Advertisement

لبنان

هذه هي عقدة جبران باسيل!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-06-2019 | 01:44
A-
A+
Doc-P-598412-636964444355041806.jpg
Doc-P-598412-636964444355041806.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم تكن معركة الوزير جبران باسيل ضد الكل، الأصدقاء الإفتراضيين كما الخصوم، ومن بينهم الذين ينافسونه سياسيًا، مجرد "حرب طواحين هواء"، بل هي معركة إستباقية لتأسيس ممرحل تبدأ باكرًا، ووفق خطة مبرمجة للوصل إلى إستحقاق 2022 الرئاسي، والذي يسبقه إستحقاق نيابي، وهو محطة أساسية وجسر عبور إلى الرئاسة الأولى.
Advertisement

فعين الوزير باسيل، ومنذ اللحظة الأولى لوصول العماد عون إلى قصر بعبدا، على الرئاسة الأولى، وهو يتصرّف منذ زمن بعيد على هذا الأساس، ويعتمد سياسة كسر العظم بدلًا من إعتماده سياسة المهادنة، وهو سمع كلامًا كثيرًا من أقرب المقرّبين إليه ومفاده أن من يريد أن يصل إلى بعبدا لا يكون أداؤه عدائيًا تجاه الجميع، تقريبًا، وبالأخص تجاه تيار "المستقبل"، وهو يعرف تمام المعرفة أنه لولا وقوف الرئيس سعد الحريري إلى جانب العماد عون في تبني ترشيحه لرئاسة الجمهورية لكان لبنان من دون رئيس للجمهورية حتى هذه اللحظة، مع العلم أن باسيل كان مشاركًا بفعالية في تركيبة تسوية " بيت الوسط" الرئاسية.

وعلى رغم كل هذه " النصائح" التي تأتيه من الأقربين قبل الأبعدين لا يزال الوزير باسيل مصرًّا على إعتماد سياسة المناكفات والعداوات، وذلك إقتناعًا منه بأن الناس تمشي مع القوي وليس مع الضعيف، وهو يعتقد أن تحصين " بيته الداخلي"، إنطلاقًا من بيئته المسيحية هو الأساس في أي معركة مقبلة. وهذا التحصين، وفق ما يراه، لا يكون بالمهادنة أو  بـ" تبوييس اللحى"، بل بالمكاسرة والتحدًي، وهذا الأمر هو الذي جعل الرئيس بشير الجميل الرجل المسيحي الأول، وقد أستطاع أن يفرض إحترامه على الخصوم قبل الحلفاء، وهو بذلك شكّل عقدة لمن أتى من بعده من القيادة المسيحيين، وقد شهدت الساحة المسيحية إنتفاضات عدّة لتكريس مبدأ "الأمر لي"، من الوزير المغدور إيلي حبيقة إلى الدكتور سمير جعجع في مرحلة ما قبل إتفاق الطائف، وصولًا إلى مرحلة "تسونامي" الحالة العونية، مع ما رمز إليه العماد عون من حالة مسيحية خلال تسّلمه السلطة على أثر إنتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، وما تخللها من حروب خارجية وداخلية عُرفت بـ"حرب التحرير" ضد الجيش السوري، و"حرب الإلغاء" ضد "القوات اللبنانية"، وما نتج عنهما، سواء بإبعاده إلى فرنسا وبالتالي إدخال الدكتور جعجع إلى السجن، فأفرغت الساحة المسيحية من قيادات الصف الأول، وترافق ذلك مع شرذمة حزب الكتائب، الذي أستعاد حيويته على يد الوزير بيار الجميل، الذي أغتالته يدر الغدر في مرحلة إستعادة هذه الساحة بعضًا من عصبها بعودة عون من منفاه وخروج جعجع من السجن وبدء ظهور نجم باسيل، الذي تكرّس حضوره بتوليه رئاسة "التيار الوطني الحر"، وتعزّز هذا الحضور مع وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية.

ومنذ تلك اللحظة بدأ الصراع على الكرسي الرئاسة بين باسيل وجعجع والوزير السابق سليمان فرنجية، كل على طريقته، ووفق خطط تعتمد على تكتيكات، منها ما هو ظرفي ومنها ما يقوم على النفس الطويل، ولكل واحد منهم معطياته وأسلوبه، علمًا أن ظروف المعركة سابقة لآوانها، إذ لا يزال الوقت متاحًا لحسم النتائج، خصوصًا أن لبنان يتأثّر، سلبًا وإيجابًا، بما يجري من حوله، مع ما لهذا الخارج من مؤثرات على الإنتخابات الرئاسية.

وعلى رغم ذلك، فإن حركة باسيل المتصاعدة تعتمد على أولوية مبدئية تراكم الخطوات غير المتقطعّة، وذلك لفرض نفسه كرقم صعب في المعادلة الرئاسية، وهو الذي يجيد "لعبة" الكرّ والفرّ، ويعرف تمام المعرفة من أين تؤكل الكتف.



المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك