Advertisement

لبنان

الحريري - باسيل... إن إتفقا مصيبة وإن إختلفا مصيبة!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
13-12-2019 | 02:30
A-
A+
Doc-P-654040-637118250417418343.jpg
Doc-P-654040-637118250417418343.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم نعد نعرف مَن مع مَن ومَن ضد مَن. إنها معادلة "مكانك راوح". أو معادلة "السنّ بالسّن والعين بالعين والبادىء أظلم. والأنكى من هذه المعادلة أننا لم نعد نفهم من هو البادىء ومن هو الظالم ومن هو المظلوم. المنطق يقول أن الظالمين كثرٌ أما المظلوم فهو واحد وهو البلد.
Advertisement

لا يتذكّر أحد من السياسيين المخضرمين أن ما نمرّ به في هذه الأيام السوداء قد مرّت على لبنان منذ إستقلاله حتى الأمس القريب. حتى في أبشع الظروف، وهي ظروف الحرب العبثية، لم نشهد ما نشهده اليوم. إنهيار إقتصادي لا سابق له. قلق على المصير والمستقبل لم يكن بهذه الحدّة يومًا من الأيام. تدّنٍ في الأداء السياسي. طاسة المسؤولية ضائعة بين شمال ويمين. لا أحد يريد أو يرغب في أن يتنازل عمًا يعتبره حقًّا مكرّسًا له دون سواه. قلّة المسؤولية وصلت إلى أسفل الدرك. لا أحد من المسؤولين يدرك تمام الإدراك أن البلاد والعباد سائرون إلى الهاوية. لا أحد يريد أن يسّلم بأن الخروج من الهاوية قد أصبح من رابع المستحيلات.

فمنذ أن كانت حركة 17 أكتوبر وحتى اليوم، وهي شارفت على طي صفحة شهرها الثاني، ننام على خبر لنصحو على خبر آخر. وكل خبر من هذه الأخبار أسوأ مما قبله، وقد تكون الأخبار الآتية من عالم الغيب أسوأ بكثير من الأخبار الآتية من عالم الواقع السياسي المأزوم.

تجاوبَ الرئيس سعد الحريري، أو هكذا يُقال، مع المطالب الشعبية فقدّم إستقالة حكومته، فكان حردٌ من قبل الطرف الآخر، الذي أعتبر هذه الإستقالة إستجابة لمطلب خارجي. وبدلًا من الدعوة إلى إستشارات نيابية ملزمة فور هذه الإستقالة كان تريّثٌ وتأنٍ رأى فيه الطرف الآخر مماطلة وتسويفًا وخلطًا لأوراق التأليف مع أوراق التكليف، مع ما رافق ذلك من إتهامات بالإطاحة بالدستور والأعراف.

سُمّي محمد الصفدي فسقط بعد ايام. رُشّح بهيج طباره لكن أوراقه سرعان ما أحترقت. طُرح إسم سمير الخطيب، وكاد يصل إلى الباب الخارجي للسراي الحكومي، لكنه أسُقط بالضربة القاضية من أمام دار الفتوى، التي سمًت الحريري كمرشح وحيد.

بعد كل هذا وذاك عاد الحريري إلى ساحة الرئاسة الثالثة من دون منافسة. وضع شروطه. إما سعد الحريري مع حكومة تكنوقراط خالية من ممثلي الأحزاب، وإما حكومة من دون سعد الحريري.

أمام هذه المعادلة التعجيزية ظهرت معادلة تعجيزية أخرى أربكت الجميع، وهي تقوم على إما الوزير جبران باسيل وتياره كأساس في أي تركيبة حكومية، وإما تركيبة من دون باسيل وتياره، وقد كان الخيار الأخير هو الغالب فأعلن الوزير باسيل أنه سيكون في صفوف المعارضة وخارج أي تركيبة حكومية.

هاتان المعادلتان أظهرتا مدى العجز السياسي أمام أزمة بحجم الأزمة التي يعيشها الوطن، وهي في الأساس من صنع أصحاب هاتين المعادلتين، بحيث وضعت البلاد في دوامة المعادلات التي لا أساس لها في المنظومة السياسية الطبيعية. فعندما أتفق الحريري وباسيل من ضمن ما يُسمّى التسوية الرئاسية، وكان "حزب الله" شريكًا فيها، واجهتنا أكثر من مشكلة. أما حين أختلفا وأفترقا فإننا نتوقع مراوحة قاتلة، خصوصًا أن الحريري، وفي حال تم تكليفه في إستشارات يوم الأثنين، لن يستطيع أن يشكل حكومته من دون غطاء الوزير باسيل ومعه حليفه "حزب الله". وهذا يعني أن البلاد ستدخل مرحلة من الجمود لا تُحمد عقباها، مع ما يُعلن في الخارج عن عدم الإستعداد لمدّ يد العون قبل أن يقرر اللبنانيون مساعدة أنفسهم أولًا. وقد يكون ما قاله الرئيس نبيه بري من أن بعض الخارج يبدي حرصًا على مصلحة لبنان أكثر من بعض اللبنانيين، خير دليل على الواقع المأزوم والمهترىء.

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك