Advertisement

لبنان

"هشاشة" الخطاب السياسي .. وصوت الثورة: كلن يعني كلن!

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
25-10-2019 | 08:00
A-
A+
Doc-P-638893-637076128390191671.jpg
Doc-P-638893-637076128390191671.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يظهر الخطاب السياسي للسلطة، إلاّ مزيداً من التلكؤ في فهم الشارع، ومسافة واضحة بين همّ الناس وهمّ "الجالس على الكرسي"، فوزير الخارجية جبران باسيل بصفته أوّل المتحدثين، وظّف في خطابه صوت الناس لمصلحته، واضعاً نفسه معهم وبينهم، ومتغاضياً عن كل الهتافات التي تتصاعد ضدّ سياسته وتياره.
Advertisement
كلام باسيل، أثار سخرية الساحات، فهو الأكثر حضوراً في ثورتهم ورفضهم لهذا الواقع السياسي، ويعود ذلك لجدلية شخصيته، ولخطاباته المستفزة والتي يضعها الكثير في خانة "العنصرية" وأحياناً "الطائفية".

بعد باسيل، أطّل رئيس الحكومة سعد الحريري على المواطنين، حافظاً حقّهم في التظاهر، ومطالباً بمهلة 72 ساعة، هذه المهلة التي لم تزد الساحة إلا احتشاداً وتماسكاً من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، دون أيّ غطاء طائفي ومناطقي.
انتهت مهلة الـ72 ساعة، مع الإعلان عن ورقة إصلاحية لم يجد فيها المتظاهرون إلاّ محاولة للتحايل على وعيهم، فالبنود فيها "خيالية"، وتحقيقها ضرب من المستحيل، وإن تحققت فهي لن تكون إلا كإبرة المورفين التي تمنع الجوع لعام واحد على أن يعود جراده في العام الذي يليه.
ورقة الحريري دفعت الناس للنزول إلى الشارع أكثر وأكثر، في ظلّ غياب لافت لرئيس الجمهورية ولموقفه، والذي قرر أخيراً الخروج للناس.

خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون يوم أمس، والذي تمّ تأخيره لساعة، لم يرقَ لآمال المتظاهرين، فهو خطاب "ممنتج" "ومتقطع"، حاول البعض إيهام الناس بأنّه مباشر.
الخطاب بمضمونه كان بعيداً عن نبض الشارع، حمل شعارات ملّ منها المواطن الذي وجد نفسه تحت حكم سلطة عاجزة عن إدارة الوطن، وعلى تحمل مسؤوليتها.

الساحات تقاوم من "الجنوب" إلى "الشمال"

الخطابات الثلاثة لم تزد الساحات إلاّ قوة، ولعلّ "المقاومة" الحقيقية كانت جنوباً، من بنت جبيل إلى النبطية وصور، مواطنون واظبوا على النزول إلى الشارع على الرغم مما تعرّضوا له من اعتداءات جسدية من قبل قوى الأمر الواقع.
هذه الساحات حضرت شمالاً، فحملت طرابلس راية الحسين، متشفعة بها للنبطية، كما وجهت تحيّة لصور هاتفة "صور صور صور .. كرمالك عم نثور".

في الزوق وجل الديب، احتشد المواطنون، في ظلّ سلطة ضاقت بهم، فعملت على وضع الجيش في مواجهتهم، والطلب منه أن يفتح الطرقات المقطوعة منذ أولّ أيام الثورة بالقوة، غير أنّ وعي الجيش ووعي المواطنين كان أقوى من القمع، فلم يتعدّ الأمر تدافع بسيط لتعود الأجواء إلى هدوئها في ظلّ تأكيد المتظاهرين على أنّ المؤسسة العسكرية هي عائلتهم.

الأنظار أمس صوّبت على رياض الصلح، وذلك بعدما حاولت مجموعة حزبية فرض هيمنتها على المواطنين والاعتداء عليهم وقمع صوتهم، محاولة باءت بالفشل، فالتكاتف في الساحة كانت أقوى من الأصوات الشاذة، والجيش عمل على حماية المتظاهرين والفصل بينهم وبين الحزبيين، هو نفسه الجيش الذي منع مجموعة من الدراجة النارية من اقتحام الساحة منذ أيام عدّة والبطش بالمواطنين المتراصّين هنا.


المواطنون لن يتركوا الساحات
مع دخول اليوم التاسع للثورة، لا أفق لتخلّي الناس عن ساحاتها، والخطابات السياسية هي الدافع الأوّل للاستمرار، فالسلطة الجالسة في القصور لا تعرف هموم الشعب ولا معاناته ولا تريد أن تسمع صوته.
وفي استطلاع في المواقف التي يؤكد عليها المتظاهرون، في طرابلس وبيروت وبعلبك - الهرمل، والبترون وجبيل، يؤكد الناشط والمعارض ابراهيم حيدر لـ"لبنان 24"، أنّ التحرك في طرابلس يأتي بسبب الفساد والمهوار الذي وصل إليه الوطن.
حيدر الذي يتواجد في ساحة النور منذ اليوم الأوّل ومن الصباح حتى المساء، يشدد على أنّه "طفح الكيل"، فالثورة أشعلها الجوع والبطالة والحرائق وأخيراً ضريبة الواتس آب التي هي سرقة موصوفة، لافتاً إلى أنّ ورقة الإصلاحات التي قدّمها رئيس الحكومة سعد الحريري لم تكتسب ثقة الشارع، لاسيما وأنّه لم يفِ بوعوده السابقة، مطالباً إياه بالاستقالة.
أما في ما يتعلق بخطاب الوزير جبران باسيل فيصفه الناشط الطرابلسي بـ"سكب الزيت على النار"، مشدداً على أنّه لا ينفع في الحكم، وفي السياق نفسه، يوضح أنّه لم يسمع خطاب رئيس الجمهورية لأنه لا يختلف عن باقي الخطابات، متمنياً عليه أن يحّل الحكومة وأن يبادر إلى تشكيل حكومة تكنوقراط تعمل على إجراء انتخابات نيابة مبكرة يكون فيها لبنان دائرة انتخابية واحدة.
من جهتها، تؤكد الناشطة من رياض الصلح تهاني محجوب لـ"لبنان 24"، أنّ المواطنين في الساحة انتفضوا أكثر بعد خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون، متوقفة عند محاولة إحدى المجموعات الحزبية التشويش يوم أمس على المواطنين والاعتداء عليهم وتحطيم الخيم على خلفية خطاب "كلن يعني كلن".

بعلبك - الهرمل تنتفض بصمت إعلامي
الناشط عصام صالح، وهو ابن بلدة الفاكهة، يؤكد لـ"لبنان 24"، أنّ التحركات في بعلبك - الهرمل، شملت كل المناطق، دون أيّ حسابات طائفية أو سياسية، فالجميع مشارك بالثورة على الرغم من حكم السلاح الفاقع جداً، والذي مارس ضغوطاته ومضايقاته على مواطنين في جبل بعلبك والهرمل.
هذا وأشار صالح إلى أنّ قوة من مخابرات الجيش عملت يوم أمس على فك اعتصام بالقوة في منطقة العين، نظّمه عدد من المواطنين الوافدين مختلفة.
وفيما يؤكد صالح على أنّ بعلبك - الهرمل، يد واحدة، يشدد بالتالي على أنّ الثورة الأهم في في عرسال المتهمة بالدواعش والنصرة، والتي نزل أهلها إلى اللبوة في تظاهرة واحدة نفذها الأهالي مجتمعين تحت عنوان "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"كلن يعني كلن".
التغطية الإعلامية في بعلبك خجولة، وهي لا تتخطى بعض الومضات، بحسب صالح، الذي يؤكد لموقعنا، أنّ التعتيم الإعلامي على التحركات والقمع لها، لن يخرجا الشعب من الشارع.


البترون وجبيل
البترون وجبيل، أظهرتا الوجه الجميل للثورة، وجه لا يعرف أي انتماء حزبي أو طائفي، فالوطن أولاً.
ناشطون في البلدتين يؤكدون لـ"لبنان 24"، أنّ النفس الثوري ما زال مستمراً، والمطالب التي يطرحها المتظاهرون تتراوح بين إسقاط النظام والعهد الحكومة.
لا ينفي الناشطون حضور الأحزاب، فالقوات متواجدة في الاعتصامات إلى جانب المجتمع المدني، إلا أنّ لا أعلام ترفع إلاّ العلم اللبناني، ولا هتافات غير الهتافات المطلبية والوطنية.
وبحسب المعلومات التي زوّدنا بها الناشطون، فإنّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يسعى لإجراء تجمع كبير عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم في سوق البترون لمناصريه وداعميه، ليسألوا بالتالي إن كان سيحدث اي احتكاك بينهم وبين الاعتصام الذي يشهده الاوتستراد.
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك