Advertisement

لبنان

...وقد صار لـ"الثورة" نقيبٌ

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-11-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-646287-637096675000697407.jpeg
Doc-P-646287-637096675000697407.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

ما حصل في نقابة المحامين بالأمس ليس حدثًا عاديًا. إنه البداية لنهاية محتومة. إنه إنعكاس مباشر لنتائج إنتفاضة السابع عشر من تشرين الأول، التي بدأت في هذا اليوم بالذات شهرها الثاني.

 

قبل إعلان نتائج إنتخابات نقابة المحامين، وهي من بين النقابات العريقة في ممارسة الديمقراطية والدفاع عن الحريات العامة، إعتقد البعض أن النتيجة لن تكون لمصلحة المرشح ملحم خلف عندما انسحب المرشح بيار حنا، مرشح "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي لمصلحة المرشح الصديق ناضر كسبار، فأتت النتائج على عكس التوقعات وفاز بفارق كبير بالأصوات، وقد صدحت قاعة قصر العدل بهتافات الشارع "ثورة... ثورة"، تأكيدًا لبدء مرحلة جديدة من العمل الوطني على كل مستوياته العمودية والافقية.

 

بالأمس أصبح للثورة نقيب، وهو كان قبل يومين من المعركة النقابية لابسًا الروب الأسود مدافعًا عن عدد من الشباب الذين تم توقيفهم، وقد أصبح لديهم اليوم ٢٣٤١ محاميًا، هم الذين أنتخبوا النقيب خلف، ليدافع عنهم وعن قضاياهم المحقة.

 

ما حصل بالأمس، بما حمله من دلائل ورسائل في إتجاه السلطة وأحزابها، وأن دخل على الخطّ بعض الأحزاب التي قالت إنها صوتت لمصلحة خلف، محطة وعبرة، عسى أن يؤخذ بنتائجها ودروسها قبل فوات الآوان، وقبل أن تصبح كرة الثلج بحجم الجبال التي ستجرف كل من يقف في دربها.

 

المحطة هي أنه ما بعد 17 تشرين الاول و17 تشرين الثاني ليس كما قبلهما، وسيكون بعدهما محطات كثيرة بدأت بنقابة المحامين وستشمل مختلف القطاعات ونقابات المهن الحرة.

 

أما العبرة فهي أن الوعي المتبادل بين النقابيين واهل الانتفاضة أصبح مشتركا ويتمثل برفض مطلق لأحزاب السلطة، التي لا تزال تكابر ولا تزال تتصرف وكأن الناس ستسأم من حراكها وستمّل النزول إلى الشارع، وهي تتصرف بيومياتها وكأنه لم يحصل ما حصل، فيما الإنتفاضة مستمرة وبزخم فاجأ الكثيرين في الداخل وفي الخارج، بعدما نقل السفير البابوي في لبنان عن قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس كلامًا في غاية الأهمية بالنسبة إلى دعمه المطالب الشعبية.

 

وقبل الإنتفاصة كان النقيب خلف يحارب الحرب بوسائله الخاصة من خلال جمعية "فرح العطاء"، التي كانت تعيد بناء وتجميل ما يخلّفه الحقد الأعمى، وتترك بصماتها كالعين التي تقاوم المخرز.

 

"الثورة" حققت بالأمس ثاني إنتصاراتها بعدما أسقطت حكومة "إلى العمل" وحالت دون تمكّن الوزير السابق محمد الصفدي من الوصول إلى السراي الحكومي، وهي مستمرة بضغطها السلمي من أجل فرض حكومة تشبهها وتكون خالية من الأحزاب، التي تحمّلها مسؤولية ما آلت إليه حال الوطن المشرف على الإنهيار الشامل.

 

المعركة طويلة، كما يقول النشطاء في الحركة الإصلاحية، وهي ليست سهلة نظرًا إلى ما تواجهه من ضغوطات من أهل السلطة، الذين يرون أن نجاح "الثورة" يعني أفول زمن السياسة التقليدية، بما فيها من فساد يقرّ به الجميع، بمن فيهم من هم في الحكم أنفسهم.

 

"الثورة" طوت شهرها الأول، وهي تواصل تحركها بزخم اليوم الأول حتى تحقيق ما تصبو إليه وما تتطلع وتحلم به، وهو وطن يستحق أن تبذل في سبيله التضحيات الكبيرة.

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك