Advertisement

لبنان

خلفيات تصعيد باسيل: الانتخابات الرئاسية أم احتسابٌ للفراغ الرئاسي؟

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
02-06-2019 | 05:23
A-
A+
Doc-P-593472-636950750221681395.jpg
Doc-P-593472-636950750221681395.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تنشغل الأوساط على إختلافها في تفكيك دوافع التصعيد المستجد للوزير جبران باسيل، خصوصاً وأن مواقفه أتت مباغتة وتنسف ببعض جوانبها أسس التسوية الرئاسية التي تحكم مسار العهد والحكومة.

يتفق أكثر من طرف بأن محاولة باسيل نبش القبور عبر الحديث عن "جثة سياسية" وحقوق الطوائف المستردة أو المستعادة بأنه تصرف لا يخلو من الرعونة ولا يتفق مع الحدود الدنيا للحكمة السياسية لمن يتبوأ سدة المسؤولية، غير أن السؤال المطروح عن ماهية الظروف التي أملت على باسيل فتح النار على فريق شريك له يتقاسم معه السلطة في لبنان.
Advertisement

في الترجيحات الأساسية بأن الطموحات الرئاسية باتت تتحكم بكل تصرفات باسيل بما في ذلك الجموح في كل ما يتصل بشأن الدولة ومؤسساتها، ما جعله في مرمى النيران الصديقة قبل المعادية غير أن الكلام المنسوب اليه جعل العلاقة مع تيار المستقبل قابلة لللاشتعال عبر سلسلة ملفات أدت الى إشتباك علني إتخذ مواقع التواصل الاجتماعي ساحته الاساسية، فما الذي دفع  العلاقة بين جناحي السلطة نحو عتبة الاشتباك؟

في هذا الصدد، يستبعد أحد المتابعين بأن تكون الحسابات الرئاسية تدفع باسيل نحو التهور ومواجهة تيار المستقبل لا بل أركان الطائفة السنية، مشيراً الى أن باسيل يحتسب لحالة الفراغ الرئاسي في حال حصوله لسبب من الأسباب كونه إحتمال جدي وحقيقي رغم كونه غير معلن.

ويستذكر السياسي المذكور الاشتباك الكلامي الذي إفتعله الوزير باسيل أثناء حكومة سلام التي إنتقلت اليها صلاحيات الرئاسية إثر الشغور الرئاسي عند نهاية عهد الرئيس سليمان وكانت طاولة مجلس الوزراء مسرحه الاساسي حيث إنفجر الموقف أمام عدسات التصوير دون سابق إنذار وإرتفع صوت باسيل قائلا: "نحن من نمثل رئاسة الجمهورية".

يستتبع السياسي حديثه بالقول بأن ما قد لا يصح في فترة سابقة هو واقع الحال مع هذه الحكومة في حال وقوع الفراغ الرئاسي، فباسيل ربما يدرك بأن حصول الانتخابات الرئاسية في نهاية العهد الحالي بعيد المنال ويستدرك بخطوات إستباقية من شأنها تعزيز قبضته المطلقة على السلطة ومفاصل الدولة، لذلك خاض معركتين الاولى عبر قانون الانتخابات النيابية الذي أسفر عن كتلة وازنة في المجلس تبعها معركة "على كعبها" لأجل نيل الثلث المعطل ونجح بالنهاية وبات اليوم مفاتيح ادارة الحكومة وكرس مؤخرا مفاعيل إتفاقه مع الوزير حسن مراد عبر الافطار الرمضاني الحاشد في البقاع .

نجح باسيل في كل خطواته مدفوعاً بفكرة الحكم المطلق كما كانت الجمهورية قبل الطائف، واليوم باتت إحتمالات الفراغ الرئاسي متقدمة على حسابات الانتخابات الرئاسية المقبلة، والاجواء المشحونة تجعل من الاستحالة تأمين ظروف توافق اقليمي ودولي تسفر عن إنتقال الرئاسة بسلاسة على غرار كل الانظمة الديمقراطية، لذلك لا بد من وجهة نظر باسيل التمهيد للطرح أو التصور الجديد بخوض معارك تطال الشراكة في الحكم في سبيل فرض معادلات يتفق الجميع بأنها خارج الاعراف والتقاليد السياسية في لبنان.
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك