استحوذ ردّ "حزب الله" على غارة عقربا عصر أمس الأحد على اهتمام الصحف العالمية.
فقد حذّرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من أنّ التوترات بين إسرائيل وإيران التي بلغت أوجها مؤخراً تهدد بجر لبنان إلى نزاع جديد. ولفتت الصحيفة إلى أنّها المرة الأولى منذ سنوات التي يتبادل فيها إسرائيل و"حزب الله" النيران على الحدود، مشيرةً إلى أنّ جيش الاحتلال كان يستعد منذ مطلع الأسبوع الفائت لرد "حزب الله". وتابعت الصحيفة بالقول إنّ إسرائيل و"حزب الله" لم يعربا عن رغبتهما في العودة إلى الحرب منذ عدوان تموز في العام 2006.
أمّا بالنسبة إلى صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، فوصفت التصعيد بين إسرائيل ولبنان بغير المسبوق منذ عدوان تموز. ونقلت الصحيفة في تقريرها عن خبراء في الشؤون الإقليمية استبعادهم اندلاع نزاع شامل، وترجيحهم امتناع "حزب الله" عن "استفزاز" إسرائيل أكثر في الوقت الراهن على الأقل، وفقاً لما كتبته.
ونقلت الصحيفة عن المحلل في المركز العربي لنزاعات الشرق الأوسط في واشنطن، اللبناني جو معكرون قوله: "خرج الطرفان من هذه المواجهة بنتيجة يمكنهما التبجح بها أمام قاعدتهما الشعبية". وأضاف: "كالمعتاد، تم تفعيل الردع على الحدود".
بدورها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "بينما ردّت إسرائيل بإطلاق النار من مروحيات هجومية وإطلاق 100 قذيفة مدفعية، بدا الجانبان حريصيْن على ترك الأعمال القتالية تهدأ بالسرعة التي بدأت بها". كما سلّطت الصحيفة الضوء على انتظار إسرائيل أكثر من ساعتيْن قبل إصدار تقارير تناقض بيان "حزب الله"، ناقلةً عن محللين عسكريين وصفهم هذا التأخير بالاستثنائي.
عن مستوطنة أفيفيم، قالت الصحيفة إنّ عدد المستوطنين فيها يقل عن 500، لافتةً إلى أنّ أمس الأحد كان أوّل أيام العام الدراسي الجديد. وعلى مستوى المزاعم الإسرائيلية التي تحدّثت عن أنّ الجنود الإسرائيليين الذين نقلوا من موقع العملية ليسوا سوى دمى، أوضحت الصحيفة أنّ المتحدث باسم جيش الاحتلال جوناثان كونريكوس رفض التعليق على هذه المسألة من جهة، وعما إذا كانت عملية الإجلاء مجرد "خدعة" من جهة ثانية.
من جانبها، وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية التطورات بأنّها تصعيد حاد للتوترات المرتفع منسوبها أصلاً، واصفةً "المواجهة" ببالغة القوة والمحدودة. وتابعت الصحيفة بأنّ تبادل النيران أظهر أنّ التوترات طويلة الأمد بين إسرائيل وإيران قد تطوّر إلى حرب شاملة.