لم يعلن "حزب الله" حتى الساعة موقفاً واضحاً ورسمياً من دخول العميل عامر الفاخوري إلى لبنان، ولم يدخل نوابه ومسؤولوه وأولئك المقربون منه بالنقاش الحاصل في لبنان حول عودة العملاء التابعين لجيش أنطوان لحد إلى لبنان، إذ يستمر الحزب في صمته متجنباً الدخول في نقاش حاد مع "التيار الوطني الحرّ" الذي يتلقى الهجمات الإعلامية والشعبية محملين إياه مسؤولية دخول الفاخوري.
ووفق مصادر مطلعة فإن "حزب الله" بات لديه تصور واضح عن ملابسات دخول الفاخوري إلى لبنان، وعن خلفيات الإشتباكات السياسية والإعلامية الحاصلة، والتي ترتبط بإستحقاقات قريبة وبعيدة.
وأشارت المصادر إلى أن "حزب الله" يوافق على عودة العملاء ومحاكمتهم في لبنان، لكنه لا يوافق على تهريبهم بالطريقة التي تحصل بها الأمور.
وتعتبر المصادر أن الحزب لديه موقف واضح من العملاء، لكنه في الوقت نفسه قد يتفهم بشكل أو بآخر الخلفيات الثقافية للجماعات اللبنانية، وليس بالضرورة دخوله في إشتباك سياسي وإعلامي مع حلفاء له، لديهم مواقف واضحة من المقاومة، لأن لديهم موقف مرتبط بخلفية تاريخية من عناصر جيش لحد، علماً أن وثيقة التفاهم مع "التيار الوطني الحرّ" توضح هذا الإلتباس، وتربط عودة أي عميل بمحاكمة عادلة من قبل الدولة اللبنانية.
وتلفت المصادر إلى أن الحزب، وبالرغم من سكوته إعلامياً، غير أنه المحرك الحقيقي لحركة الإعتراض الشعبي، وحتى الإعلامي، من خلال مجموعة من الدعوات للإعتصام في بيروت والخيام وغيرها.
وتؤكد المصادر أن هذا كله لن يؤدي إلى إي إشتباك سياسي مع "التيار الوطني الحرّ" لأن هذا ما تريده واشنطن، وتسعى إليه من خلال الضغوط على العونيين إعلامياً ومالياً.
وتقول المصادر أن "التيار" برر موقفه، وأعلن عدم موافقته على دخول الفاخوري إلى لبنان، وطالب بأشد العقوبات له على لسان رئيسه جبران باسيل، وهذا يعتبره "حزب الله" كافياً لإزالة أي غطاء شعبي عن العميل الفاخوري.