Advertisement

لبنان

بشارة الأسمر "زنديقاً" في عصفورية الطوائف!

Lebanon 24
20-05-2019 | 04:23
A-
A+
Doc-P-589222-636939482003962924.jpg
Doc-P-589222-636939482003962924.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان: "بشارة الأسمر "زنديقاً" في عصفورية الطوائف"، كتب بيار أبي صعب في جريدة "الأخبار": هل تستحق نكتة بشارة الأسمر، الذكورية السمجة بلا شك، كل هذا الصخب؟ هل تستحق أن يستفيق القضاء من قيلولته الاعتكافية، في عطلة نهاية الاسبوع، ليعتقل رئيس الاتحاد العمالي العام، بسبب موقف أو رأي... أو حتى اساءة يرى فيها بعضهم قدحاً وذماً؟ نكتة بليدة بين زملاء "رجال"، لم تكن موجهة الى الفضاء العام، لولا أن أحد المتلصصين سمح لنفسه بتسريب التسجيل، مغتصباً خصوصية الرجل. أن تتحوّل هذه النكتة البائسة الى قضية وطنيّة، لكل موقفه البطولي في شجبها، فهذا يختصر حالة الخواء والعبث، وبؤس الحياة الفكرية والسياسيّة في لبنان. مواطن يطلق العنان لغضبه أمام الكاميرات، تحت خط التوتر العالي في المنصورية، فتقبض عليه السلطة كلص ذليل. مواطن آخر في الجنوب، يعبّر عن امتعاضه على مواقع التواصل، موجّهاً نقده السياسي القاسي إلى قطب سياسي جبار، فيتم الاعتداء عليه بالضرب، ثم يعتقل أيضاً. ما هذه الجمهورية المذعورة المترنحة التي تسخّر كل قوتها، القضائية والأمنية، لحماية أباطرتها من الغضب الشعبي؟ وحالة بشارة الأسمر لا تختلف كثيراً عن الحالتين السابقتين. لقد تم ايقافه بسبب نكتة على البطرك، لم يقصد نشرها.
Advertisement

الحداد الوطني على شخصية دينية رفيعة، هي البطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير، أخذ ابعاداً تضخيمية مبالغاً فيها في نظر كثيرين. ودخلت شخصيات وجهات عدّة في لعبة مزايدات على الطريقة اللبنانية الأصيلة، ما استدعى تساؤلات مشروعة، وأثار سخرية مكبوتة لدى جزء كبير من اللبنانيين، من كل الانتماءات والعقائد؛ ويجب أن نضيف: بمن فيهم المولودون مسيحيين وموارنة! لكن أحداً لم يجرؤ على التعبير عن هذا التحفظ. لماذا؟ بسبب الجدار الطائفي العظيم الذي يجعل المجموعات منغلقة على نفسها، متربّصة بعضها بالبعض الآخر، تستمدّ علة وجودها من تلك العصبية السرطانية التي توحدها شكلياً، ضد «خطر خارجي» متمثّل في أبناء الوطن الآخرين. فوحدة «الجماعة» بالمعنى الانعزالي، تكون دائماً على حساب المنطق، والوطن، والديمقراطية، وحتى على حساب الدين بسموّه وارتقائه. ووحدة الوطن الهشّة لا تعود تقوم، في هذه الحالة، إلا على علاقات تكاذب وتحالف مصالح بين مختلف الجماعات المتناحرة، أو بالأحرى بين أمراء تلك الجماعات. باختصار، لا صوت يعلو فوق مصلحة الطوائف. ورئيس الاتحاد العمالي إختبر هذه الحقيقة على حسابه! فهو صديق النظام وحليفه وحارس مصالحه، لكن النظام الطائفي ضحّى به على مذبح الطائفية. فإذا به اليوم "زنديق الجمهورية" وكبش فدائها وبطلَها السلبي!

أمام مشهد المبالغة الوطنية في وداع البطرك صفير، ورياء شخصيات وجهات متعددة نعته أو عزّت به، وحده بشارة الأسمر اخترق جدار الصمت. لم يكن فعل بطولة، بل زلة خرقاء، لا ارادية، فشّت خلق الأكثرية الصامتة. إنه "فعل ناقص"، بالمعنى الفرويدي. في الجملتين التعيستي الذكر اللتين دارتا حول العالم (وتراجع عنهما المعني لاحقاً، لكن سدىً)، هناك احتجاج عفوي ساخر على الاجماع الوطني الكاذب، وعلى الطقوسية المضخمة للحداد، وعلى الذاكرة اللبنانية الضعيفة التي محت جزءاً مهماً من التاريخ القريب، وتناست أن البطرك الراحل، كان للأسف طرفاً سياسياً بقدر ما كان مرجعاً روحياً رفيعاً.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك