Advertisement

لبنان

"فليأتوا ببديل عني"... هل قصدها الرئيس "القوي"؟!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
14-11-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-645012-637093189844266283.jpg
Doc-P-645012-637093189844266283.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
-"طبعاً هذه المطالب محقة، ولذلك لقد تجاوبت معها شخصياً ووجهت للمتظاهرين نداء وقلت لهم أننا سمعنا هذه المطالب وهي محقة وهي مطالبي الشخصية ودعوتهم ايضاً الى التفاهم سوياً واللقاء كي نتحاور حول الموضوع، ولكنني لم أتلق جواباً."
Advertisement

-"المرحلة  الآن هي مرحلة بناء الدولة والاقتصاد ولكن لم يكن هناك تجاوب معي".
 
-"فأنا لدي الادراك ولكنني لا املك السلطة، فسلطتي تأتي من الشعب، ولكنني مكبّل بتناقضات الحكم والمجتمع والخلايا الفاسدة أيضا مطوقة من قبل قوى تابعة لهم".
 
-"اني لا ابرىء نفسي من المسؤولية طالما انا رئيس للجمهورية، كما ان لدي عجزا ولست قادرا على فرض الامور نسبة لصلاحياتي، فنظامنا التوافقي في مجلس الوزراء  يشل الحركة لانه لا يعطي هامشا كبيرا للعمل".
 
-"علينا ان نعود الى وزراء قد يكونوا في الحكومة السابقة وقد لا يكونوا فيها. ولكن انا لدي مبدأ يقوم على انني احب الا يكونوا من داخل البرلمان. ولكن لست انا من يقرر في النتيجة. هذه فقط رغبتي."

-توجه الى "الحراك الشعبي" قائلاً: "اذا لم يكن هناك "اوادم" بينهم في هذه الدولة يروحوا يهاجروا وما رح يوصلوا للسلطة"، فليراجعوا تاريخي وليبقوا معي إذا اعجبهم، وإذا لا سأرحل أنا وليأتوا ببديل عني."
 
من بين العديد من المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في مقابلته التلفزيونية أقتطعنا البعض منها، التي تشير صراحة إلى أن ليس في لبنان رئيس قوي وآخر ضعيف، ما دام البلد برمتّه ضعيفًا أو مستضعفًا أو مغلوبًا على أمره، وهو أراد من خلال كلامه، الذي أظهر فيه مدى عجز رئيس الجمهورية عن القيام بأي عملية إصلاحية لوحده ما لم تتعاون معه كل مكونات البلد، وهذا يعني بالدرجة الأولى إعادة النظر بالتركيبة السياسية القائمة في البلد، والتي تعتمد على مبدأ التوافق على كل شيء، وهو أمر مستحيل في بلد متعدد الطوائف والأحزاب والإتجاهات والأهواء، لأن التجارب أثبتت أن الديموقراطية التوافقية غير مجدية، وهي تشكل عامل إهتزاز بدلًا من أن تكون عامل إستقرار في بلد لديه قابلية التأقلم مع الموجات الخارجية، في كل مرّة يصار فيها إلى نوع من الإصطفاف السياسي المتماهي مع الخارج.
 
فرئيس الجمهورية الذي يرى نفسه عاجزًا أمام هذا الكمّ الهائل من الإستحقاقات الداهمة لا تبرّر له تجاوز الدستور في ما يخص عمليتي التكليف والتأليف، لأن الدستور الذي لا يزال قائمًا واضح في هذا المجال، ولو أنه لم يحدّد مهلة زمنية لعملية إجراء إستشارات نيابية ملزمة، التي على اساسها يجري تكليف شخصية سنّية تناط بها مهمة إجراء مشاورات نيابية غير ملزمة تمهيدًا لتشكيل الحكومة العتيدة، إذ أن إتفاق الطائف أناط بالرئيس المكلف وحده مهمة تحديد شكل هذه الحكومة والأشخاص الذين ستضمهم، سواء أكانت سياسية أو تكنوسياسية أو تكنوقراط، وهو يعرضها على رئيس الجمهورية، الذي يحق له عند ذاك إما الموافقة عليها كما هي ويوقع هو والرئيس المكلف على مرسوم تشكيلها أو أن يرفضها، وهو لا يحق له المشاركة في التأليف، وإن كانت الأعراف تفرض نوعًا من المشاركة في مسؤولية التأليف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وذلك تسهيلًا لعملية التأليف، وعلى رغم ذلك فإن عملية التأليف الأخيرة إستغرقت نحو تسعة أشهر قبل أن تبصر "حكومة إلى العمل" النور.
 
ومن بين الأمور المشكو منها، أقله هذا ما بدا واضحًا من كلام الرئيس عون أن يدًا واحدة لا يمكنها أن تصّفق، إلاّ أن هذا الأمر لا يبرّر أيضًا التصرّف من خارج سياق العمل المشترك بين السلطات، وبالأخصّ بين رئاستي الجمهورية والحكومة، إذ لم يكن من اللائق عدم دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى اللقاء المالي – الإقتصادي، الذي عقد مؤخرًا في القصر الجمهوري، وهو أمر إعتبره البعض تجاوزًا لحدود السلطة، إذ يصبح المشكو منه بالنسبة إلى رئيس الجمهورية مشكوًا منه من قبل الآخرين إعتراضًا على الإنتقائية في ممارسة السلطة.
 
فهل قصد رئيس الجمهورية كل كلمة قالها، وبالأخص عندما قال "فليراجعوا تاريخي وليبقوا معي إذا اعجبهم، وإذا لا سأرحل أنا وليأتوا ببديل عني"، أم أنه قصد حشر الجميع في زاوية تحمّل المسؤولية، لأنه يعتبر أن أسهل ما في الأمر هو أن يترك المرء سلاحه في منتصف المعركة ويعود من حيث أتى "وبطيخ يكسّر بعضه"، أم أن الأمور واصلة إلى نقطة مفصلية قد يصبح من المستحيل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وهذا يمكن التعبير عنه برفع العشرة والإستسلام.
 
من يعرف الرئيس عون جيدًا يستبعد الوصول إلى هذه المرحلة، على رغم صعوبة الموقف، ويقول إن الرجل لن يستسلم للواقع بسهولة، وهو مصمم على المضي بما يراه مناسبًا، حتى ولو لم يبق إلى جانبه سوى قلة.
 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك