Advertisement

لبنان

عون في نيويورك ولبنان الى خريطة العالم.. ماذا بعد؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
21-09-2019 | 02:30
A-
A+
Doc-P-627764-637046514059712277.jpg
Doc-P-627764-637046514059712277.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بيروت غداً الأحد متوجهاً إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، المقررة بين 23 و 27 أيلول الجاري، حيث سيلقي الأربعاء كلمة لبنان التي أنجز وضع اللمسات الأخيرة عليها، انطلاقاً من أنه يرغب، جرياً على عادته، منذ تبوئه سدة الرئاسة، إيصال المواقف اللبنانية الرسمية والشعبية من التطورات الداخلية والإقليمية. ولذلك فإن زيارته لنيويورك لن تقتصر فقط على مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية. فالرئيس عون، بحسب مصادره لـ"للبنان 24" سوف يلتقي إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وعددا من رؤساء الدول الأوروبية والعربية بحضور وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، من دون أن تؤكد المصادر أو تنفي إمكانية لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
Advertisement

وعلى قاعدة التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة تجعل من المشاركة اللبنانية ضرورة تفرضها دقة المرحلة، فإن كلمة الرئيس عون ستكون بالغة الأهمية (أسوة بكلمتيه العام الماضي في الأمم المتحدة أو في القمة العربية الإقتصادية في بيروت)، تقول المصادر نفسها، فلطالما تحدث الرئيس المشرقي عن فلسطين القضية باسم كل اللبنانيين والوطنيين انطلاقاً من عروبة القدس (الأرض المقدسة)، وبالتالي، سيؤكد الرئيس عون في كلمته موقف لبنان لجهة تأييد مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت العام 2002، وأهمية التصدي عربياً ودولياً وأممياً لصفقة القرن التي تمثل شطباً للقضية الفلسطينية المحقة فضلاً عن ضرورة تحقيق الوحدة العربية، لاسيما أن إسرائيل تحاول الاستفادة من التشرذم الحاصل لتمرير مبتغاها بضرب الهوية الفلسطينية والإطاحة بالقرار 194 وحق العودة، إلى جانب تهديداتها المتواصلة للبنان وخروقاتها المتواصلة للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية. ومن هذا المنطلق، سيشدد الرئيس عون، وفق مصادره، وانطلاقا من تمسكه بالقانون الدولي وقراراته، على أن لبنان لن يبدأ الحرب على إسرائيل في ظل سلاح "حزب الله"، لكن هذا لا يمنع أنه سيدافع  عن نفسه بكل روافد قوته إذا شنت الحرب عليه، جرياً على ما ورد في البيان الوزاري.

وعلى خط النازحين السوريين، فإن رئيس الجمهورية سيتناول هذا الملف بشكل علمي، وسيُسمع المحفل الدولي موقف لبنان من هذه الأزمة التي يضعها في أولى أولوياته، تقول المصادر نفسها، علماً أنه لن يتوسل النزوح بتهديد الدول الأوروبية كما فعل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لكنه سيطالب مجدداً المجتمع الدولي بالمساعدة على حل هذه القضية، بعيداً عن الحل السياسي في سوريا لأن لبنان لم يعد قادراً على تحمّل تبعات النزوح.

أما وقد أبصرت أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار النور في تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية 165 صوتا، فإن الرئيس عون سوف يناقش ورؤساء الدول التي وقعت لصالح القرار التفاصيل المتعلقة بالأكاديمية التي ستنشأ في الدامور على مساحة 25 ألف متر مربع، ويحتاج بناؤها إلى دعم من الدول التي ستوقع اتفاقات ثنائية مع لبنان تتصل  بدعم هذه المبادرة، التي من شأنها ترسيخ السلام في العالم ونشر رسالة التواصل بين الشباب وتعميم ثقافة الحوار بين الأديان والثقافات والاثنيات بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وأهدافها.

بعد إقرار أكاديمية الانسان والتلاقي كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة، يمكن القول إن لبنان عاد من الباب الواسع إلى الأمم المتحدة ليلعب دورا عالمياً وامميا، خاصةً وأن لبنان منذ أن شارك المفكر شارل مالك في صياغة وإعداد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان العام 1948، لم يتقدم  بأي مشروع أو مبادرة كهذه، تقول مصادر بعبدا. فالرئيس عون الذي أعاد لبنان إلى خريطة العالم من خلال الأمم المتحدة، أراد أن يقول للعالم بأسره أن لبنان لا يجب النظر إليه على أساس أنه إرهاب وأنه على تماس مع براكين المنطقة أو أنه يعيش أزمة اقتصادية ومالية صعبة وعلى وشك الانهيار ويشهد انقساما سياسياً حاداً، إنما التطلع إليه من منطلق أنه اختبر التعايش بين الحضارات والأديان والثقافات، صحيح أنه مر في ظروف صعبة (حرب أهلية وصراعات الآخرين على أرضه) لكنه نجح في تجاوزها وتثبيت العيش المشترك ووحدته الوطنية وبالتالي يجب النظر إليه على أنه وطن رسالة أبدي سرمدي.

لطالما نوه معظم القادة العرب بمواقف الرئيس عون من القضية الفلسطينية وحل أزمات المنطقة، لكن هل تكفي الإشادات العربية وغير العربية؟ وماذا ينتظر لبنان إذا استمر ربط ملف النازحين بالحل السياسي في سوريا واذا جرت الإطاحة بحق العودة للفلسطينيين، واذا ربطت مساعدة لبنان اقتصاديا بالتوطين، وهل ستنجح الاكاديمية في تحقيق ما يصبو اليه الرئيس عون من تلاق بين الشعوب وتحقيق السلام والأمن المنشودين؟ وكيف ذلك إذا كانت غالبية الدول العربية ترى أن الامم المتحدة فشلت في حل النزاعات في المنطقة، والرئيس عون نفسه اعتبر في تصريح له في شهر تموز الماضي أن الأمم المتحدة فشلت في تطبيق ما تنادي به من سلام واحترام للشعوب، بينما لا تزال معادلة القوي والضعيف  هي السائدة، في مقابل ضعف الحضارة والثقافة الدينية.

بحسب الرئيس عون، فإن الحاجة ضرورية لنهضة لإعادة القيم المرفقة بالقرارات التي نتخذها. لكن هل فعلاً يمكن الرهان على أننا سنشهد عالماً أفضل بعد تخريج الأكاديمية للشباب المنتسبين إليها من كل أنحاء العالم كما يأمل رئيس الجمهورية؟ 

تؤكد مصادر في تكتل "لبنان القوي" صحة ما تقدم من أسئلة مشروعة، لكنها تشدد في الوقت عينه على إمهال الوقت الكافي المطلوب وغدا لناظره قريب...



المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك