Advertisement

لبنان

الكارثة تتجول.. من منا سيشهر سيفه؟

Lebanon 24
24-05-2019 | 06:33
A-
A+
Doc-P-590703-636943017632492380.jpg
Doc-P-590703-636943017632492380.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عندما يجلس لبنانيان ويشرعان في التحدث عن حال بلدهما، لا يمرّ حديث إلا وتُستحضر المقارنة مع بلاد "برا". أي أوروبا والقارة الأميركية واستراليا. ليس من المستهجن أن يفعل أي لبناني أو لبنانية ذلك. فالناس وقد أصبحوا في قرية كونية واحدة، لم يعد يغيب عن أي منهم خبراً أو حادثة تحصل في العالم وشكل التفاعل معها. فهم يرون النظم السياسية ومشروعاتها وكيف تتعامل الشعوب معها. 
Advertisement

لم يفت اي لبناني صور وأخبار تظاهرات السترات الصفر في فرنسا. ولو أن لهذا البلد مكانته التاريخية في المجتمع اللبناني. لكن، حتى البعيدون منها، كان لهم رأيهم في اسباب التظاهرات وكانوا يرون بأم العين كيف أن للشارع في فرنسا حضوره ووزنه في السياسة. وكيف أن له القدرة على دفع الدولة بمؤسساتها ورجال سلطتها الى مراجعة قراراتهم الاقتصادية ومطالبتهم بتقديم تنازلات عن حقوق يعتبرها الفرنسيون أساسية ولا مجال للتفريط بها. 

ما يجري اليوم في لبنان، يقرب من عملية ذبح بطيئة تطال الشريحة الاوسع من الشعب اللبناني، وما تبقى فيه من طبقة وسطة "تقاتل" للحفاظ على مكتسبات جاءت حصيلة نضال وتظاهرات لسنوات طويلة. 

لكن على الرغم من ذلك، لا يفعل اللبنانيون في الأعم الأغلب منهم، سوى التفرج "والنق". علماً أن ما يطالهم اليوم، ويجهد بعض السياسيين لتقريشه في بازار السياسة والانتخابات، خطير جداً. لماذا؟

لأن للمواطن اللبناني مروحة من الانتماءات المتدرجة التي تمنعه من حرية التفكير والرأي والحركة. اللبناني مقيّد بمجموعة من الهويات المناطقية والعشائرية والطائفية بشكل تتعطل معها قدرته على الجهر باعتراضه وحتى المطالبة بحقوقه التي تكفلها له كل شرعات حقوق الانسان، من الحق بالحياة والامن والتعليم والطبابة والسكن إلخ.

ذلك أن كل لبناني اليوم، يظهر أنه يحشر نفسه بين جمهور من المتفرجين الذي يشهدون على انهيار آخر ملاجئهم، من دون أن يحركوا ساكناً. كأنهم مخدرون. الواحد منهم يخاف رفع صوته كي لا يحرم من وظيفته، علماً أنه متيقن في قرارة نفسه أن ما يخسره اكبر بكثير من راتب شهري يتآكل بسرعة فلا يبقى له منه إلا النزر، فيستمر على الاقتراض والتقشف وفي احسن الاحوال عبر "التشبيح" على من يدنون منه حالاً. 

اللبناني ليس جاهلاً. بل يعرف ما يتحمله كل سياسي وزعيم من مسؤولية. لكنها معرفة ملعونة تجعله يخوض في كل ضروب الفساد فلا يحاربه. كأن الفساد ونتائجه وباء لا خلاص منه ولا سبيل الى الوقوف في وجهه. ولذلك فإنه يهادنه ويرافقه ويخلق له المبررات تحت مسمى "الشطارة". المواطن اللبناني شريك في الفساد، ولو بنسب متفاوتة تبعاً لموقع كل شخص. 

هل فكرّ احدهم ان لبنان بات اشبه ببناء متصدع عندما ينهار سوف يسقط فوق رؤوس الجميع؟ وان المسؤولون عن انهياره لهم من القوة ما يجعلهم ينهضون من تحت الركام الى اوطان اخرى؟ فيتركون الخراب خلفهم الى غير رجعة؟. 

هل يعلم اللبناني ان دخوله في لعبة الاتهامات المتبادلة لا يغني ولا يسمن من جوع؟ وان الكارثة الآتية له منها نصيب كما لخصمه في السياسة تماماً؟. 

اللبناني يعلم كل هذا. لكنه في حاجة الى صحوة ضمير يفضل الا تأتي متأخرة، لأن الوقت لم يعد يسمح بذلك. وحش الكارثة يتجول في الشوارع ويطرق ابواب البيوت. ينظر الى مرضانا يموتون عند مداخل المستشفيات ويضحك، فهل منا من يشهر سيفه دفاعاً عن كل عجوز وعائلة واطفال مهما اختلفت طوائفهم ومناطقهم؟ هل منا من يرفع راية المساواة والاخوّة في المصير والمستقبل الواحد في بلد الـ  10425 كلم؟ هل منا من يتعلم من تجارب شعوب اخرى؟.

خاص لبنان 24 - نانسي رزوق
 
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك