Advertisement

لبنان

رسالة "غير بريئة" من ديفيد إغناتيوس لترامب: سوريا ضاعت فلننقذ لبنان

ترجمة فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
17-10-2019 | 06:50
A-
A+
Doc-P-636002-637069165341980473.jpg
Doc-P-636002-637069165341980473.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في توقيت يطرح تساؤلات- كلّها مرتبط بما يجري في المنطقة بطبيعة الحال- نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالةً بعنوان "سوريا ضاعت. لننقذ لبنان" للكاتب ديفيد إغناتيوس نقل فيها عن عدد من المسؤولين اللبنانيين خشيتهم من اتجاه الولايات المتحدة إلى "نبذهم" بعد "تخلي" الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الأكراد في سوريا بقراره سحب الجنود الأميركيين في خطوة سبقت انطلاق عملية "نبع السلام" التركية.

"أنت خائن"، "لقد طعنت حلفاءك بالظهر"، "يداك ملطختان بالدماء"... هذه عيّنة من الاتهامات التي كيلت لترامب، وجاء بعضها من "الجمهوريين". التحليلات التي تناولت خطوة ترامب "المفاجئة" أجمعت بشكل شبه كامل على "خيانته". وعلى هذه الخيانة يصب المسؤولون في الإدارة الأميركية اليوم تركيزهم في ظل تطورات توحي بإعادة خلط للأوراق في المنطقة، مع بروز إشارت توحي بتهدئة إيرانية - سعودية قريبة؛ توجه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شنكر، إلى قطر بدلاً من لبنان لمناقشة "الحاجة إلى مجلس خليجي موحد لمواجهة نشاط النظام الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة".
 
إغناتيوس، الذي منحته "مؤسسة مي شدياق" جائزة "أنطوان شويري" ونشرت السفارة الأميركية على حسابها التويتري صورة له مع السفيرة إليزابيث ريتشارد، كشف أنّ سياسيين وأمنيين لبنانيين أعربوا له الأسبوع الفائت عن قلقهم من رضوخ ترامب لـ"الاجتياح التركي لسوريا" و"الانحسار الجلي" للنفوذ الأميركي.
 
Advertisement
 
ونقل إغناتيوس عن نائب بارز قوله: "أشعر بالأسف على الولايات المتحدة"، وعن مسؤول أمني كبير قوله: "نشعر بالشفقة. هذه ليست الولايات المتحدة التي نعرفها"، وعن سياسي لبنان بارز اعتباره أنّ "المحور الإيراني-السوري-الروسي انتصر".
 
 
 
وأوضح إغناتيوس أنّ المسؤول الأمني الكبير توقّع أن "تتوحد سوريا مجدداً" مع إبرام النظام اتفاقاً مع الأكراد، مشيراً إلى أنّه وصف الانفراج في سوريا بالمثالي بالنسبة إلى إيران، متسائلاً: "وهل من وضع أفضل من هذا؟". وتعليقاً على تصريح الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأنّ "أحداً لا يمكنه الوثوق بالأميركيين على الإطلاق نظراً إلى أنّهم ينكثون بوعود الذين يعتمدون عليهم"، اعتبر مسؤول لبناني أنّ معارضة ذلك مسألة صعبة، وفقاً لإغناتيوس.
 
وعلى هذا الأساس، قدّم إغناتيوس اقتراحاً لإدارة ترامب التي تحتاج إلى إعادة التأكيد على مصالحها في الشرق الأوسط، قائلاً: "عززوا التزامكم إزاء لبنان، وهو البلد الذي تقدّم فيه الولايات المتحدة دعماً اقتصادياً وعسكرياً كبيراً بالفعل". وأضاف: "يتعيّن على وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي يقول إنّه يرغب في لبنان قوي، أن يرهن هذه المساعدة الإضافية بإجراء إصلاحات اقتصادية من شأنها وضع حد للفساد"، معتبراً أنّ الفساد "يشكّل تهديداً خطيراً يكاد يوازي تهديد "حزب الله".
 
في المقابل، لفت إغناتيوس إلى أنّ مسؤولين أميركيين يعتبرون بيروت "قضية خاسرة أصلاً" بحجة أنّ "حزب الله" يمثّل القوة السياسية المهيمنة في لبنان"، إذ يقولون "لتقلق إيران بشأن انهيار لبنان". وفي تعليقه، رأى إغناتيوس أنّ هذا العذر خاطئ، لا سيما في الوقت الراهن، قائلاً: "دولة منهارة جديدة هي آخر ما يحتاج إليه الشرق الأوسط، لا سيما إذا كانت هذه الدولة تقع على الحدود مع إسرائيل". وتابع: "من شأن دولة لبنانية قوية أن تؤذي حزب الله بدلاً من مساعدته".

وبعدما قدّر إغناتيوس قيمة المساعدات الأميركية العسكرية للبنان بـ 200 مليون دولار سنوياً، دعا بلاده إلى تشجيع السعودية والإمارات وغيرهما من القوى الإقليمية المناوئة لإيران بإيداع أموال إضافية في لبنان أيضاً، مستدركاً: "لكن يتعيّن على الولايات المتحدة أن تقنع الدول الخليجية بأنّ أموالها لن تختفي في مصافي الفساد".

ولكن كيف ستبدو الدولة اللبنانية القوية؟ في ردّه على هذا التساؤل، قال إغناتيوس إنّها ستكون أقدر على تثبيت سيادتها. ولهذه الغاية، دعا واشنطن إلى الضغط لاستئناف المفاوضات عبر القنوات الخلفية لترسيم الحدود بين لبنان وسلطات الاحتلال من جهة، وإلى مساعدة لبنان على مكافحة التهريب بشكل فاعل على الحدود السورية من جهة ثانية. وفي مقابل تعزيز الدعم للبنان، رأى إغناتيوس أنّه يتعيّن على بلاده المطالبة ببعض الإصلاحات الطارئة، معتبراً أنّ لبنان بحاجة إلى هيئة ناظمة حديثة للاتصالات كـ"خطوة أولى باتجاه خصخصة قطاع الاتصالات" وجني ما يصل إلى 6 مليارات دولار. ولفت إغناتيوس إلى أنّ لبنان بحاجة أيضاً إلى خصخصة مؤسسة كهرباء لبنان "غير الفاعلة" وتوفير ملياري دولار، بحسب ما توقّع.
 
وكغيره من الكتّاب الأجانب، تحدّث إغناتيوس عن النظام السياسي الطائفي الذي بات يقسم الغنائم في هذيْن القطاعيْن إلى جانب نحو 100 مؤسسة صغيرة أخرى تملكها الدولة، موجهاً أصابع الاتهام لـ"حزب الله"، قائلاً: "يحظى "حزب الله" بالحصة الأكبر ربما". وفي هذا الصدد، رأى إغناتيوس أنّ الوقت قد حان لإحداث تغيير، واصفاً النظام القائم بالـ"متعفّن".

في ختام مقالته، جدّد إغناتيوس اتهاماته لـ"حزب الله" "الذي يستفيد من الفوضى"، معتبراً أنّه "عدو لبنان القوي والسيد الأساسي" ومتوقعاً أن يُضعف "اضطلاع لبنان بقوة أكبر" الحزب مع مرور الوقت. وفي وقت لا يفوّت فيه المسؤولون الأميركيون فرصة لتكرار عزمهم على مواصلة سياسية العقوبات القصوى، خلص إغناتيوس إلى القول: "سيكون إفلاس إيران بهدف الضغط على إيران، كما يفترض مسؤولون أميركيون، عملاً أحمق آخر يُضاف إلى سجل إدارة ترامب التي ارتكبت أخطاء كثيرة في الشرق الأوسط بالفعل".

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك