لبنان خارج التفاهم الايراني - السعودي

بات شبه مؤكد أن السلطة القائمة ليست بوارد معالجة الأسباب التي دفعت المواطنين إلى الثورة بوجهها بقدر الحفاظ على مكتسباتها ، بل باتت تستخف بعقول الناس عبر الادعاء بأن تسمية حسان دياب يدخل بإطار محاولة المعالجة وفتح كوة في جدار الازمة.

Advertisement

من هنا ضرورة رفع الصوت وعدم الاستخفاف بالفتنة المذهبية التي بدأت تطل برأسها، كما الخوف على الاستقرار الداخلي في ظل هذا الاستسهال القائم.

ففي  سياق الانقسام الداخلي، لا يمكن الاستهانة بتداعيات الاستشارات النيابية وما رافقها من عملية سطو موصوفة على صلاحيات الرئاسة الثالثة والاخلال بالتوازنات الدقيقة، مع ما يعني ذلك من  احتمالات جدية لتوتيرالخطاب المذهبي ووضع لبنان على خط زلزال الانقسام العمودي وإدخال لبنان في صراع المحاور المحتدمة في ليبيا والعراق وسوريا واليمن.

إقليميا ودوليا،  تنشط عمليات الرصد للوضع اللبناني المتفلت من اي ضوابط، والذي يشهد انهيارات مريعة قد تجعله على حافة انفجار صيغة الحكم على وقع  التقارير الدبلوماسية التي توحي بأن أحداث لبنان هي جراء ارهاصات إعادة رسم المنطقة بعد انقضاء 100 عام على معاهدة سايكس - بيكو.

على مشارف مئوية لبنان الكبير، والتي كرست فكرة الهوية الوطنية حصلت تغييرات عميقة، حضر النفوذ الأميركي والروسي وإنكفأ الدورالبريطاني فيما تراجع التأثير الفرنسي. اما  المعضلة الأساس والتي لم تستقر نهائيا تكمن بالعامل الايراني المستجد في لعبة الأمم.
في ضوء ذلك ، يجد  مصدر دبلوماسي متابع في بيروت أن زج لبنان في عمق  الصراع المفتوح أميركيا وغربيا على إيران وتحويله ساحة لمواجهة عبارة عن مغامرة غير مضمونة ومحاولة محفوفة بنتائج وخيمة.

و لفت المصدر المذكور لـ"لبنان 24" إلى أن لبنان ليس مدرجا على جدول أعمال المفاوضات بين السعودية وإيران عبر المسعى العماني، والذي نجح مؤخرا بإيجاد قواسم مشتركة، ما ينذر بالمزيد من التشدد الغربي على "حزب الله" من دون مراعاة اي إعتبارات من شأنها دفع مصير لبنان نحو الانفجار.