Advertisement

لبنان

انسوا جسر جل الديب.. الآتي أعظم في جونيه!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
24-07-2019 | 08:18
A-
A+
Doc-P-610415-636995785598326057.jpg
Doc-P-610415-636995785598326057.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

بالنسبة إلى أغلبية اللبنانيين، فإنّ الأشغال انتهت على جسر جل الديب الحديث، لكنّ الزحمة ما زالت على حالها.. بل متفاقمة! على هذا النحو، يشعر كلّ من يعلق في ازدحام مروري شبه متواصل على مدار الساعة من ضبيه وصولاً حتى نهر الموت، بما يُشبه الطعنة في الظهر، والأكيد بمزيد من مشاعر الذلّ والإحباط واليأس، فقد تحمّل المواطن المرارة اليومية على ذلك الأوتوستراد لنحو عام ونصف العام أثناء الأشغال، وها هو اليوم يجد نفسه محاصراً أكثر من قبل رغم أنّ الجسر بات مفتوحاً ومكتملاً! ولعلّ ما كتبه النائب وليد جنبلاط في إحدى تغريداته الطريفة ما زال يتردد في الأذهان يومياً: "يبدو أنه جسرٌ للمشاة."!

في منتصف شهر آذار الفائت، افتُتح جسر جل الديب أمام حركة المرور، فاستبشر اللبنانيون خيراً وأملوا التخلّص من معاناة يومية، أو أقلّه من جزء كبير منها، معتقدين أنّ الزحمة ستخفّ في تلك المحلّة، ليتبيّن طبعاً العكس. اليوم، يبدو واضحاً أنّ عجلات السيارات تتمهل أو تتوقف بدءا من ضبيه وصولاً إلى "السيتي مول"، وفي المسلك الآخر من نهر الموت إلى إنطلياس، بشكل يومي وشبه متواصل. إلى ذلك، يلحظ المواطنون أنّ أعداد السيارات التي تستخدم الجسرين ليست مرتفعة، ويرون بالتالي غياب أي جدوى لبنائهما.

هذه الانطباعات والخلاصات التي يجتمع حولها عدد كبير من اللبنانيين، "ليست في محلّها" بالنسبة إلى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الفنية أنطون سعيد. في حديث لـ "لبنان24" يعيد التأكيد على ما سبق وأوضحه مراراً وتكراراً: "جسر جل الديب لم يُبن لحلّ زحمة السير. والاوتوستراد لم يتمّ تضييقه بل كان بأربعة مسالك وما زال!".

وهذا صحيحٌ تماماً. لم يصدر في السابق أي كلام عن سعيد يوحي بأن الجسر الجديد سوف ينقذ المواطنين من الزحمة، بل كان يؤكد دائماً أنّه كناية عن مدخل ومخرج لمنطقة تُعدّ من أكثر مناطق المتن اكتظاظاً بالسكان، وقد حُرمت من جسر كان يفي بالحاجة بعد أن ساءت حالته وأزيل.

غير أنّ سعيد لم ينكر إطلاقاً أنّ الجسر الجديد من شأنه تخفيف السير عن بعض النقاط مثل نهر الموت ومخرج إنطلياس في اتجاه بيروت، أو بالأحرى "توزيعه". لكنّ الزحمة المتفاقمة اليوم، يعوزها إلى موسم الصيف ووجود السيّاح في لبنان، قائلاً:"عندما انتهت الأشغال في الربيع، "تحلحل" السير لكنه ضغط مجدداً في الآونة الأخيرة. ويؤكد سعيد في هذا الإطار أنّ المشكلة الرئيسية تكمن في نقطة نهر الموت حيث كان وما زال يحصل الازدحام المروري بسبب الجسر.

حتى الساعة، وعلى الرغم من مرور أربعة أشهر على فتح جسر جل الديب أمام حركة المرور، لم تُجر أي دراسة تقييمية لتحديد أعداد السيارات التي تسلك الجسرين والمواقيت التي تشهد حركة ملحوظة. نعود هنا إلى النقطة الأساس لنفهم أنّ هذا كلّه لا يهمّ، فالغاية من الجسر في نهاية المطاف هي تأمين المدخل والمخرج لسكان المنطقة.

ويوضح سعيد أنّ جسر جل الديب لا يشبه جسر نهر الموت من حيث الاستخدام، فهو لا يربط أوتوستراد بآخر، ومن الطبيعي تالياً ألا يشهد حركة مرور متواصلة وكثيفة، علماً أنّ المواطنين باتوا يعتادون عليه رويداً رويداً ومن المتوقع أن تزداد حركة المرور عليه تدريجياً.

إزاء هذه الوقائع والمعطيات، يُصبح أي حديث عن جسر الديب والزحمة التي تُسجل يومياً من دون جدوى. هذا هو الواقع، لكن ما ينتظر اللبنانيين من الآن فصاعداً، "مثيرٌ" للغاية!

 

توسعة أوتوستراد جونيه...قريباً!

اليوم، الأربعاء في 24 تموز 2019، ستفضّ الملفات المالية، ويفوز المتعهد الذي قدّم السعر الأرخص! هذا ما أكدّه سعيد لموقعنا، مذكرا بالمراحل التي مرّ بها مشروع توسعة الأوتوستراد الممتد من نهر الكلب وصولاً إلى طبرجا (عند كازينو لبنان).

يقول إنه صدر مرسوم توسعة هذا الأوتوستراد في العام 2006، وقد تأمن تمويله بقرض من البنك الأوروبي للتثمير بقيمة 75 مليون يورو للتنفيذ، فيما توّجب على الدولة تأمين أموال الاستملاكات، فرصدت له 35 مليون دولار. بحسب سعيد، أطلقت شائعات كثيرة حول عجز الدولة عن تأمين أموال الاستملاكات باعتبار أنها ستفوق المبلغ المتوّقع، ولهذا السبب تأخر المشروع. يقول:" مع انطلاقة عهد الرئيس ميشال عون، أصرّ على المضي فيه مهما كانت كلفة الاستملاكات. في النهاية، عندما أنجزت الاستملاكات تبيّن أنها لم تفق المبلغ المرصود لها من قبل الدولة اللبنانية... وانطلقت مراحل المناقصة".

ويلفت سعيد إلى أنّ المراحل التي مرّت بها المناقصة بدأت مع إنجاز ملفات المتعهدين وتحديث ملف التلزيم وتقييم الشركات، ومن ثمّ قدّم المتعهدون ملفاً إدارياً (يلحظ الشروط..) ومالياً (التسعيرة)، فدُرست أولاً الملفات الإدارية في شهر تشرين الثاني من العام 2018 وحُوّلت إلى البنك الأوروبي للتثمير من أجل دراستها والموافقة عليها واختيار المتعهدين المؤهلين للدخول في المناقصة.

ويضيف:" مؤخراً، حسم البنك الأوروبي خياراته بناء على دراسته لملفات المتعهدين، واليوم سوف تُفضّ العروض المالية ويفوز متعهد، لتبدأ مرحلة إجراءات روتينية بين المتعهد والبنك الأوروبي ومجلس الإنماء والإعمار لإنجاز العقد ووضع الكفالة المصرفية والمباشرة بالأعمال، وهذا ما يستغرق عادة بضعة أسابيع".

إذاً، قريباً تبدأ الأعمال في جونيه ومن المتوقع أن تستمر لعامين ونصف، مع العلم أنّ "الرئيس عون أصرّ على أن تجري الأشغال في الليل والنهار وأن يكون ذلك من ضمن الشروط".

ويلفت سعيد إلى أن الأعمال ستنطلق بإزالة التعديات والمخالفات والعمل في الاستملاكات، ثمّ يتمّ الانتقال إلى منتصف الأوتوستراد، وحينها سوف يحوّل السير إلى طرقات بديلة يُعلم مجلس الإنماء والإعمار المواطنين بها تباعاً.

ويصف سعيد مشروع توسعة أوتوستراد جونيه - طبرجا بالـ "وطني"، موضحاً: ان " 10.2 كيلومتر طول الطريق التي تحبس أنفاس اللبنانيين، علماً أنها تربط العاصمة بالشمال ويسلكها عدد كبير من السيارات يومياً، وعليه لا بدّ من تنفيذ مشروع التوسعة سيّما وأن تكلفته مؤمنة (القرض والاعتمادات)، وبالتأكيد سوف تكون نتائجه إيجابية على السير".

ويهدف المشروع إلى توسيع الطريق ليصبح كل مسلك بثلاثة خطوط بالإضافة إلى خط خدمة منفصل عن الطريق، وهو ما يساعد بشكل رئيسي على تخفيف زحمة السير.

وسعيد الذي يقرّ بأنه كان يُفترض تنفيذ مشروع التوسعة منذ سنوات "لأن كل تأخير في تنفيذ مشروع يتعلق بالسير يجعل من عملية تنفيذه أصعب بسبب تزايد أعداد السيارات عاماً بعد عام"، يؤكد في المقابل أنّ مشروع توسعة أوتوستراد جونيه ليس الحل النهائي لأزمة السير طبعاً.

 

الخلاص في الساحل والجبال!

الحل هنا يكمن في الطريق الذي يمرّ بجبال كسروان والذي صدر مرسوم بشأنه في عام 2017 لكنه اليوم قيد الدراسة من قبل إدارة الخصخصة التي يُفترض أن ترفعه إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار.

أما الحل الآخر والذي يبدو وشيك التنفيذ، بحسب سعيد، فهو مشروع الأوتوستراد الساحلي البحري المدرج في أوائل مشاريع مؤتمر سيدر. هو أوتوستراد ساحلي يبدأ من جسر شارل حلو وصولاً إلى ضبيه، وها هو مجلس الإنماء والإعمار ينكبّ على إعداد دراسة جديدة له (الدراسة القديمة كانت تلحظ وصوله إلى انطلياس فقط).

ويلفت سعيد إلى أن الدولة لا تعجز عن تمويله، فالاستملاكات فيه ضئيلة جداً ذلك أنه يمرّ بالقرب من الساحل، كما أن عملية بنائه لن تعيق حركة السير، أضف إلى ذلك وهو الأهم، أنه من ضمن الأولويات التي يضعها رئيس الجمهورية

وبحسب الدراسة القديمة للمشروع، أن يرتبط هذا الأوتوستراد بمحول بالقرب من الـ geant، كما سيرتبط بمحول مع اوتوستراد إميل لحود. "بهذا نكون قد خففنا الزحمة على مداخل العاصمة إذ خلقنا لبيروت مدخلين"!.

ويشير سعيد إلى مشاريع البناء التي من شأنها أن تخفف الزحمة عن الساحل ومنها طريق بيت المسك العطشانة التي تربط بكفيا بالمتن السريع (ينقص المشروع 14 مليون دولار وقد أحيل مشروع القانون إلى مجلس النواب لإقراره).

فهل نحن أمام زحمة مشاريع جديدة ومثيرة للإعجاب والانتباه ومن شأنها أن تخّلصنا من زحمة سير مميتة يومية؟! من يعش ير

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك