Advertisement

لبنان

باسيل بين العداوات والإستراتيجيات!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
10-06-2019 | 06:25
A-
A+
Doc-P-595888-636957712654478428.jpg
Doc-P-595888-636957712654478428.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تتسابق في شخصية وزير الخارجية جبران باسيل قدرته على خلق عداوات في المجتمع السياسي اللبناني، مع قدرته في المقابل على رسم إستراتيجيات واللعب على التوازنات ليستثمرها لمصلحته السياسية. وإذا كانت الحياة السياسية الحالية بعيدة عن الإستحقاقات الكبرى، فإن باسيل يعمل بإستمرار على تغليب حاجة الخصوم إليه على عدائهم له قبل الإنتخابات الرئاسية المقبلة.
Advertisement

ولا يصعب على من يراقب حركة باسيل السياسية، غير الديبلوماسية في الكثير من الأحيان ومع العديد من الأطراف، أن يلاحظ رهانه على ثلاث ثوابت داخلية تبقيه صاحب الكلمة الأعلى في الحكومة والسياسة، من التعيينات إلى الإنتخابات وصولاً إلى رئاسة الجمهورية، وهو يبني كل سياساته إستناداً إلى هذه الثوابت الثلاثة.

الثابتة الأولى، من حيث الأهمية عند باسيل، هي قدرته على تحشيد الرأي العام المسيحي خلفه، مع ما يتطلبه ذلك من تنظيم لكتلته الحزبية وتهذيبها لتصبح ذات ولاء عالي المستوى له، وخطاب يجنح أحياناً كثيرة لدغدغة مشاعر الشارع، وصولاً إلى الإستفادة المطلقة من حجمه في السلطة للإمساك بمفاصل الإدارة من طرفها المسيحي ليخلق شبكة خدمات كبيرة.

التجييش وإستقطاب الرأي العام، يجعلان باسيل، من وجهة نظره ومن وجهة نظر النظام السياسي اللبناني ربما، متقدماً إلى حدّ بعيد على خصومه المسيحيين في أي إنتخابات مقبلة، وتالياً فهي ستكون جزءًا من إستثماره السياسي اليومي، ومدماكاً رئيسياً في ترسيخ الثابتة الثانية ألا وهي علاقته مع "حزب الله".

فبعيداً عن موقف باسيل السياسي، تتركز أهمية "التيار الوطني الحرّ" السياسية بالنسبة لـ"حزب الله" في أنه يُشكل غطاءً مسيحياً كبيراً له، لا يستطيع حلفاء الحزب المسيحيون الآخرون تأمينه، لذلك فإن باسيل يرغب بالبقاء حليفاً للحزب الذي يملك "فيتو" عابراً للإستحقاقات، ويملك أيضاً حجمه الإقليمي الذي يمكنه من الإستحصال على ضوء أخضر من كل الحلف الإقليمي الذي ينتمي إليه، للتصرف بما يراه مناسباً في الساحة اللبنانية.

في علاقة باسيل مع "حزب الله" يتصرف على أن هناك حاجة متبادلة، لذلك يتجنب خوض أي إشتباك سياسي أو إعلامي مع حارة حريك نظراً إلى توازن المصالح الموجود بينهما، وهذا ما لم يعد ينطبق على الثابتة الثالثة عند باسيل، وهي حلفه مع تيار "المستقبل".

قد يجد رئيس "التيار الوطني الحرّ" أن حلفه مع كل من "حزب الله" وتيار "المستقبل" يؤمن له جسراً للعبور، منتصراً، فوق كل الإستحقاقات، لكن علاقته بـ"المستقبل" لم تعد متوازنة، إذ يبدو ان باسيل يرى أن حاجة رئيس الحكومة سعد الحريري إليه أكبر من حاجته هو إليه، لذلك فهو بدأ يتجرأ أكثر على دخول إشتباكات حادة مع شريك التسوية الرئاسية، وعلى رغم محاولاته الدائمة لترميم الندوب التي يُحدثها في العلاقة، فإنه يجد أن حاجة الحريري لـ"التيار الوطني الحرّ" تجعله يتحمل تصعيد من هنا وآخر من هناك.

غير تلك الثوابت، يتعاطى باسيل مع كل المشاركين في صلب الحياة السياسية أو على أطرافها على أنهم، إما خصوم إستراتيجيون يمكن التلاقي معهم في ملف هنا وآخر هناك من دون وجود أي إمكانية للتحالف الدائم معهم، لأنهم من وجهة نظره التي يلمح إليها علناً، بنوا نفوذهم السياسي بعد الطائف على حطام المارونية السياسية، وإما أطراف لا ترتقي إلى مستوى الندّية المصلحية ليكونوا حلفاء، وتالياً فهم أمام خيارين: الأول، إما قبولهم بأن يكونوا قوى سياسية تدور في فلك حزب باسيل، وإما، ثانياً،  فتحمّل تبعات كونهم خصوماً.

عداوات باسيل السياسية لا تشمل الفئتين المذكورتين فقط، بل تطال منافسه الأبرز في الشارع المسيحي "القوات اللبنانية" التي تزاحمه في كل الإستحقاقات الدستورية والشعبية. وتطال أيضاً عدداً لا بأس به من موظفي الفئة الأولى المهيأين لأسباب مختلفة، لمنافسته على رئاسة الجمهورية كقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك