Advertisement

لبنان

باسيل ليس عنصرياً!

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
13-06-2019 | 03:42
A-
A+
Doc-P-596886-636960194816564100.jpg
Doc-P-596886-636960194816564100.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من الامور السهلة واليسيرة في لبنان، أن نقذف بعضنا البعض بأشد الاتهامات قسوة. مروحة الاتهامات لا تتوقف، وهي غالبا ما تكون خاضعة لمقاربة كل طرف لمسألة تصبغ بطابع وطني. وترتبط صفة "الوطنية" هنا بما يراه كل فصيل سياسي وطائفي لبناني من أهمية القضية التي تخص كيانه وبيئته الواسعة.
Advertisement

منذ اسبوع وحتى اليوم، لا تزال شعارات تظاهرة قطاع الشباب في "التيار الوطني الحر"، ثم تصريحات  الوزير جبران باسيل بخصوص اللاجئين السوريين، مدار اخذ ورد.
عنصرية، نظرية التفوق، التعصب، وغيرها من المصطلحات المتداولة اليوم في الرد على باسيل والسجال بين اللبنانيين على مواقع التواصل.
لكن، دعونا نتكلم وفق المنطق، فهذا وحده نرجو ان يجعل الصورة واضحة فلا نغرق في دوامة لا خروج منها، ولا جدوى.

اولا: لبنان دولة صغيرة في المساحة، وهو منذ تأسيسه لا تغيب هواجس العدد عن مكوناته. لا بل هو حاضر في التحضير لأي انتخابات ودوره في حجم التمثيل النيابي ثم الوزاري لأي طائفة من طوائفه وامتيازاتها التاريخية. وتاليا، فإن وفود أعداد كبيرة من  الخارج اليه يتم تقريشها في حسابات البيادر السياسية، واحتمالات التجنيس ودورها في التوازنات الداخلية. وهذا بطبيعة الحال يثيرريبة اقل الأطراف عددا اليوم وهم المسيحيون. ومواقف باسيل لا تشذ قطعا عن هذا السياق الذي يبلغ عمره من عمر تأسيس لبنان الكبير. 

ثانيا: لبنان لا يحمي مواطنيه بقوانين تحفظ له حقوقه تجاه اي لبناني آخر، فكيف تجاه اي لاجئ؟ سوق العقارات مفتوح على المضاربات ولا ضابط لأسعار الإيجارات وحقوق العمال، بل هي رهن بما يقرره "حيتان المال"، وهذا ما شهدناه منذ العام ٢٠٠٨،حيث ارتفعت اسعار العقارات بشكل جنوني ولم يكن هناك ثورات ولا من يحزنون. الاعداد الهائلة من اللاجئين كانت مطمعا لكل من يملك عقارا في لبنان، وهذا لعب دورا كبيرا في زيادة الطلب على السكن وما صاحبه من ارتفاع في أسعار الشقق شراء او إيجارا.

ثالثا: حصل لبنان على مبالغ طائلة لقاء استضافته للاجئين، وبدلاً من أن تسلك هذه الأموال طريقها الصحيح في الاقتصاد، كان مصيرها إلى جيوب عدد محدد من أصحاب السلطة، اي ان المنفعة لم تبلغ عامة الناس. وبالتالي فان لغة التذمر من وجود "الغريب"تصبح اكثر واقعية.

رابعا: التذمر لا يعني العنصرية، رغم وجودها عند جزء من اللبنانيين، وهم للأمانة ينتمون إلى كل الطوائف، ولعل تصريحات باسيل، وان اوحت بصدورها عن جهة طائفية محددة، إلا أن هناك كلاما أفظع يقال في بيئات أخرى ولا يقل فوقية عما قيل.؛ اي ان باسيل قال ما لا يستطيع غيره قوله. 

خامسا: مشكلة اللاجئين في لبنان، مصدرها عدم ثقة اللبنانيين بغدهم، وتصالحهم مع بؤسهم اليومي، بحيث ان اي إشاعة عن تدهورهم الى بؤس أشد يجعلهم يتوسلون لغة غير سليمة تجاه اي مقيم في بلدهم. من قال ان اللاجئين مشكلتهم لا حل لها؟ من يقول عكس ذلك فهو واهم. وليتذكر ان اللبنانيين لم ينأوا بأنفسهم عن الازمة السورية، بل كانوا في صلبها، وترجم هذا الامر في قضية التعاطي مع اللاجئين، اي قوننة الاستقبال والإقامة والعمل وغيرها، لكن الأمر بقي بين اخذ ورد، كما في كل الملفات.

قضية اللاجئين سياسية خاضعة للتجاذبات والحسابات السياسية للقوى اللبنانية اولا، ومرتبطة برؤية غير واضحة وربما لا وجود لها ل  ايجابيات وسلبيات وجود اللاجئين اقتصاديا ثانيا. اخرجوا قضية اللاجئين من الحسابات اللبنانية الضيقة وحلها لا يستوجب اكثر من جلسة حكومية واحدة. أما اللغة الفوقية فهي من ثمار المستنقع اللبناني الآسن.
 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك