Advertisement

لبنان

نادين جوني حققت أمنيتها أخيراً.. ونالت الحضانة!

فاطمة حيدر Fatima Haidar

|
Lebanon 24
07-10-2019 | 09:23
A-
A+
Doc-P-632642-637060622155553013.jpg
Doc-P-632642-637060622155553013.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

وأخيراً.. أخيراً أخيراً، حققت "نادين جوني" أمنيتها الكبيرة، لكن ليس على هذه الأرض، بل في دنيا الحق حيث العدالة لا ترتبط بمواد قانونية فحسب. فهنا، على هذه الأرض لا تتحقق الأحلام ولا تتسع لها أصلاً، بل تتحداها الى ما لا نهاية، وهي ليست عادلة أصلاً بحق الامهات، هي مجحفة وبخيلة وظالمة وخانقة وضيقة، ضيقة جداً على أبسط الأمنيات، وعلى ابتسامة نادين التي كانت تهز الجدران وتكسر الملل وتنشر الحب، رغم مأساة لطالما كانت محور حديثها، وهي حضانة ابنها "كرم".

 

ولأنها تعلم أن الحقوق تتحول الى أمنيات بعيدة المدى في مجتمعاتنا المعقدة، حققت نادين أمنيتها، واختارت أن تذهب الى آخر هذا المدى، حيث الأمومة حق مشروع وليست عقوبة أو قصاصاً، ونالت حقها في الحضانة، حضانة روحية تمتد من الروح الى الروح!

 

حققت نادين أمنيتها، ونالت حضانة ابنها، حضانة أبدية من دون أي قيود أو شروط، لا من رجل دين ولا من قاضي محكمة، على أمل ألا يسنون قانوناً خاصاً يمنع الام من رؤية طفلها حتى بعد موتها، فلربما يشرعون غيظاً وانتقاماً وحقداً ونكاية نصاً قانونيا أو يجتهدون في تفسيرات خاطئة بحسب أهوائهم تمنع الحضانة الروحية!

 

حققت نادين أمنيتها، تلك الأمنية التي هي في الأصل حق تشرعه كل المعاني الإنسانية والاخلاقية، حق كل أم في روية ابنها متى شاءت وليس نسبة الى مواعيد دقيقة ومحتسبة تحددها المحكمة. تباً لتلك القوانين التي تحرم أم من مرافقة ابنها يومياً الى مدرسته، من الإهتمام بواجباته المدرسية، من التأمل بملامحه التي ارتسمت داخل احشائها خلال النهار، ومن مكافأة نفسها في احتضانه بقوة منتصف الليل، ومن التنزه معه في أول أيام الاسبوع أو في منتصفه، وليس فقط في "الويك اند"! وكأن الامومة هي لقاء ساعات ثم وداع في آخر النهار او في التالي.

 

"ما عم يخلوني شوفوا إلا نهار واحد بالأسبوع.. ولا سجلوا بالمدرسة.. ولعانة قهر"، هذا ما قالته نادين قبل 7 سنوات تقريباً، ومن رحم تلك الأوجاع، رفعت صوتها عالياً في وجه المحاكم الشرعية ورجال الدين، فأصبحت رمزاً للنساء المندفعات والثائرات لقضية عانت الامرين منها، وهي قضية رفع سن الحضانة عند الطائفة الشيعية، ثم استكلمت مشوارها للدفاع عن للأمهات والمرأة بشكل عام في لبنان، اللواتي وثقنّ بها لأخذ حقوقهن واحتموا بها في وجه الظلم الذي يعانون منه، الى أن نعوها اليوم، شاعرين بالخيبة والحزن على مصدر قوتهم.

 

بحزن وألم شديدين، وبحسرة الفقدان ولوعته، شيعت بنت جبيل فقيدتها، وسط صدمة تحوم الاهالي والمقربين والمحبين.

 

نادين أنهت مشوارها على هذه الأرض، لكن ثورتها الزهرية سوف تُستكمل، هذا وعد من المحبين ومن كل طرف في هذه القضية، ومن كل من وقف الى جانبها وخلفها وأمامها في مطالبها، ولاحقاً سوف ينضم اليهنّ ابنها كرم، فهي ناضلت من أجله وزرعت فيه أفكارها، وهو كان رفيقها في رحلتها، فمن يعرفهما جيداً، يدرك أنه لم يكن طفلها فقط، بل داعمها الاول، ينزل معها في كل المظاهرات ويردد كلماتها، يرفع لافتة عن أهمية احترم المرأة وإعطائها حقوقها، يؤكد أنه سيكون رجلاً حقيقياً ولن يضرب زوجته ولن يحرمها من ابنها مهما حصل، هو نموذج لجيل المستقبل الواعي والمدرك لأهمية المرأة والأمومة.. وهنا البداية.

 

نادين حققت حلمها بعد وفاتها، ونالت حضانتها، على امل أن تتحقق امنيات الأمهات على الأرض، من دون اختبار وجع الفراق.

 
Advertisement
 
 
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك