثلًا :"فجر الأحد، شد غبطة البطريرك الكاردينال قوس روحه وأطلقها عن عمر مديد في حراسة لبنان وخدمة الكنيسة والرعية. وكما كانت الولادة في أيار كان الرحيل كذلك. ربيعي الولادة، ربيعي الرحيل".

وكذلك عندما قال: "اليوم، يخسر لبنان إحدى بركاته ونعمه وعيونه الحارسة بل أرزاته السامقة".

ومن بين أجمل الأجمل مما قاله "اليوم، يطوي أحد المشائين في بكركي ووادي قنوبين شراع سفينته ويغادر الميناء وقد كان لا يغادرنا خوفا علينا من أن نضحي بلبنان من أجل أنفسنا، لا أن نضحي بأنفسنا من أجل لبنان".

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك