Advertisement

لبنان

صوت الموسيقى أعلى.. أعلى من القمع!

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
06-08-2019 | 06:56
A-
A+
Doc-P-614338-637006967074482678.jpg
Doc-P-614338-637006967074482678.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"علّي صوتك علّي صوتك بالغنا.. لسه الأغاني ممكنة".. هو مقطع أغنية للنجم المصري محمد منير، يجسّد بين حروفه الحرية، والثورة، فالـ"غُنا"، ليس أداءً فقط وإنّما هو صورة من صور رفع الصوت في مواجهة ثقافة القمع.
Advertisement

إلا أنّ حتى "الغُنا" وكما يبدو لم يعد ممكناً في لبنان، وذلك بعد مسلسل ما أُصطلح على تسميته الإرهاب الفكري الذي بات جزءاً من يومياتنا، والسطوة التي لم تعد فقط تمارس على مواقف تطلق عبر "فيسبوك" أو تويتر"، بل اتسعت رقعتها، للوتر الصوتي، وللوتر الموسيقي. وإلغاء حفل "مشروع ليلى"، ما هو إلا حلقة في هذه الدوامة، التي تحوّلت هذه الأرض خلالها من وطن الحريات، إلى وط تندد الصحف العالمية والمنظمات الحقوقية بالانتهاكات التي يتعرض لها مواطنوه بسبب "بوست" أو "رأي" أو "أغنية"... أو أو أو.

إلغاء حفل "مشروع ليلى" تحت شعار الإساءة إلى "الرموز الدينية"، لم يقتصر فقط على القمع، بل تعدّى ذلك إلى ما اعتبره أعضاء الفرقة تهديدات علنية وصلت إليهم، فيما لم يسلم منها الحضور، ولنا بذلك مثال ما جاء في بيان لجنة مهرجانات "بيبلوس" التي عللت إلغاء الحفل بتفادي "إراقة الدماء".

اعتراضات "الكاثوليكي للاعلام"

الاعتراض على "مشروع ليلى" بحسب رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم يعود لسببين "الأوّل أنّ للفرقة طابعا معينا يشجع على المثلية، والثاني يتعلق بإهانة المقدسات المسيحية في بعض أغاني الفرقة من خلال استعمال عبارة الثالوث وهذا يشكل إساءة كبيرة لعقيدتنا"، مشدداً على أن "العقيدة المسيحية ليست مساحة للتهكم والاستثمار في امور رخيصة لا علاقة لها بالقيم"، ومؤكداً أنّ "الكنيسة لديها موقف صارم في هذا المجال و لن تسمح بأي مشروع أو حفل يهين مقدساتنا ومعتقداتنا الدينية "وما رح تقطع".

صوت الموسيقى أعلى
الحملة التي أعتبرت استهدفا الفرقة وتهديدا لسلامة الجمهور، قوبلت في الجانب المضيء من لبنان بولادة مشروع آخر، رسالته مواجهة القمع، فيما زمانه ليل التاسع من آب (الموعد الذي كان مقرراً لحفل مشروع ليلى في جبيل) ومسرحه شارع الحمرا، هذا المشروع أو هذه الفكرة التي دعا إليها أكاديميون وناشطون وفنانون ومواطنون، هي بمثابة رد حضاري على تخلّي الدولة ومؤسساتها عن مسؤوليتها في حماية الفن والثقافة والحفاظ على أمن وسلامة كلّ المواطنين، على اختلاف أفكارهم وانتماءاتهم.

القمع مش مشروع، وصوت الموسيقى أعلى، هما العنوانان اللذان رُوّج من خلالهما لحفل ليل الجمعة، على أن يعقد مؤتمر صحافي يوم غد الأربعاء عند الساعة الحادية عشرة، للحديث عن هذا الحفل.

الدكتور علي مراد وهو من المشاركين للتحضير لهذا الحدث، يبدأ حديثه لـ"لبنان 24"، بالإشارة إلى أنّ "المبادرة بدأت على الفيسبوك من قبل مجموعة ناشطين وأكاديميين، وأشخاص معنيين بالشؤون الفنية، وذلك على خلفية ما تعرّضت إليه فرقة "مشروع ليلى"".

شريحة واسعة من الأشخاص المشاركين في هذه المبادرة، هم أشخاص يعملون مع بعضهم للمرة الأولى، بحسب ما يؤكد الدكتور علي، متوقفاً عند جمالية هذه النقطة.

الدكتور علي وعند سؤاله عن النقاط التي سيطرحها المؤتمر الصحافي يوم غد، يقول "المؤتمر سيتضمن موقفاً سياسياً، بالمعنى العام، بموضوع الحريات وخطاب الكراهية، وتراجع هامش الحرية في لبنان، وتفسير الأسباب التي دفعتنا لإقامة هذا الحفل، وللإعلان عن الفرق المشاركة"، معلقاً على مشاركة "مشروع ليلى" بالقول "المستجدات الأخيرة تشير إلى أنّ أفراد الفرقة يتدارسون كيف ستكون مشاركتهم بالحفل، هم لديهم بالطبع مشاركة ولكنّهم لم يصلوا بعض إلى صيغتها".

وفيما يوضح الدكتور علي أنّهم ليسوا من منظمي الحفلات، يشير إلى أنّ "الفكرة لم تكن إقامة حفل بديل لمشروع ليلى، بقدر ما كانت تضامناً مع الفرقة ومع الحريات، وأهمية الحفل هو التنوع إذ سيكون لدينا ستاند آب كوميدي، غناء شرقي، عزف على العود، عزف روك، وأغاني مشروع ليلى"، مضيفاً "الحفل هو مبادرة من أشخاص يرفضون ما حدث ويتضامنون مع المنع الذي شهدناه والذي من الممكن أن يتكرر".

"الردود ليست قاسية حتى الآن"، بهذه العبارة يجيب الدكتور علي عند سؤاله إن كانوا قد تعرّضوا لحملة، مؤكداً أنّ "الخطاب كان واضحاً وهو ليس موجهاً ضد أحد، نحن نرى أنّ البلد يتسع لكل الآراء، والمعترض على مشروع ليلى له الحق بذلك ولكن ليس من حقه التحريض والدعوة إلى المنع، نحن نطالب بشكل أساسي أن تتحمل الدولة مسؤوليتها بضمان حق الجميع، المعترض والمؤيد، أما الحفل فهو ليس موجهاً ضد أحد وإنّما هو موجه لحق كل الناس بالتعبير سواء في الفن أو الموسيقى أو الثقافة أو السياسة".
 
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك