Advertisement

لبنان

بيان عوكر.... ماذا بعده؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
08-08-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-614817-637008470072459773.jpg
Doc-P-614817-637008470072459773.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عشية زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري واشنطن الاسبوع المقبل للقاء وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وعدد من المسؤولين الاميركيين، دخلت السفارة الاميركية في بيروت على خط نزاع الجبل موجهة بطريقة غير مباشرة انتقادات للسلطة القضائية مشيرة إلى أن"الولايات المتحدة تدعم المراجعة القضائية العادلة والشفافة من دون أي تدخل سياسي"، مشيرة الى أن "أي محاولة لاستغلال حدث قبرشمون في 30 حزيران الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضه". وشددت على أن إدارتها عبَّرت بوضوح إلى السلطات اللبنانية عن توقعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة من دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية.
Advertisement

لقد جاء بيان السفارة الاميركية بعد نحو 24 ساعة على المؤتمر الصحافي للحزب التقدمي الاشتراكي الذي وجه أصابع الاتهام إلى وزراء في تكتل "لبنان القوي"، ظناً منه أن عملية تضليل وتزوير كبيرة تجري في القضاء في ما خص قضية البساتين وبضغوطات سياسية، فحول النائب السابق وليد جنبلاط واجهة الاشتباك المفتوح من المختارة – خلدة إلى المختارة -بعبدا - ميرنا الشالوحي، هذا فضلاً عن أن الكلام الأميركي ينسجم مع جرعة الدعم التي تلقاها "بيك المختارة" من عدد من السفراء الغربيين، عطفا على الموقف الروسي المبدئي المساند لرئيس "الاشتراكي"، والذي لا يحبذ التهجم عليه ويرفض تحجيمه. علما أن مصادر مقربة من "حزب الله" ترى ان جنبلاط يحاول بسياسته هذه ، البحث عن لحظة تشبه لحظة العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري يقودها من وسط بيروت، على رغم أنه يدرك تماما أن 2019 ليست 2005  وأن موازين القوى ليست لمصلحته.

ما تقدم، لا يوحي بأن أمد الازمة الراهنة قصير، إلا إذا قرأ المعنيون جيداً بيان عوكر،  واخذوا بعين الاعتبار ضرورة الاستجابة لما تضمنته اسطر البيان، تقول مصادر مطلعة على الموقف الاميركي لـ"لبنان24"، إذ أن الامور لا يمكن ان تبقى على هذه الحال من التعنت السياسي في المواقف والسياسات التي تعطل الحكومة وتهدف إلى ضرب بعض قوى ما كان يسمى بــ 14آذار ؛ علماً ان مصادر مطلعة تشير لــ"لبنان24" إلى أن عقد الحكومة لن يفرط بمعزل عن اعتكاف رئيس الحكومة سعد الحريري،  وجل ما في الأمر ان الشرخ الذي أحدثته حادثة قبرشمون دفع الرئيس الحريري الى التموضع إلى جانب جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومن خلفهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، في تموضع يمثل الخصوم الكبار للعهد بهدف الإطاحة بفرصة وزير الخارجية جبران باسيل الرئاسية وصولاً إلى تجويف التسوية الرئاسية.

ثمة من يقول في فريق 8 آذار أن البيان الاميركي لن يقدم أو يؤخر وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تمتلك سوى سلاح فرض العقوبات على "حزب الله" وعبره على لبنان المنهك اقتصادياً، في حين أن المشهد عند المصادر المطلعة على الموقف الأميركي معاكس. فالمصطلحات التي وردت في البيان جرى انتقاؤها بدقة مدروسة ويراد منها توجيه أكثر من رسالة ولأكثر من مكون، وبالأخص إلى الرئاسة الأولى والوزير باسيل بعد كلامه الأخير الى "يورو نيوز" واعتباره أن الجميع في لبنان شركاء لـ"حزب الله"، بدليل أن حكومة هي حكومة "وحدة وطنية". ولذلك ترى المصادر أن البيان قد يكون مقدمة لإعلان الإدارة الأميركية وقف دعم لبنان - الدولة الداعمة لـ"حزب الله" من جهة، والتي تستهدف مكوناً سياسياً (في إشارة الى جنبلاط) من جهة أخرى. ولا تخفي المصادر توقعها أن تجمد واشنطن  مساعداتها للبنان وتضغط على بعض الدول المشاركة في مؤتمر "سيدر" من أجل التمهل في صرف الأموال والمساعدات مستندة إلى تقارير وكالات التصنيف الائتمانية السلبية للبنان، بالتوازي مع تأثيرها على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتجميد القروض الاستثمارية، وفرضها عقوبات جديدة على الحزب وحلفائه.

بالنسبة إلى المصادر نفسها، فان بيان سفارة عوكر بمثابة جرس انذار أميركي للحكومة اللبنانية تحت عنوان "أعذر من انذر". فهناك خطوط حمراء وجب على المعنيين عدم تخطيها أو تجاوزها. ولذلك فإن الرهان لم يعد صالحاً، بحسب المصادر، على أن الإدارة الأميركية لن تجازف باستقرار لبنان وأنها متمسكة، أسوة بالدول الاوروبية، بتجنيبه الهزات السياسية والاقتصادية.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك