Advertisement

لبنان

عندما يُحاصر الحريري من الخارج.. ويُهاجم من "شريكه"

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
02-10-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-631018-637056020610032516.jpg
Doc-P-631018-637056020610032516.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كثيرة هي الوفود الأميركية، عسكرية كانت أم اقتصادية ام سياسية، التي تزور لبنان أكثر من مرة في الشهر، بيد أن الكلام الذي يقال في صالونات هذه اللقاءات واحد ومفاده ان واشنطن لن تسمح بأن يكون لبنان ورقة في يد "حزب الله" وإيران، وأنها ستواصل الضغط على طهران واذرعتها وحلفائها في المنطقة ومحاصرتها تمهيداً لخنقها اقتصادياً ومالياً.
Advertisement

يتذكر المعنيون جيداً الدور الأميركي في العام 2017 تجاه السعودية لعدم عرقلة التسوية السياسية القائمة على وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة الاولى، والرئيس سعد الحريري إلى الرئاسة الثالثة. ومن هذا المنطلق، يمكن الاستنتاج، بحسب المطلعين على الموقف الأميركي لـ"لبنان24"، أن واشنطن التي ستواصل سياسة التشدد والضغط على لبنان لاقامة جدار فاصل بين الدولة اللبنانية وجهات سياسية من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى، لا تريد في الوقت الراهن دفع الأمور في لبنان نحو الانهيار، تجنباً لأي دعسة ناقصة قد يستفيد منها "حزب الله"، ولذلك لن تدفع نحو إسقاط الحكومة لما لذلك من تبعات خطرة على المستويات المالية والنقدية قد تدفع البلد نحو الفوضى غير المنظمة، خاصة وأن الوضع الاقتصادي في أخطر مراحله.

ومع ذلك، ثمة من يقول، إن واشنطن المتمسكة بالحريري رئيسا للحكومة لاعتبارات تتصل بالتزامه سياسات المجتمع الدولي الاقتصادية والمالية، ليست في الوقت عينه مرتاحة لأدائه في ما خص العلاقة مع الرئيس عون ورئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل ومن خلفهما "حزب الله". ولذلك فإن ضغوطها عليه قد تشتد في الفترة المقبلة، خاصة وان ما نشرته  صحيفة "نيويورك تايمز"  رد عليه رئيس الحكومة بالامس قائلا مهما شنوا حملات ضدي لن أتوقف عن العمل. كلما قمنا بإنجاز ما، يأتي من يهاجم هذا الإنجاز".

وإذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب تريد من رئيس الحكومة الدفع بمجلس الوزراء إلى الانقلاب على "حزب الله" والتعاون معها لتشديد الطوق الخارجي حوله، فإن المفارقة تكمن في أن الاجندة الحريرية اليوم مختلفة عن الأجندة الأميركية تجاه "حزب الله". فالتواصل بين السراي وحارة حريك على قدم وساق على المستويين السياسي والاقتصادي، بالتوازي مع انسجام في المواقف تظٌهر بشكل واضح بعد حادثة الاعتداء الإسرائيلي بطائرتين مسيرتين على الضاحية الجنوبية.

في الأوساط السياسية كلام مفاده أن "حزب الله" متمسك بالحريري فهو يدرك  أن الشيخ سعد يدفع ثمن تمسكه بخياراته السياسية منذ ما بعد التسوية السياسية، وأن الاهتمام يجب أن ينصب اليوم على تعزيز الوحدة والشراكة الوطنية لمنع انهيار البلد، بعيدا عن اجتهاد عوني أو تأويل من هنا أو هناك.

في المقابل، ثمة همس وغمز عن استفادة شركاء الحريري المقربين من التسريب، في إشارة إلى "التيار الوطني الحر" الذي لا يتوانى عبر نوابه وقيادييه عن فتح جبهات ضد الحريري وتحميله وتياره المستقبلي  مسؤولية الفساد بين الفينة والأخرى، وصولاً إلى التعرض للرئيس الشهيد رفيق الحريري في اليومين الماضيين على وقع تفاقم الأزمة الاقتصادية وحراك الشارع، إلى حد دفع الرئيس الحريري وتياره الأزرق إلى الإعلان عن إلغاء الندوة التي كان مقرراً أن تقام في قصر القنطاري، ليتحاور فيها باسيل مع كوادر "المستقبل".

التوتر العوني – المستقبلي مرده لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس الحكومة الذي أبدى جملة ملاحظات خلال اجتماع الاليزية حول أداء وزراء "تكتل لبنان القوي" المعرقل لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة لا سيما المتصلة بخطة الكهرباء، طالبا من الرئيس الفرنسي التدخل لدى نظيره اللبناني عند لقائهما في نيويورك، الامر الذي اغضب الرئيس عون عندما فوتح بكلام الحريري، فرد الكرة إلى ملعب الاخير بالقول إنه لا يحرك العجلة الحكومية ولا يقوم بما هو مطلوب منه على الصعيد الحكومي لوضع الورقة الاقتصادية على سكة التنفيذ.

وإذا كان الثابت ان "حزب الله" ورئيس الجمهورية يتعرضان للاستهداف الخارجي والداخلي، كما تقول المصادر المتابعة، فإن رئيس الحكومة رغم ما يتمتع به من رصيد غربي وعربي ليس بعيدا عن الاستهداف السياسي الاميركي المنضبط  بسبب وقوفه إلى جانبهما، ما يحتم، بحسب المصادر، على رئيس الجمهورية وباسيل الكف عن التعرض للحريري خاصة وانهما يدركان جيدا ما يتعرض له من استهداف محلي ودولي جراء تفاهمه مع العهد.





المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك