Advertisement

لبنان

"جرصة" مطمر تربل تحرق جريصاتي وتربك الحكومة!

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
16-08-2019 | 05:00
A-
A+
Doc-P-617105-637015518607532859.jpg
Doc-P-617105-637015518607532859.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

أخذت قضية استحداث مطمر "تربل" المؤقت ابعادا خطيرة بعدما ساهمت السلطة جراء التعامل الاعتباطي  مع مشكلة النفايات المتكدسة في  إذكاء الغرائز الطائفية و المذهبية.

 

شريط الأحداث بدأ مع إقفال مطمر عدوة بطريقة ملتبسة و ترافق مع إعتراضات شعبية على إقامة بديل عنه، ولو بصورة مؤقتة، تكلل بإنتفاضة شعبية بعد الاصرار على رمي النفايات في موقع جبل تربل ولو بالقوة. وصل التحدي إلى حده الاقص في ظل  تشابك العوامل الشعبية الضاغطة مع المصالح المالية ما اوصل الحال إلى ارباك حكومي و إلى إحتراق وزير البيئة فادي جريصاتي جراء الفشل الذريع في إدارة هذا الملف خصوصا في الجوانب التقنية و الحلول البيئية السليمة.

 

فقد أدار الوزير جريصاتي أزمة النفايات وفق رؤية تياره السياسي و ليس حسب مقتضيات  المصلحة العامة، و لعل تشنجه و كيل الاتهامات ساهم بتفاقم  المشكلة منذ  التفتيش عن قطعة أرض لرمي نفايات الاقضية الشمالية الأربعة من دون دراسة الأثر البيئي او حتى التفتيش عن تجزئة مواقع المطامر طالما ان الحجة المعلنة بأن المطمر له صفة المؤقت قبل البحث بمعالجة متكاملة لكل ملف النفايات في لبنان.

 

اما الارباك الحكومي فتجلى في العجز التام أمام مشهد  تكدس أكياس القمامة المقزز في  قرى الاصطياف، و الذي إنسحب أيضا على كيفية تأمين موقع بديل، ما جعل تيار "المستقبل" و زعيمه رئيس الحكومة  واقعا بين مأزقين:  سندان تدبير الحلول لازمة خطيرة من جهة و بين  كيفية تطبيق  القرارات  على القاعدة الانتخابية من الجهة الأخرى. ففي الفوار انتفض الاهالي على موقع متعهد "المستقبل" الأول جهاد العرب  فإنضم  إليهم الأمين العام احمد الحريري  نافضا يدي تياره فجرى الانتقال إلى الموقع البديل اي جبل تربل، لكن ما ضاعف  من حراجة موقف  تيار "المستقبل" هو الازدواجية التي بدت فاقعة ما بين اعلان رئيس الحكومة وقف المكب بعد اتصاله بوزير البيئة  و ما بين  تدخل وزارة الداخلية و اصرار الوزيرة ريا الحسن تأمين المؤازرة الأمنية.

 

التعاطي السياسي مع قضية المطمر سجل ثباتا بالموقف من قبل  كتلة الوسط النيابي ترجمه  حراك النائب على درويش و السعي لرفض الخفة بالتعاطي و السعي إلى  حلول تراعي الشق البيئي، بينما أسفرت المواقف المتباينة عن حالة التشظي الكامل ضمن فريق 8 آذار ما اسفر عن  انقاسم حاد بين الحلفاء.

 

فليس خافيا وقوف النائبين جهاد الصمد و طوني فرنجية خلف اعتماد تربل بمواجهة معارضة النائب  فيصل كرامي و انضم اليه لاحقا  كمال الخير  الذي انتزع من نائب المنية عثمان علم الدين كرة  الاحتجاج الشعبي  و رماها في شباك  "المستقبل" كما "التيار الوطني الحر" حليفه الانتخابي، و سددها في مرمى وزير البيئة  مصرا على رأس المعتصمين على  فك الطوق الامني بالقوة و الوصول  إلى موقع المطمر و رمي الاليات بالحجارة.

 

في ظل هذا التقصير الفاضح و الغليان الشعبي لا يستبعد ابدا  سلوك الازمة  مسارات اكثر خطورة خصوصا بعد حادثة إطلاق النار و إصابة صاحب ارض مطمر تربل محمد كميل مراد، و مع استمرار الدعوات للتجمع الشعبي في المنية  وقطع الطرقات و آخرها الاحتجاج على قطع التيار الكهربائي.

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك