Advertisement

لبنان

"القوات اللبنانية" تلعب "صولد".. والربح مضمون شعبيًا!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
10-09-2019 | 02:30
A-
A+
Doc-P-624431-637037035644413563.jpeg
Doc-P-624431-637037035644413563.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ أن قررت "القوات اللبنانية" عدم الفصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبين "التيار الوطني الحر"، وبالتحديد رئيسه الوزير جبران باسيل، تغيّر المشهد على الساحة المسيحية وأصبح ما كان ممكنًا بالأمس شبه مستحيل اليوم، في الوقت الذي كانت فيه "القوات" تحرص على تحييد الرئيس عون عن معركتها مع باسيل، وذلك لأنها كانت تراهن على حيادية الرئيس ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع، لأنه رئيس لكل اللبنانيين وليس لفئة دون أخرى. إلاّ أن التجارب، وفق ما تراه "القوات"، أثبتت أن رئيس الجمهورية يضع الوزير باسيل في كفة فيما يضع جميع الآخرين في كفة ثانية. ولذلك كان القرار بعدم تحييد "بي الكل"، فكان كلام الدكتور سمير جعجع في قداس شهداء "القوات" تصويبًا بالمباشر على الوزير باسيل في المقام الأول، ولكنه لم يوفّر الرئيس بسهامه، حين قال: "إن العهد الذي أردناه وما زلنا عهد استعادة الدولة من الدويلة، عهد بحبوحة وازدهار، لم يكن حتى اليوم على قدر كل هذه الآمال، إن لم نقل أكثر."
Advertisement

ولم يكتفِ جعجع بتوجيه سهامه إلى العهد، بل زاد على ذلك عندما تقصّد عدم مصافحة الرئيس عون في لقاء بعبدا، الذي تولى الرئيس نبيه بري توجيه الدعوات إليه، وهذا ما تمّ تفسيره بأن "القوات" قررت نسف ما كان قد تبقى من جسور بينها وبين العهد، بعدما أُبعدت عن التعيينات في المجلس الدستوري، وإستباقًا لما هو آت من تعيينات قضائية وإدارية لن يكون لها فيها حصّة، لا من قريب ولا من بعيد، وقد يصل الأمر إلى إقصاء من كانوا محسوبين عليها وتعيين آخرين محسوبين على العهد و"التيار الوطني الحر"، وقد جاء تسريب بعض الأسماء عن قصد، ومن بينها إسم داليا داغر لرئاسة مجلس إدارة تلفزيون لبنان، خلافًا للآلية التي كان أقرّها وزير الإعلام السابق ملحم الرياشي، الذي رفض حتى آخر لحظة منطق المساومة والربط بين التعيينات في تلفزيون لبنان و"الوكالة الوطنية للإعلام"، وإن كان وزير الإعلام الحالي جمال الجراح قد نفى هذه المعلومات.

عندما اتخذت "القوات" قرار المواجهة كانت تعرف أن ذلك سيكلفها إقصاءها من التعيينات العائدة إلى المسيحيين، ولذلك قال جعجع لـ"القواتيين" إن "القوات" لا تجلب لكل واحد منكم سمكة، ولكنها تسعى لتوفير صنارة لكل لبناني على الإطلاق، القوات لا تريد توظيف شخص لأسباب انتخابية لتحرم بقية اللبنانيين من إدارات منتجة، وبالمقابل فإنها تريد خلق استقرار نقدي واقتصادي طويل الأمد يؤمن فرص عمل لكل فرد من أفراد المجتمع، القوات لا تطعمكم دسما خدماتيا ممزوجا بسم إفلاس الدولة، لكنها تريد أن يحصل الجميع على المن والسلوى ضمن أسس اقتصادية ونقدية متينة ومستقرة ومستدامة".

وإستباقًا لمحاولة تحجيم دور "القوات" من خلال عملية التضييق الحاصلة من قبل حلفائها، ومن بينهم تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، الذي سلفته الكثير في أزمته الأخيرة عقب محاولات "تقليم أظافر" النائب السابق وليد جنبلاط، قال جعجع: "إن محاولات عزل ومحاصرة القوات من الأقربين والأبعدين، ليست جديدة علينا بل هي ملازمة لمسيرتنا التاريخية. إن أغلى ما تملكه القوات في رصيدها الوطني، بالإضافة إلى إرث الشهداء والمصابين والمخفيين قسرا في سجون الأسد، هو كرامتها وكلمتها وواجبها واستقامتها ومصداقيتها تجاه شعبها ونفسها، ولن تفرط بهذا الرصيد أمام أي شيء أو أي كان. لن ينالوا منا، حاول قبلهم كثيرون، وفشلوا. والذين يحاولون اليوم فاشلون أصلا. كلما حاولوا إضعافنا ومحاصرتنا في السلطة، تعلق الشعب بنا أضعافًا مضاعفة، وكلما أرادوا حرماننا من موقع سياسي نستحقه أصبح جمهورنا أقل تمسكا بكل المواقع والخدمات واكثر عطاء لقضيته. وكلما تعرضنا للإجحاف والتضييق كلما ازداد إنصاف الشعب اللبناني لنا من كل الطوائف والفئات، وشرعت امامنا ابواب وساحات جديدة. من حرب محاصرة القوات وإقصاءها من جديد كان جاهلا بالتاريخ، وهو كذلك".

هذه هي حال "القوات اللبنانية"، التي يبدو أنها تلعب بكل "صولدها" من أجل أن تربح شعبيًا، ولو على مدى طويل، وهي تؤمن بان الغد لناظره قريب، وأن الأمور مرهونة بخواتيمها.
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك