Advertisement

لبنان

"كلن يعني كلن"... ما عدا زعيمي!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
23-10-2019 | 03:00
A-
A+
Doc-P-638072-637074174091445516.jpg
Doc-P-638072-637074174091445516.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

 

"كلن يعني كلن". قد تكون هذه الجملة المفيدة، بما تحمله من معانٍ وخلفيات، هي القاسم المشترك بين جميع المتظاهرين، الذين يطالبون جميع من كانت لهم مساهمة، في شكل أو في آخر، في إيصال البلد إلى ما وصل إليه من حالة ميؤوس منها، بأن يرحلوا.

 

ماذا تعني هذه الجملة، ولماذا يطالب المتظاهرون بمحاسبة الجميع، جميع المسؤولين الموجودين في السلطة، والذين يتحدّون الإرادة الشعبية ببقائهم حيث هم وعدم تقديم إستقالاتهم من مسؤولياتهم وتقديمها هدية إلى الشعب المنتفض، الذي قرر أن يبقى في الساحات وخذل الذين يراهنون على وهنه وإنسحابه من الساحات العامة وترك "سلاحه" في أرض المعركة قبل أن تنتهي وحتى قبل أن تبدأ.

 

"كلن" تعني أن جميع المسؤولين، الذين أثبتوا عدم كفايتهم في تحمّل المسؤولية، هم تحت المجهر، وهم لم يعد في إستطاعتهم بعد اليوم، في حال بقائهم في مواقعهم، أن يتصرّفوا في وزاراتهم والأموال العامة كما كانوا يتصرّفون على مدى سنوات، من دون حسيب أو رقيب، لأن ثمة من يراقب وسيحاسب، ولأن حكم الشعب لن يرحم، وهو سيكون حكمًا مبرمًا من دون إستئناف أو تمييز.

 

أما ما يُخشى منه فهو أن يكون تعبير"كلن" بصيغة المجهول، وأن يُسمى الجميع من دون إستثناء، ولا يقتصر الأمر على شخص معين أو فئة سياسية معينة، بمعنى أن الزعيم الذين أدين له بالولاء، أو الحزب أو التيار الذي أنتمي إليهما، غير معنيين بهذه الـ "كلن"، التي تبقى وعلى الطريقة اللبنانية خاضعة للإستنسابية والإنتقائية، بإعتبار أن الزعيم الذي أتبعه ولا يتبعه غيري هو منزّه ومعصوم عن الخطأ. أما الآخرون، أيًّا كانوا، فهم سيئون ومرتكبون وتجب محاسبتهم أو الإقتصاص منهم وتحميلهم إثم الجميع، تمامًا كما حصل بين الذئب والحمل في قصيدة لافونتين، الذي يستخلص بأن منطق الأكثر قوة هو دائما الأفضل، وهذه المحاسبة لا تشمل بالطبع الحزب الذي أنتمي إليه.

 

فإذا كانت "كلن يعني كلن" شاملة الجميع من دون إستثناءات وإعتبارات خاصة، طائفية وفئوية ومناطقية، يكون حراك الشارع قد وضع رجله على أرض صلبة، وقد يكون قد بدأ بخطوته الأولى، الذي ستصل به، إذا لم تتم "خردقته" وشرذمته كما حصل في الحراك المدني من قبله، إلى الدولة المدنية، بعد إلغاء الطائفية السياسية، التي لم تبصر النور منذ توقيع إتفاق الطائف، وهي بند مهم من بين بنوده الكثيرة التي لم تُطبّق كإنشاء مجلس للشيوخ وتعميم مبدأ اللامركزية الإدارية.

 

وفي إعتقاد جميع المعنيين أنه لو ألغيت الطائفية، من النفوس قبل النصوص، لكانت كل مشاكل لبنان، التي يعاني منها اليوم، غير موجودة في قاموس اليوميات اللبنانية، ولكان لدينا قانون إنتخابي غير مقيّد بالعقدة الطائفية وبمصيبة 6 و6 مكرر، ولما كان شباب لبنان مضطرّا للنزول إلى الشارع للمطالبة بابسط الحقوق، وهي العيش بكرامة في وطن يُحترم فيه الإنسان.

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك