Advertisement

لبنان

معركة انتخابية مبكرة بين الأحزاب المسيحية!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
21-07-2019 | 01:15
A-
A+
Doc-P-609321-636992939665473041.jpg
Doc-P-609321-636992939665473041.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد أن أرخى الأمر الواقع بظلاله على العلاقات المتوترة بين بعض القوى السياسية في لبنان حيث رضخت الأحزاب المتناحرة لمنطق الوحدة الوطنية في الحكومة اللبنانية، برز مؤخرا التنافس المسيحي - المسيحي سواء على صعيد الخطاب السياسي والترويج الاعلامي او على الصعيد الخدماتي المرتبط بشكل مباشر بالتعيينات الادارية، الأمر الذي يذكّر بالأداء المتشنج الذي يظهر لدى كل استحقاق نيابي في حين أن العام 2022 ما زال بعيدا. 
Advertisement
 
وإذ أعرب مصدر مطّلع لـ "لبنان 24" عن قلقه حيال خطوات التيار "الوطني الحر" التي وصفها بـ"الشعبوية" والتي باتت تعتمد على تجييش الرأي العام وذلك من خلال خطابات وزير الخارجية جبران باسيل التي تشبه الى حد كبير خطابات المسؤولين اللبنانيين قبل الانتخابات النيابية، ما يوحي بأن باسيل، وبحسب المصدر، بدأ يخوض معركته المستقبلية باكرا محاولا بشكل فاقع أن يشدّ عصب قاعدته الشعبية من خلال اشتباكات يتعمّدها لدغدغة الشارع المسيحي واشتباكه الاخير مع "الاشتراكي" خير دليل.
 
وأشار المصدر بأن سعي الوزير جبران باسيل لعودة العلاقات السياسية والتنسيق الكامل مع قوى الثامن من آذار يظهّر رغبته بتصحيح الخلل الذي حصل خلال الانتخابات الماضية والذي بات باسيل يعترف به ضمن جلساته الخاصة، معتبرا أن الخطأ جاء نتيجةً لعدم قراءة الخارطة السياسية والشعبية بشكل صحيح، ويبدو ذلك واضحاً من خلال تقاربه مع "حركة امل" ما يؤشر الى نيّته توثيق تحالفه الانتخابي المتين مع 8 آذار للمرحلة المقبلة. 
 
وفي سياق متصل، أضاف المصدر بأنّ الهجوم الاعلامي العوني على "القوات اللبنانية" منذ تشكيل الحكومة ومحاولة تظهير التناقضات بين نواب "القوات" ووزرائه في الحكومة اللبنانية والذي جرى استكماله طوال فترة الحديث عن الموازنة، بالاضافة الى الخلاف في وجهات النظر بين الفريقين المسيحيين حول ملفّ النازحين السوريين حيث يعمد باسيل الى تبنّي "العودة الطوعية" حتى النهاية الأمر الذي يظن ان من شأنه أن يحصد له شعبية مسيحية واسعة، ليس سوى تنافساً سياسيا واضحاً لمآرب مستقبلية يخطط لها الأخير.
 
من جهة أخرى، فإن "الوطني الحر" والى جانب كل هذه الأمور يجهد لبسط سيطرته شبه الكاملة على ملف التعيينات وهذا ما كان قد أورده "لبنان 24" سابقا، إذ يسعى رئيس التيار لفرض هيمنته على حصة "القوات" ويأبى منحهم حقهم في تعيينات جِدية الأمر الذي وصفه البعض بـ "المعركة الانتخابية التراكمية" التي يعمل عليها التيار. 
 
وفي ما يتعلّق بموقف "القوات اللبنانية" من مزاحمة الوزير جبران باسيل لهم والتضييق عليهم من خلال أدائه السياسي المعلومة أسبابه، يبدو أن رئيس الحزب سمير جعجع قد حسم خياره بالتحرر اعلامياً من "اتفاق معراب"معلنا شنّ الهجوم من خلال تصريحات نوابه ووزرائه على السلطة بجميع مكوناتها والذين باتوا يحرصون على وضع ممارسات باسيل السياسية على وجه الخصوص تحت المجهر، حيث عملت "القوات" بخطوات واضحة على مبارزة التيار "الوطني الحر" من خلال اقتراح وزير العمل القواتي تنظيم عمل اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، في محاولة لإثبات أن خطاب "الوطني الحر" ينحصر ضمن المزايدات الاعلامية في حين ان "القوات" تقوم بإصلاحات فعلية لتحصين العمال اللبنانيين وتحسين اوضاعهم. 
 
ولكن يبدو ان "القوات" لن تكتفي بمعركتها مع "الوطني الحر"، إذ انها تسعى بشكل جدي الى خوض اشتباك سياسي مع "حزب الكتائب" لنزع صفة المعارضة عنه واحتضانها بشكل رسمي في خطوة تصعيدية تبدو انتخابية وشعبوية بكل المعايير لأنها تسعى الى الاستقطاب من خلال معارضة "العهد" وبالتالي فهي لن تسمح لـ "الكتائب" بسلبها هذه الورقة الرابحة. 
 
وإذ عملت القوات على نسج تحالف حقيقي مع "التقدمي الاشتراكي" حيث منحته غطاء مسيحيا في معركته الاخيرة مع "الوطني الحر"، باتت تسعى الى فض الاشتباك بشكل نهائي مع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وذلك في محاولة لتحصين الوضع الانتخابي للفريقين في دوائر الشمال المسيحية في المرحلة المقبلة. 
 
إذاً فإن الصراع السياسي المسيحي - المسيحي يبدو على أوجّه والذي بدأ ينساب قطرة قطرة في الداخل اللبناني على اعتبار ان من شأنه أن يدعم طموحات الفرقاء كل من وجهة نظره. فكيف ستكون تداعيات هذا الانشقاق على الأداء الحكومي في الاشهر القادمة؟ 

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك