Advertisement

لبنان

الحريري يكسب الوقت... ويتحسّب الصفعات!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
17-12-2019 | 04:00
A-
A+
Doc-P-655430-637121757498993876.jpg
Doc-P-655430-637121757498993876.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بدا مفاجئاً تأجيل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة صباح امس قبل نصف ساعة من موعدها، وذلك بطلب من رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بهدف إجراء المزيد من المشاورات.

الحريري الذي كان يضغط من اجل الاسراع بالتكليف وإنجاز صيغة حكومية طارئة، عاد ليجريَ اتصالاته متمنيا على رئيس الجمهورية ميشال عون مهلة 72 ساعة قبل الدعوة الى الاستشارات المُلزمة.
Advertisement
فما هي الاسباب التي تقف خلف تريّث الحريري من جديد؟

بحسب مصادر متابعة لأجواء الاتصالات بين سائر الافرقاء في لبنان فإن شعار "الميثاقية" بات مستهلكاً في الحياة السياسية اللبنانية، غير أن تسمية رئيس حكومة من دون كتلة مسيحية وازنة من شأنه ان يشكّل خللا في التوازنات، وبمعنى آخر فإن اعلان كتلة "الجمهورية القوية" رفضها لتسمية الحريري فجر أمس، شكّل عاملاً مباشرا لاختلال كبير في الميزان اللبناني وتوازناته الطائفية، لذلك كان على الحريري أن يحاول كسب مزيد من الوقت لاقناع "القوات" أو "الوطني الحر" بمنح نوابهم مطلق الحرية بالتصويت له.

وأضافت المصادر أن هنالك عوامل اخرى قد ساهمت بدفع الحريري نحو التريث، ولعلّ شعوره بالعجز عن المناورة خلال عملية التأليف في حال تكليفه يبدو من أهم الاسباب التي ارغمته على محاولة كسب الوقت بضع ساعات، اذ أن الاخير لا يزال يراهن على أن يقوم بتقديم تشكيلة وزارية الى رئاسة الجمهورية مؤلفة من مجموعة اختصاصيين مستقلين من دون العودة الى الكتل النيابية، والتي في حال عدم حصولها على ثقة المجلس، ستصبح حكومة تصريف اعمال بالأمر الواقع، وبالتالي يصبح الحريري معها الرابح الاكبر، حيث أنه وبحسب تصوّره سوف يضمن تضامناً شعبيا واسعا على اعتبار أنه رضخ لرغبة الشارع منذ الاستقالة وحتى تشكيل حكومة "تكنوقراط" قد تسقطها باقي القوى السياسية.

حسابات الحريري لم تكن دقيقة على الاطلاق، وبحسب المصادر، فإن جميع النصائح التي تلقاها حذّرت من أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، اذ أن رئيس الجمهورية ميشال عون سيكون بالمرصاد، وقد يتحفّظ على التشكيلة الحكومية من دون التوقيع عليها، وبالتالي فهي لن تُعرض على المجلس النيابي لطرح الثقة، الامر الذي سيستوجب اعادة دورة مشاورات الرئيس المكلف من جديد ما دفع الحريري حتما الى التأجيل.

من جهة اخرى، فإن عدد الاصوات التي كان سيحصل عليها الحريري للتكليف لم تكن ستتعدّى 54 نائبا، وهذا رقم يحمل دلالات كثيرة على المستوى السياسي، وأبرزها سعي معظم القوى السياسية لتحجيمه أو بمعنى اكبر فإنه وفي حال انتصر على عراقيل التأليف، فإن صيغته الحكومية لن تحصل على الثقة الا بشروط تفرضها القوى التي لم تذهب الى تسميته في الاستشارات، الأمر الذي تنبّه له الحريري وفضّل ان يحفظ ماء وجهه وعدم الدخول ضعيفاً الى ساحة المعركة.

ومما لا شك فيه أن شعور الحريري بسحب الغطاء الدولي عنه كان من احد الاسباب التي اعاقت تقدّمه نحو الاستشارات النيابية أمس، لا سيما وأنه يعلم جيدا مدى ارتباط بعض القوى السياسية بالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، والتي كانت قد اتخذت قرارها علناً بعدم تسميته، الامر الذي شكّل له صفعة سياسية كبرى، اذ من شأنه أن يضعف الحريري ويجعله غير قادر على مواجهة ضغوطات خصومه في الداخل خلال مسار التأليف، وفي الوقت نفسه فإن رفع الدعم المالي والاقتصادي الدولي لن يعيق التشكيل فحسب، بل سينسف حتماً مفهوم حكومة الانقاذ والتي سيكون عليها أن تعيد الاستقرار الى البلاد.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك