Advertisement

لبنان

اتفاق على تسمية الصفدي وقتل "الثورة"

Lebanon 24
15-11-2019 | 10:00
A-
A+
Doc-P-645516-637094227789741036.jpg
Doc-P-645516-637094227789741036.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب منير الربيع في موقع "المدن" مقالا جاء فيه: بغض النظر عن المسار "الرسمي"، سيسقط محمد الصفدي شعبياً من فور تسميته. بمجرد تسريب اسمه كشخصية "متوافق عليها" بين القوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة، انتشرت شرارة الاستفزاز كالنار في هشيم الشارع. ورغم ساعات الليل المتأخرة، هب المحتجون في لبنان من أقصاه إلى أقصاه. وردّ المتظاهرون على استفزاز السلطة لهم، بتكثيف أعدادهم في الشوارع والساحات، على الرغم من لجوء الجيش إلى استخدام العنف والقسوة معهم، واعتقال العديد منهم، إلا أنهم لم يتراجعوا ضد ما اعتبروه استهزاءً من قبل السلطة بمطالب الشعب اللبناني. سريعاً، تحركت طرابلس باتجاه منزل الصفدي رافضة التوافق على تكليفه، وآخرون توجهوا فوراً نحو "الزيتونة باي" الذي يعتبره الكثر رمزاً للنهب ومثالاً على الاعتداء على الأملاك البحرية من قبل الصفدي وشركاه.
Advertisement

تسمية قبل الاستشارات!
 
يشبه رمي اسم الصفدي في السوق السياسية، كحالة رمي اسم جواد عدرا، عندما تعرقلت تشكيلة حكومة سعد الحريري المستقيلة، إلى حين التوافق على وزير يمثّل اللقاء التشاوري. رُمي اسم عدرا في التداول، ونام اللبنانيون على أن الحكومة ستتشكل خلال ساعات، ليعود كل شيء فيما بعد إلى نقطة الصفر.
ما يجري مع الصفدي قد يكون مشابهاً إلى حدّ بعيد. وربما كان البعض يجس النبض باسمه، وربما اعتبروه خلاصهم للحفاظ على التسوية، انطلاقاً من علاقته بأطرافها الأساسية أي حزب الله، التيار الوطني الحرّ، وسعد الحريري. وربما يعتقدون أن الصفدي ضمانة للحفاظ على "مصالحهم".

لم يحدث في تاريخ لبنان أن تمت تسمية رئيس الحكومة قبل تكليفه على هذا النحو، وفي ظل هذا التشنج والتوتر. غالباً ما كانت السلطة تلجأ إلى تهريب الأسماء. في حالة الصفدي، إما أن ما جرى ينمّ عن صلافة ووقاحة، وإما أنه سوء تقدير، أو يهدف إلى التضحية بالرجل، وإحراقه، وبالتالي إعطاء "إنجاز ثان للشارع" وإلهائه به، لعلّ أركان التسوية يتمكنون من إعادة تجديدها، فيعود الحريري كخيار لا بديل منه رئيساً للحكومة، كما يريد حزب الله.

اللقاء الحاسم
حجم الاعتراض الفوري في الشارع، دفع الصفدي إلى تبرير ما جرى بأنها خطوة غير محسومة بعد، وسرب أجواء أن الاستشارات تتم من خلال الكتل النيابية، وذلك احتراماً للدستور. هو لم يمانع. لكنه وضع الكرة في ملعب مجلس النواب ورئيس الجمهورية وفق الخطوات المتّبعة، بخلاف ما جرى بين المفاوضين، الذين عملوا على التوافق حول كيفية تشكيل الحكومة وتسمية رئيسها فيما بينهم، وداخل الغرف المغلقة.

الصفدي أيضاً لم يعلن عدم القبول بتكليفه. وهذا يأتي استكمالاً للزيارة التي أجراها إلى القصر الجمهوري بعيد استقالة الحريري.

سبق هذا، حسب المعلومات، لقاء جمع جبران باسيل مع أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله. وتركز البحث في كيفية إيجاد تسوية ملائمة، وتم التوافق على اسم محمد الصفدي، مع الاتفاق على وجوب فتح الطرقات وإنهاء التظاهرات.

لذا، أصرّ الجيش يوم الخميس على فتح الطرقات بالقوة. وحدث التوتر في تعلبايا وسعدنايل، ولاحقاً في جل الديب، حيث حصلت مناوشات بين المتظاهرين والجيش، بالتزامن مع لقاء الخليلين بالحريري. وكأن تحركات الجيش كانت محط إجماع سياسي وأمني على فتح الطرقات وتخويف المتظاهرين، كخطوة استباقية للجم رد فعل المواطنين.

بمجرد تسريب اسم الصفدي، استنفرت الساحات وتزايدت أعداد المتظاهرين في الشوارع، رفضاً لهذا الخيار، وإصراراً على الاستمرار إلى حين تحقيق المطالب. فتوترت الأجواء أكثر بين الجيش والمتظاهرين في جلّ الديب وعلى جسر الرينغ، كما تتحدث المعلومات عن عمليات اعتقال في صفوف المتظاهرين، كمحاولة لتخويفهم وإخراجهم.

ما يريده نصرالله وباسيل هو أن يأتي الأسبوع المقبل وقد همدت الانتفاضة مع إعلان الحكومة الجديدة. وابتداء من اليوم الجمعة ستواجه "الثورة" اللبنانية امتحاناً جديداً قد يكون بالغ الخطورة والقسوة، فإما التراجع التدريجي إلى التلاشي وإما خوض صراع إرادات مرير وطويل.
المصدر: المدن
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك