Advertisement

لبنان

ماكرون في بيروت حاملاً أكثر من رسالة... تثبيت التمايز الفرنسي وتحييد لبنان عن الصراعات

نايلة عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
11-06-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-596149-636958462615823079.jpg
Doc-P-596149-636958462615823079.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

ليست المرة الأولى التي تعلن فيها المراجع الرسمية أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون بيروت، لا تزال قائمة. هذه الزيارة التي تم تأجيلها لكثر من مرّة وتحت اعذار متعددة، لعل أبرزها تشكيل الحكومة والوضع في منطقة الشرق الأوسط، من المرجح ان تحدث في شهر حزيران الجاري، على ما تشير العديد من المصادر، خصوصاً وان الحكومة تعمل وقد انجزت الموازنة بما يتوافق مع اصلاحات سيدر، خصوصاً وانها تمكنت من تخفيض العجز  الى حدود الـ7.5%، وبالتالي فان أموال المانحين باتت جاهزة، هذا فضلاً عن الأحداث المتسارعة في المنطقة والصراع الأميركي- الايراني المحتدم والسعي الأميركي لدخول الوساطة بين لبنان واسرائيل وترسيم الحدود البحرية والبرية المتنازع عليها بين البلدين.

Advertisement

كل هذه العناوين يحملها معه ماكرون الى بيروت في زيارة لم يحدد تاريخها بعد، الاّ أنها على ما يبدو باتت قريبة. وبحسب استاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ورئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتيجية الدكتور وليد عربيد، فان "ماكرون لا يزال على وعده بزيارة لبنان وهو لن يأتي لتنفيذ مقررات مؤتمر سيدر بل ليقول للعالم بأن بين فرنسا ولبنان علاقات تاريخية وسياسية واقتصادية، خصوصاً وان لبنان بات بلداً نفطياً ولاقتصاده أهمية كبيرة في المنطقة".

ولفت عربيد الى أنه "وبعد احتجاجات السترات الصفراء التي شهدتها فرنسا مؤخراً، اضافة الى الحديث عن دورها في توطيد الاتحاد الأوروبي بات من الضروري اعادة الانفتاح على دول المنطقة، لا سيما لبنان الذي يعتبر بوابة فرنسا نحو الشرق الأوسط".

وتشير المعلومات الى أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي إيف لو دريان والتي من المتوقع أن تسبق زيارة ماكرون ستحفل بجدول أعمال سياسي مكثف، يستند إلى حرص باريس على استقرار لبنان وسط الكباش الأميركي - الإيراني الحاصل، وهي التي كانت وﻻ تزال، تشجع على التفاوض مع طهران وتميّز بين جناحَي حزب الله العسكري والسياسي. كما ستتخلل الزيارة المحتملة لوزير الخارجية الفرنسي أيضاً، اهتمامات اقتصادية تتعلق باقتراب موعد بدء شركة "توتال" الفرنسية المراحل الأولى من التنقيب عن النفط في المياه الإقليمية اللبنانية. وفي هذا الإطار، ﻻ تستبعد المصادر الدبلوماسية دخول لودريان على خط الوساطة في شأن الحدود البحرية مع إسرائيل، تمهيداً لتحرير المنطقة البحرية المتنازع عليها وبدء عمليات التنقيب عن النفط جنوباً أيضاً.

وليس بعيداً من هذه النقاط يشير عربيد في حديث لـ "لبنان 24" الى ان "ماكرون يحمل معه 3 ملفات الى لبنان وعلى رأسها ملف اعادة اعمار سوريا، خصوصاً وان لبنان سيكون مركز الثقل للشركات والأموال في اعادة الاعمار.

وسيبحث ماكرون مع المسؤولين اللبنانيين في دور فرنسا في لبنان، خصوصاً وان هذا الدور تاريخي بين البلدين، وجميع الرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم في باريس ركّزوا على ضرورة استقرار وسيادة واستقلال لبنان.

وثالث الملفات هي كيفية صرف أموال سيدر التي ستكون أيضاً على جدول الأعمال وتحديداً لناحية صرف الأموال في اعادة بناء التنمية والبنى التحتية، فهو يتابع سياسة اسلافه لناحية ضرورة مساعدة لبنان من النواحي الاقتصادية والاجتماعية واعادة الوحدة الداخلية خصوصاً في ظل الأزمات في المنطقة وانعكاسها بشكل مباشر على لبنان".

وأكد عربيد أن "فرنسا تسعى دوماً الى المحافظة على الوحدة الداخلية اللبنانية انطلاقاً من خوفها ليس فقط على لبنان وما يمثله من حليف لها ومركز ثقل، إنما أيضاً حفاظاً على القوات الفرنسية الموجودة عند الحدود الجنوبية ضمن اطار القوات الدولية، وهو سيشملها حتماً في خلال الزيارة ليؤكد أن بلاده موجودة في أي حل من الحلول في المنطقة، على وقع ارتفاع الحديث عن صفقة القرن وكلام مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير عن تغطية مديونية لبنان مقابل مقبول التوطين".

وحول الرسالة التي يحملها عن مؤتمر "سيدر" والاصلاحات المطلوبة من لبنان، أكد عربيد ان هذا الموضوع سيكون على قائمة الملفات التي سيطرحها على القيادات اللبنانية، خصوصاً وان فرنسا ترى ان خصخصة القطاعات في لبنان قد تكوت واحدة من أبرز الطرق لمعالجة الازمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد، لا سيّما القطاعات التي تحتوي على عجز كبير، وهو سيدعو الى اعتماد مبدأ الـB.O.T لما فيه مصلحة الاقتصاد اللبناني على المدى البعيد، خصوصاً وانها ستسعى جاهدة لانجاح هذا المؤتمر وتسويقه.

وحول الموقف الفرنسي من حزب الله، والعقوبات الأميركية المفروضة على الحزب، لفت عربيد الى ان فرنسا تدرك تماماً أن حزب الله يحتل شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني، وهي لا تستطيع مجابهة طائفة كبيرة كالطائفة الشيعية، وبالتالي فان فرنسا تميّز بين الجناح العسكري والجناح السياسي للحزب، وهي تتعامل معه على هذا الاساس، من دون ان تغفل ان الحزب بات قوة اقليمية وتحديداً في سوريا والعراق، وهو سيحاول ابعاده ومن بعد لبنان عن اي صراع في المنطقة خصوصاً مع ايران.

ورداً على سؤال حول العلاقات الفرنسية – الأميركية لفت الى ان "الحالة اليوم بين واشنطن وفرنسا، هي نوع من العلاقات الدولية المتشنّجة خصوصاً وان فرنسا هي أحد أعمدة أوروبا الى جانب المانيا، وبالتالي فان واشنطن تحاول اخضاع الاتحاد الأوروبي ليكون تابعاً لها لا شريكاً. ومن هنا، فان فرنسا والرئيس ماكرون في خلاف مع الرئيس الأميركي الذي يؤيد صعود اليمين المتطرف في فرنسا والمتمثل في مارين لوبان، هذا فضلاً عن الخلاف حول الملف النووي الايراني لأن أوروبا تحاول الاستقلال عن الموقف الأميركي وبالتالي فانها ستكون اللاعب الاساسي مع اي علاقات اقتصادية مع ايران في الفترة اللاحقة.

المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك